لا لتسييس الدين .

 

طه العامري .

إذا أرادت هذه الأمة قطريا وقوميا تعيش بسلام واستقرار ..وإذا رغبت أن تنفض عن نفسها غبار التخلف والجهل ..وإذا أرادت هذه الأمة من محيطها لخليجها استعادت كرامتها المهدوره واستغلال ثرواتها القومية في التنمية والتقدم واللحاق بقطار العلوم المعرفية ..إذا أرادت هذه الأمة أن تكون فعلا خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ..وإذا أرادت هذه الأمة أن تكون امة محترمة تحظى باحترام العالم ..إذا أرادت تحقيق كل هذا وتصبح امة ذات كرامة وسيادة ودور ورسالة حضارية ..عليها من أجل تحقيق كل هذا أن تفصل بين ( الدين والسياسة ) وأن كان ولابد أن يوظف الدين كسلاح يلجاء إليه الضعفاء والمفلسين وارتال الأغبياء الذين يتخدون من الدين جسرا لتحقيق أهدافهم القذرة والرخيصة والانتهازية فإن المفترض أن تعمل هذه الأمة على تدين السياسة لا تسييس الدين فهناك فرق بين تسييس الدين وتدين السياسة ..
وعليه فأن الأمة بكل مكوناتها القطرية والقومية أن أرادت الخروج من أزمتها الحضارية وتعيد الاعتبار لدينها الذي شوهته الجماعات الدينية التي اتخذت من الإسلام هوية لضرب كل معتقدات وقيم وأخلاقيات الإسلام والمسلمين ..لكل ما سلف فإن الأمة أن رغبت أن تكون امة حضارية تتباهى برسالتها بين الأمم فإن عليها أن تتطهر من ادران ورجس دعاة التأسلم وتجار الدين الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ..
يجب أن تمنع هذه الأمة على كل دعاة التأسلم من توظيف الدين لتحقيق أهداف سياسية ..ويجب منع كل متاسلم من شغل الوظيفة العامة او ممارسات النشاطات السياسية والاجتماعية والثقافية والدعوية ومنع هذه الجماعات من استغلال عواطف الناس ومشاعرهم الدينية وتظليلهم وخداعهم من خلال التعبئة الفكريه الخاطئة عن الدين وقيمه واخلاقياته ..كما يفترض إعادة هيكلة الفكر الديني والثقافي وتنقيتهما وفق ما جاء به الإسلام والسنة وليس ما جاءت به اجتهادات فقها الدجل والتظليل فالدين رحمة والرسول محمد عليه الصلاة والسلام بعثه الله رحمة للعالمين ولم يبعثه جلادا ولا قاتلا ولا جابيا ولا غازيا ولا متسلطا وهو القائل صلوات الله وسلامه عليه ( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) فأين دعاة الإسلام من حديث رسول الإسلام ؟ وأين ممارسات الإخوان مما جاء في كتاب الله وسيرة نبيه المصطفى ..؟
لهذا يجب حضر أنشطة الجماعات الدينية فهي وجدت لتشويه الدين لا كما تزعم أنها تدافع عنه ..وجدت لتكون بمثابة _ حصان طروادة _ لأعداء الدين وأعداء الأمة العربية المعنية قبل غيرها من الأمم بحمل راية التوحيد تجسيدا لقوله تعالي ( وجعلناكم امة وسطاء لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) وقوله تعالى ( ولتكن منكم امة صالحة تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر ) وهذه العبارات الربانية لا تنطبق على الجماعات الإجرامية التي ارهبت العالم باسم الإسلام وشوهت الإسلام باسم الدفاع الكاذب عنه ..!!
أن تقدم أمتنا وتطورها مرهون بوقف عبث الجماعات الإسلامية التي من أولى جرائمها انتمائها _ الحصري _ للإسلام داخل المجتمعات الإسلامية وهذا يدل على أنهم وحدهم _ المسلمون _ وبقية أبناء الأمة ( كفرة وملحدون ) ..!
السماح بهذا الاحتكار كان بداية الانزلاق نحو الهاوية التي نعيشها اليوم جراء حماقة واجرام هذه الجماعات التي شوهت الإسلام واستطاع أن تظهر الدين الإسلامي بصورة لم تقدر عليها الحملات الصليبية ولم يقدر عليها ألد اعدا الإسلام ..؟!
أن هذه الجماعات لا تؤمن لا على المدارس ولا على المسارح ولا على الوظائف ولا يجب منحهم فرصه تقلد المناصب السياديه ولا السماح لهم بتوظيف الدين من أجل أهداف ومصالح سياسية زائلة ..
أن القول بأن الإسلام دين ودولة مجرد أكذوبة زائفة الهدف منها شرعنة دور ورسالة هذه الجماعات ومنحها فرصة السيطرة على إرادة وعقول ومصير المجتمعات وتسخير اهتمامهم بالطريقة التي تحقق أهداف وغايات هذه العصابات الإجرامية التي فرقت الشعوب ومزقت المجتمعات بل ودفعت الأخ ليقتل أخيه والولد لتكفير والده ..!
وهي من حولت المجتمعات إلى مجاميع متناحرة وبثت ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الدين الواحد فما بالكم بمواقفها من بقية الأديان السماوية ..!
للموضوع صله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى