كورونا..هل سيجعل العالم أكثر إنسانية ؟؟

+ كتبت ..شذى الصوفي . 

لا جديد في عالمنا اليوم فكل الأخبار وأحداثها تدور حول الحدث الأبرز وهو فيروس كورونا المستجد كما يطلق عليه والذي تم تصنيفه من قبل منظمة الصحة جائحة عالمية مستمر في اجتياح دول العالم دون هوادة ناشراً الموت والرعب في اصقاع الأرض

وكل يمر يزاد خطر هذا الفيروس الفتاك على البشرية وتزداد دائرة انتشاره حتى لم يعد هنالك دولة بمنأى من خطر كورونا بما فيها تلك الدول التي كانت تعتبر نفسها محصنة من أي وباء وتتباهى بنظامها الصحي المتكامل أو هكذا كانت تعتقد .

هذه الدول بكل امكانياتها وتقدمها العلمي والتكنولوجي سقطت أمام فيروس كورونا وهي اليوم تكافح من اجل البقاء مثلها مثل الدول الأخرى الأقل تقدماً والأضعف اقتصاداً ..شلت الحياة وخلت المدن من سكانها وتحولت أكثر مدن العالم باريس , لندن , نيويورك , برلين , ميلانو, مدريد, إلى مدن أشباح بعد أن أجبر الملايين من السكان على البقاء في منازلهم خوفاً من أن يفتك بهم هذا الفيروس الذي عجز أطباء العالم من كبح جماحه حتى يوم الناس هذا.

أرقام مخيفة لعدد الاصابات والمتوفين بهذا الفيروس في دول العالم الا أن الكارثة تبدو أكثر وضوحاً في إيطاليا وبالذات في مدينة لومبارديا هذه المدينة الأوروبية التي تفيض جثثاً وكل يوم يضاف المئات من سكانها إلى قائمة ضحايا كورونا لدرجة لم تعد المقابر تتسع لجثث الموت ليكون الحرق هو الوسيلة الوحيدة للتخلص من الجثث ودون أن يتاح لذويهم القاء النظرة الأخيرة عليهم .

تخلت دول الاتحاد الأوروبي عن إيطاليا كما تخلت عن اسبانيا في الأيام الأولى لتفشي الفيروس ومن قبلها تخلى العالم عن الصين وايران وسارع الرئيس الأمريكي ليعقد صفقة مع الشركة الألمانية المصنعة للعقار معلناً رغبته في دفع مليار دولار ليبقى العقار للشعب الأمريكي أو بالأصح ليتاجر به في واحدة من أبشع صور الانتهازية والاحتكار والأنانية

فأين هي الإنسانية التي تنادي بها تلك الدول وتتشدق بها ليل نهار ؟؟.. فلو أن المجتمع الدولي تعاطى مع هذا الفيروس بجدية منذ الأيام الأولى لظهوره في الصين وتكاتفت الجهود والامكانيات لاحتوائه بدل اعتباره جزءاً من الحرب الاقتصادية والسياسية لم كانت هذه الكارثة الانسانية .. ولو أن هذه الدول الراس مالية غلبت الجانب الإنساني لكانت أنقذت أروح الاف البشر من مواطنيها قبل غيرهم .

خرجت الصين المستهدفة وبؤرة الوباء من عنق الزجاجة وبدأت تتعافى ونراها رغم ما عانته تغلب الجانب الإنساني وترسل المساعدات إلى عدد من الدول المتضررة من فيروس كورونا وعلى رأسها إيطاليا وكذا فعلت روسيا وكوبا . فهل سينجح فيروس كورونا بعد كل هذا الزال الذي أحدثه من تحريك الضمائر وجعل العالم أكثر إنسانية ..نتمنى ذلك .   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى