عودتي للحياة

عودتي للحياة
بقلم | محمد عبدالرحمن السفياني..
ربما في لحظات اخيرة.. لمشهد اخير.. لفصل اخير.. بمسرحية الحياة العمرية.
ووسط صحراء قاحلة برملها المتحرك وعواصفها التي تقتات من الرمال مايفيض عن حاجتها لسد مسامات السماء
فتجعل ظلمة الليل غسقآ قاهرآ لكل الخيالات حول الغسق.
وفي العمق كنت انا كومة من بقايا جذوع النخيل. فجأة داهمتني الحياة فأحسست وجدا غزير التدفق يغمرني فرحة وسعادة ونور يضيئ غيا هيب نفسيتي البائسة.
تلك الحياة كانت وصول ابنتي الدكتورة نضال محمد عبدالرحمن سفيان وعودتها متوجة بدرجة الدكتورة بتقدير مرتبة الشرف الأولى من جمهورية مصر العربية (جيمور فولوجيا)
مضافة إلى درجة الماجستير بتقدير امتياز مرتبة الشرف من المملكة العربية السعودية.
عندها ولبعض الدقائق وبضع ثواني انتزعت من الذكريات الجميلة ومن عالم الإفتراض عالمٱ رائعٱ لحياة ابنتي
وأسرتها ومجتمع اليمن الحالم الأبدي
خصوصٱ وأن شعار الحضارة العالمية المعاصرة هو تأهيل وتمكين المرأة في المجتمعات المتخلفة والناميه من الإسهام البارز في النهضة والتحول.
وبينما كنت منهمك ومنغمس حتى الثمالة في عالم الحلم والأمنيات.
صعقت بصوت دوي انفجارات يكاد يقتلع المكان ويصم الآذان ويبتلع الزمن.
ناجم عن تبادل قصف فضيع بأسلحة هائلة بين (الجيش الوطني والجيش واللجان الشعبية)
عندها هبطت مركبات الحلم الى واقع ليس فيه سوى الموت قتلٱ وقهرٱ وجوعٱ.
ولامست فورٱ عددٱ هائلٱ الأكاديميين والباحثين والعلماء والعظماء والمبدعين يلوذون خلف الحدود وبعضٱ تحول إلى بائع متجول يبحث عن كسرات من الخبز يبقيه حيا لبعض من الوقت لا غير.
نظرت بعيدٱ إلى عدد من مناطق عالمنا العربي والإسلامي فلم أجد غير تلك المشاهد التراجيدية لتلك الشريحة من المجتمعات ولا صوت يعلو على صوت ذاك الصراع المدمر بين فريقان يدعيان انتسابهما الى الله او نصرة شرعه.
فأوشكت أن اسدل الحزن واليأس حول ابنتي وفرحتها الغامرة.
لكنني وبفعل (الأصالة اليمنية العربية الاسلامية) أقنعت كينونتي بأن إبنتي تجاوزها ظروفٱ اسرية ومجتمعية بالغة الصعوبة والتعقيد قد حققت إنجازٱ عظيمٱ يستحق الإعتزاز والإشادة.
وأن عائد هذا الإنجاز عليها واسرتها ومجتمعها متروك لرب العزة والجلال الذي يمحو ويثبت وعنده أم الكتاب ودعوت الله التدخل العاجل في حسم ذاك الصراع المدمر بين من يدعون انتصارهم له ومن يدعون انتصارهم لشريعته.
وأكملت كل مراسيم تهنئتي لإبنتي.
منقول من صفحة محمد السفياني على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى