كورونا ..الموت القادم من الشرق

+ شذى الصوفي
من مدينة يوهان الصينية كانت البداية لظهور هذا القاتل المتخفي بهيئة فيروس قبل أن يتحول إلى وباء عالمي يهدد حياة الملايين من البشر على امتداد البسيطة ويضع جميع شعوب الأرض في دائرة الخطر دون تمييز بين شعوب الدول المتقدمة والغنية وبين شعوب الدولة المتخلفة والفقيرة .

ضحاياه من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية بما فيهم مسؤولين دول وحكومات كانوا بمأمن من الأوبئة والأمراض التي تصيب البسطاء من المواطنين .

القاتل كورونا الذي قدم من الشرق وتحديداً من الصين بلد المليار ونصف المليار نسمة وصل اليوم إلى استراليا وأمريكا اللاتينية بعد أن كان قد أثبت وجوده وبقوة في عدد من دول القارة الأوروبية وعلى رأسها ايطاليا وبريطانيا وفرنسا وقبل ذلك كان قد أعلن كورونا عن حضوره المرعب في دول آسيوية منها كوريا الجنوبية وإيران والكويت والبحرين أضافة إلى دول في أفريقيا التي أصبحت في مرمى كورونا .

كل يوم يرتفع عدد ضحاياه ومعها يرتفع عدد الدول التي غزاها الفيروس الذي لا يبدو أنه سيتوقف على المدى القريب في ظل تصاعد المخاوف من توسع دائرة انتشاره وتوقعات بهلاك الملايين من البشر على يديه .

مدن كانت مكتظة تحولت إلى مدن اشباح ..كساد صناعي واقتصادي وسياحي .. خسائر البورصات العالمية ..شلل في قطاع التعليم بعد أن أعلنت العديد من الدول تعليق الدراسة في المدارس والجامعات كأجراء احترازي للحد من أنتشار الفيروس في أوساط الطالبات والطلاب .. وعلى وقع المخاوف من هذا الفيروس القاتل المسمى كورونا كانت اليابان قد أعلنت تأجيل الالعاب الأولمبية واقامة مباريات الدوري بدون جمهور وكذلك فعلت ايطاليا واسبانيا .. السعودية أيضاً دخلت على خط الإجراءات الوقاية واتخذت قراراً بمنع رحلات العمرة ودخول المواطنين من الدول الخليجية على اعتبار أن العدوى هي الوسيلة الوحيدة لانتقال الفيروس .

لكن الحقيقة المرعبة ما اعلنته وزارة الصحة الأمريكية الجمعة عن اصابة امرأة في ولاية كاليفورنيا بفيروس كورونا .. وبحسب التحريات والمعلومات التي تحصلت عليها الجهات المختصة فقد تبين أن هذه المرأة لم تسافر خارج الولاية كما أنها لم تتصل بأي شخص يشتبه اصابته بالفيروس أو كان مسافراً داخل أو خارج أمريكا مما أثار الكثير من التساؤلات عن كيفية أصابتها أن لم يكن عن طريق العدوى .. مما يعني أن هناك وسائل أخرى لانتقال الفيروس وليس حصراً عن طريق العدوى كما هو سائد بين الناس بحسب أخصائيين .

هذا الإعلان الأمريكي كشف جانباً أخر غير معروف لهذا القاتل المتخفي الذي يزداد ضراوتاً وانتشاراً في وقت لازال العقل البشري رغم ما وصل اليه من تقدم علمي وتكنولوجي يقف عاجزاً حتى اللحظة عن كشف ماهية هذا الفيروس وكيفية الحد من أنتشاره والقضاء عليه .. سباق محموم فلمن تكون الغلبة لهذا الفيروس الذي يهدد البشرية أم للأطباء والباحثين الذين يعملون من أجل حماية البشرية وتحصينها .   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى