صرخة بلا صوت اطفال الحروب الى اين ؟

✍️ د / ثريا بن رحو

اثار سلبية نفسية وجسدية رسمت معالم الطفولة في مناطق تحولت الى جهنم أعدت بنيران الحقد والطمع والانتقام .دمار، صورة سوداء اعتادتها عيون الاطفال وباتت مطبوعة في اذهانهم أضحت كابوسا قاتما تسيطر على حياتهم .اطفال حرموا نعمة الامن والأمان والطمأنينة قلوب هشة أكلها الخوف من المجهول في مناطق تشهد حروبا وصراعات عنيفة في العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص كل من فلسطين ولبنان والعراق وسوريا والسودان واليمن ،اطفال لا حول لهم قدموا قرابين على مذابح الكبار .قدر لهم ان يكونوا في قلب العاصفة الهوجاء حيث القت اصوات الطائرات المرعبة والقذائف الحارقة والمدافع بظلالها على المدنيين العزل ونال الاطفال الجزء الأكبر منها من قتل بشع وتشريد وضياع وأثار سلبية على تفاصيل الحياة التي أصبحت لا رحمة فيها.صور مرعبة ربما لن تفارقهم حتى نهاية الحرب .دمار شامل قتل ملايين الاطفال حول العالم ويتم أضعاف واضعاف هذه الأرقام فالحروب الدورية لا ترحم احد وبراميل الموت والصواريخ لا تميز بين كبير وضعيف وصغير .الاف الاطفال ورضع يعيشون تحت ظل المناطق المحاصرة وعشرات الآلاف يتعرضون للقتل والتشويه او التجنيد والاختطاف او العنف الجسدي او الجنسي او يظطرون للهرب مع ذويهم من ويلات الحرب الى عرض البحر على وعسى ان يرحم ضعفهم .ملايين الجرحى واليتامى والمجندين في الصراعات الحربية والطائفية بل الاسوء من ذلك هناك الاف الاطفال يتعرضون لعمالة الاطفال والاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر بالإضافة للاختطاف العديد منهم وإجبارهم على المشاركة في أعمال العنف .
ان الحروب عرضت عشرات الملايين للاكتئاب والصدمات النفسية حسب اليونسيف والرقم الأكبر يمثله اطفال الشرق الأوسط .شراسة الحرب والصراعات السياسية والطائفية لا تكمن فقط في تخريب معالم المدن بل تتجلى بشاعتها في تخريب النفوس وتعكير صفو المستقبل وإفساد اجيالا لاحقة برمتها ،والأطفال هم اكثر ضحايا تلك الحروب تأديا وتشتتا وضياعا ،ذلك لانهم يفقدون برائتهم الواقعية وتتشوه القيم الجمالية في اعينهم .
حروب الاستضعاف واليتم ،الموت ،الإصابة بالجروح والنزوح ،الانفصال عن الاسرة وعدم الاستقرار تلك هي ضريبة الحياة المرة التي يدفعونها هؤلاء الابرياء ،ظروف انسانية صعبة فرضتها مرارة الحرب التي تحطمت في حضن نيرانها البراءة والمدارس والبيوت والمستشفيات وترك الوطن. هدم شامل لأجيال باكملها ،ضحايا دون مسؤولية ،مجازر كل يوم اطفال يقتلون لا يذكرهم احد على اعتبار ان هكذا هي الخسائر تعتبر أمراً منطقيا في اي حرب يستغل فيها هذه الفئة من اجل خلط الأوراق وتصويرهم وبناء بروباغندا على أشلائهم لعرضها للرأي العام الدولي وتحريكه ،مادة دعائية عبر التواصل الاجتماعي لحصد اكبر عدد من المشاهدات والتعليقات مواضيع مثيرة للنقاش وتبادل الاتهامات كأن المطلوب من الطفل ان يثبث شهادته من الطبيب الشرعي كي يصدق الناس انه يتالم ومن بعدها تختفي صورة هذا الطفل في جل الجدالات في انتظار مادة جديدة .
ماذا ينتظر العالم من جيل هدمت ظروف الحرب احلامهم وبرائتهم ونفسيتهم واغتصبت مستقبلهم .صورة قاتمة ستستمر معهم طيلة الحياة في ظل حقوق الطفل المغتصبة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى