*كم من المعلش يلزمنا*

 

✍️ بسمة العواملة

لا يزال مشهد الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح ماثلاً امامي، يأبى أنيفارق ذاكرتي بكلماته التي آلمتنا جميعاً و تركت أثراً عميقاً في نفوسنا ، هذهالمعلش الذي اطلقها الدحدوح الممزوجة بدمعة حارقة احدثت صدمة كبيرةلضمائر كثير من الشعوب و حتى تلك التي كانت حتى وقت قريب لا تبالي بغزةاو حتى بالاحتلال الاطول في التاريخ ، وصل اليها صدى تلك المعلش التيكشفت عن الوجه الحقيقي للاحتلال ، احتلال يغتال الطفولة في مهدها

 

فهل كان العالم يحتاج هذه المعلش حتى يستفيق من غيبوبته التي طالت ،ليصرخ في وجه الاحتلال مطالباً اياه بوضع حدِ لعدوانه و قتله الالاف الاطفالدون رحمة او شفقة ، هولاء الاطفال الذين اا ذنب لهم سوى انهم خلفوا في اشدبقع العالم بؤساً و ظلماً للطفولة بقعة محتله منسيه من هذا العالم الذي اصابتهحمى سباق التسلح لاكثر الاسلحة فتكاً بالبشرية و المحرمة دولياً

 

و اجدني مرة أخرى اتسائل ما دامت محرمة فلماذا يقف المجتمع الدولي عاجزاًعن محاربتها و التصدي لمنطق القوة الذي تتبناه و تدافع عنه الدول العظمى ( عظيمة اقتصادياً و عسكريًا فقط و ليس أنسانياً كما تدعي )

 

فكم من المعلش يلزمنا حتى نعاود بناء الثقة مع المنظمات الدولية التي كانتتنادي بضرورة الالتزام بحقوق الإنسان على مدار العقود الماضية ، و لا ادريما هي خطط و تطلعات مؤسسات المجتمع المدني في الدولة الاردنية لإعادةالتفكير بالآلية الجديدة التي ستسلكها في تناول موضوعات حقوق الانسانحسب المعطيات الجديدة

و خاصة و أن كثير من الجهات الحكومية سواء على المستوى الدبلوماسي اوعلى مستوى مجلسي الاعيان و النواب و غيرها في خضم الاحداث الأخيرةسبقت مؤسسات المجتمع المدني هذه باشواط لا بل و تصدرت المشهد بكل قوة وإقتدار عاليين

بحيث لفتت انظار العالم الى ضرورة اعادة النظر في كثير من المفاهيمكالديمواقراطيةو حق الانسان في المعرفة و غيرها من الحقوق  والتي ضُربت في مقتل امام اصطفاف كثير من الدول مع القاتل ضد الضحية

 

حتماً تغيرت كثير من موازين القوى و تغيرت معها و ستتغير كثير من الاولويات، فقد تصبح مطالبة بعض مؤسسات المجتمع المدني بمزيد من التصديلتصنيع  الاسلحة المحرمة دولياً اكثر اهمية من التصدي لايقاف عقوبة الاعدام وأن كانتا تؤديان الى ذات النتيجة

الى أن المعطيات تختلف بشكل اكثر وضوح .

 

فكم من المعلش يلزمنا حتى نسمع مفردات كحقوق الانسان و القانون الدوليالانساني و حقوق الطفل و غيرها دون أن تتسع الاحداق استهجاناً و تبتسمالشفاه ابتسامة السخرية الممزوجة بالم

 

و اخيراً كم من المعلش يلزمنا كي نعاود احياء الفرح باعياد الميلاد المجيدة التيكنا ننتظرها بشغف الطفولة كي نشاهد شجرة الميلاد الباسقة في الفحيصكما اعتدنا في كل عام

كما من المعلش يلزمنا حتى تعاود الضحكات الى محيانا و نحن ما زلنا نتذكرصور و مشاهد الطفولة التي قتلت بدم بارد و دون ان يغمض لهذا الاحتلال عيناو يرف له جفن

 

ايكون من المقبول على عكس ما أعلن مجلس الكنائس إلغاء جميع فعالياتالاحتفال بعيد الميلاد المجيد احتراما لضحايا غزة

أن نقترح على اخوتنا المسيحين إنارة شجرة المحبة و السلام ، و بشكلاستثنائي على أن تزدان باسماء و صور الشهداء من اطفال غزة و قصاصاتمن حكاياهم لتكون رسالة للعالم اجمع ، على ضرورة احلال السلام و المحبة ونبذاً  للعدائية و الكراهية و الحروب

اتمنى أن تلقى هذه المبادرة قبولاً من اخوتنا ملح الأرض ليضيء العالم بنورالسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى