عروبة الجامعة العربية سقطت بإسقاط عضوية سورية

حاتم حسن

عودة سورية للجامعة العربية يعني أن محور المقاومة سيكون حاضرًا، وهذا في ظلّ موازين القوى داخل الجامعة المسيطر عليها من كتلة رجعية مرتبطة مصالحها بالمصالح الأميركية “الإسرائيلية”.
هم يريدون عودة سورية بشرط إسقاط مقاومتها، ويريدون أن ينقضّوا على إنجازات حقّقها الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان السوري.
سورية لا يمكن أن تكون إلا سورية المقاومة التي تقف إلى جانب الحقّ الفلسطيني والعربي.
عندما أُسقطت عضوية سورية من الجامعة العربية سقطت معها عروبة الجامعة العربية وتحوّلت إلى جامعة أميركية “إسرائيلية”.
وعودة سورية ستكون عودة لعروبة الجامعة العربية.
سورية يكفيها موقف الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وللمشككين بهذا الموقف فليقوموا بطلب إجراء استفتاء عنوانه من مع سورية أو من مع الجامعة الأميركية “الإسرائيلية”.
عودة سورية إلى الجامعة العربية سوف تفرضه الوقائع الميدانية إلى جانب استحقاقات صفقة القرن عندما يدرك أعوان اأميركا و”إسرائيل” أن الصفقة ستطال كياناتهم وستضع الأنظمة في موقف من الصعب تفسيره لشعوبهم.
برأيي، إن عودة سورية إلى الجامعة العربية هي اعتراف أكثرية أعضائها بسقوط مؤامرتهم على سوريا.
سورية وفلسطين بعد قراري القدس والجولان لا خيار لهما إلا المقاومة طريقًا لتحرير الجولان وسورية.
سورية والجامعة العربية متلازمتان، لا عروبة للجامعة إلا بوجود سورية، وعلى الدول التي تهدّدها صفقة القرن عليها أن تقف بحزم من أجل عودة سورية إلى الجامعة العربية لتعود العروبة إلى سورية.
“إسرائيل” بعد قراري القدس والجولان ستذهب إلى تشريع وجودها في الضفة وستعمل على إطلاق رصاصة الرحمة على أوسلو ونتائجه وسلطته.
إن الفكرة التلمودية التوراتية التي تسيطر على الإدارة الأميركية و”الإسرائيلية” هي حالة طارئة في التاريخ الإنساني واستمرارها لن يكون طويلاً. سيأتي يوم عندما تدرك شعوب المنطقة أن مصلحة تقدّمها هو في إنهاء الفكرة الفاشية العنصرية التي تمثّلها “إسرائيل” والإدارة الأميركية التي وظّفت إمكانيات الولايات المتحدة لمصلحة “إسرائيل”.
إن الحكومة “الإسرائيلية” (وبرلمانها) تقيم في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأميركي.
لا خيار لسورية وفلسطين ولبنان والأردن إلا خيار المقاومة لدرء الخطر الداهم الذي تمثّله صفقة القرن واستحقاقاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى