شوقي هائل .. دعوة وطنية مسئولة

*راسل القرشي..خاص
الوطنية هي مسئولية تتعزز قيمها بالالتزام بالسلوك الواضح غير المنفصم عن الدين وعن الفكر، وعن الأخلاق ومبادئ الفضيلة والتي لا يمكن أن تدفعنا صوب الإضرار بمصالح الوطن ومصالحنا جميعاً. والوطنية يسبقها الإيمان الحقيقي والمطلق بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام «ليس منا من يدعو إلى عصبية»، كما تتأكد الوطنية بمعانيها السامية التي تحثنا على الاتجاه صوب ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ويبقى. ومن هنا فإن المسئولية تحتم علينا كما قال الاستاذ شوقي أحمد هائل سعيد العمل الجاد والمسئول من أجل الحفاظ على حاضر ومستقبل اليمن.
إن الأستاذ شوقي هائل حفظه الله وهو يدعو كل أبناء الشعب إلى الحفاظ على الوطن من أجل أن يبقى حبه مغروس في اعماق قلوبنا.. فالوطن هو نحن جميعاً .. المسكون في قلوبنا حباً لم ولن ينطفئ .. المكتوب في سماء الله ألقاً وبهجة. الوطن الذي ننتمي إليه جميعاً يحتم علينا أن نعزز إيماننا به ونفتخر بانتمائنا إليه ونتجه جميعا بكل الصدق والمسئولية لحمايته وإعلاء مصالحه ، وصدق الأستاذ شوقي عندما قال إن “الحفاظ عليه فرض واجب ومسئولية مقدسة علينا جميعا”ً. إنها دعوة مسئولة من رجل مسئول يعد مثالاً وقدوة في كل ما يجسده من سلوك إنساني رفيع وصفات قيادية نادرة ، وكل من عمل معه في قيادة السلطة المحلية بتعز ومن ثم محافظاً لها يعرف جيداً من هو شوقي هائل. شوقي هائل العاشق للوطن .. الروح الجميلة المليئة بالحب والخير والسلام ليمن الإيمان والحكمة .. وأنا عندما أقول ذلك ليس من باب المدح والإطراء لهذا الرجل كما قد يقول البعض .. بل هي الحقيقة التي عرفتها فيه خلال تحمله مسئولية إدارة محافظة تعز .. تحمل مسئولية تعز عن إيمان حقيقي بقدرته على تغيير الواقع الحزين الذي كان يعتريها آنذاك .
بدأ يؤسس لغد آخر مغاير.. غدٍ مفعم بعناوين العمل والبناء.. الحب والإخاء.. الشراكة المجتمعية الحية التي تجعل من تعز أنموذجاً للمدنية، وعنواناً كبيراً للإنجاز اليماني الذي يقهر المستحيل أياً كانت صوره وأشكاله.
زرع في نفوس ليس أبناء تعر فحسب وإنما في نفوس أبناء الوطن عموماً الأمل، كما هو مزروع في قلبه لتعز واليمن وأبنائها جميعاً. عمل بكل جد وإخلاص وبكل الصدق والمسئولية ليجعل من تعز الاستثناء الجميل في سماء الوطن، والكلمة الصافية النقية التي ليس لها مثيل.. ولولا صور وشعارات الزيف والخداع والتضليل والحقد والكراهية التي سعت وعملت على تغيير مسار اتجاهها المسئول صوب الغد الأجمل الذي خطه شوقي هائل لكانت تعز اليوم غير .. ولكن ما عسانا أن نقول لمن لم ينعم الله عليهم بالفهم الصحيح.!!
لا أريد هنا أن اتحدث عن الأسباب والمسببات التي دفعته وهو في قمة المسئولية وقمة الحماس لتغيير واقع تعز البائس إلى تقديم استقالته فالجميع يعرفها. لنعد إلى دعوته الأخيرة .. دعوته المسئولة والصادقة الموجهة لكل أبناء الشعب بالعمل الجاد والمسئول من أجل الحفاظ على حاضر ومستقبل اليمن.. فكيف لا نعمل من أجلها..؟ وكيف لا نعيد إليها الضوء؟ وكيف لا ننتصر لآمالنا وطموحاتنا، فالوطن هويتنا ..والتاريخ الضارب جذوره في أعماق الأرض .. وهو المسكن والهواء الطيب الذي نستنشقه عبقاً وأريجاً يفوح في كل منطقة ومكان. فلنعمل من أجل اليمن.. من أجل أنفسنا.. ومن أجل أن تبقى الحب الذي لا يضاهيه حب آخر .. فالوطن يجمعنا وهو لنا جميعاً.