سقطرى ..لؤلؤة الأضواء والأطماع

اعداد| سحر علوان

سقطرى  جزيرة الأحلام الجزيرة المليئة بالسلام الجزيرة التي لا يحمل مواطنيها الأسلحة وإنما يقدسون السلام والجمال .. بدأنا بلملمة جراحنا راضين محتسبين وكأن حال السنتنا يقول تلك يد القدر! لكنا لا نقبل أن تمتد إلينا يد الغدر ولا أن تستغل مآسينا لمآرب أخرى ! جزيرة سقطرى لؤلؤة اليمن التي تتوسط قلب المحيط الهندي وهذا الذي جعل من جغرافيتها المميزة محط أطماع القوى الإقليمية والدولية على حد سواء. دراسات علمية وصفت الجزيرة بالمكان الأكثر غرابة في العالم كما جاء في تدوينات الرحلات الاستكشافية التي أكدت أن ثلث أشجار ونباتات الجزيرة لا توجد بأي مكان على وجه الأرض. في عام 1990م قام فريق من الأمم المتحدة بإجراء مسح على الجزيرة محصياً قرابة 700 كائن حي لا نظير له في أي مكان، في الوقت الذي اعتبرت منظمة اليونسكو في 2008 الجزيرة واحده من أهم المواقع الطبيعية التي تشكل إرثاً عالمياً تقول د. سيلين جريزي ( باحثة في الجغرافيا السياسية) جزيرة سقطرى تتمتع بموقع استراتيجي مهم وأنها محط أطماع ومستهدفة منذ عقود لمجموعة من الدول وليست هذه الأطماع وليدة الساعة، تقول د. سيلين وقد لاحظنا رغبة البرتغال في الاستيلاء على الجزيرة وايضاً بريطانيا وفرنسا والمانيا وظهور بعض الإشاعات التي لا نعلم حقيقتها نحو تواجد قاعدة عسكرية روسية، كما كانت هناك رغبة امريكية بالتعاون مع اليمن للتقوقع بجزيرة سقطرى لا يخفى على أحد أن من يسيطر على جزيرة سقطرى سيسيطر على جزء كبير من العالم فهناك جيوسياسية المياه أو جيو سياسية المنابع، هناك مضيق هرمز وهناك قناة السويس وهناك باب المندب. في بداية ديسمبر 2007م قُدمت مداخله في مؤتمر دولي حول اليمن عقد في باريس حذرت المداخلة من خطورة الوجود الإماراتي في الجزيرة، المداخلة التي قدمها الصحفي اليمني نبيل سبيع بالوثائق والتي تحدثت عن تورط الإمارات في الجزيرة واستنزافها أهم مقومات الطبيعية بدافع التنمية، مشيراً إلى حدوث أعمال سطو تحت غطاء التنمية. فيما وقعت الحكومة ممثلة بنائب الرئيس السابق خالد بحاح  اتفاقية مع ابوظبي في 2016بدافع الإعمار في الجزيرة،  واستطاع رجال أعمال إماراتيون بموجب هذه الوثيقة حجز مناطق في شواطئ الجزيرة وشراء مساحات واسعه فيها، وهذا ما دفع الحكومة في مايو من العام نفسه إلى إصدار قرار يقضي بوقف التصرف في الأراضي والشواطئ السقطرية. وفق الوثائق لم يكتفي الإماراتيون بشراء اراضي في سقطرى  بل قاموا ضمن خطة مرسومة بالاستيلاء على اراضي وشواطئ تقع في نطاق المناطق المحمية التي يمنع القانون البناء فيها. وتشير مصادر مطلعه أن قيامهم بعمليات البناء متجاوزين بذلك قرارات الحكومة، ما جعل الجهات المختصة تطلق رسالة تحذير في يوليو 2017م إلى رئيس الوزراء احمد بن دغر تعلن فيه اخلاء مسؤليتها عن العبث الذي تقوم به الإمارات بغطاء من مسؤولين يمنيين. وكيل محافظة سقطرى للبيئة والتنمية كتب رسالة في يونيو 2016 وجهها إلى قائد النقطة البحرية بخصوص الأحجار الثمينة التي تصدر إلى الإمارات، حمله فيها المسؤولية عن السماح لتصدير أحجار سقطرى  دون أي مسوغ قانوني ومن دون علم الحكومة. ظل النفوذ الاماراتي في سقطرى محمي باللافتات والأنشطة والأعمال الخيرية إلى أن قامت الإمارات في 30 آبريل 2018 بإنزال عسكري في مطار وميناء الجزيرة وهو ما اعتبره اليمنيون رد فعل لزيارة رئيس الوزراء أحمد بن دغر للجزيرة برفقة عدد من الوزراء لافتتاح مشاريع خدمية! يذكر جيرالد فايرسناين السفير الأمريكي السابق في اليمن أن عمليات التحالف بموجب شروط قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يدعم سيادة الدولة ويقضي باستخدام القوة لاستعادة السلطة وتسهيل الحل السياسي في هذا الصراع لكن هذا القرار بالطبع لا يسمح لدول التحالف بالتعدي على الأراضي اليمنية  وخرق سيادتها واحتلال أراضيها. اليزابيث كانديل( اخصائية في الدراسات العربية والإسلامية) تقول اليزابيث كانت الإمارات العربية نشيطة في جزيرة سقطرى لكن النزاع وصل إلى ذروته عندما أرسلت الإمارات قوات عسكرية يتراوح عددها بين 50 و 100 كذلك ارسلت معدات وطائرات حربية، أثار ذلك حفيظة الحكومة اليمينة  أو ما يسمى بالحكومة الشرعية وردة فعلها أيضاً، بدوره كان عليهم التحرك لمد سلطتهم على سقطرى لأن هذه كانت نهاية لمحاولة الامارات في التأثير على سيادة جنوب اليمن وأعتقد ان هذه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير! في مطلع مايو 2018م قامت الحكومة اليمنية بتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي بشأن سيطرة الإمارات على زيرة سقطرى وهذا بدوره شكل إضافة قوية لتمسك الحكومة اليمنية بحقها وسيادتها  وهو ما شكل قوة للموقف اليمني العام النخبوي والشعبي. حيث اضافت المظاهرات الشعبية زخماً وطنياً وجعلت الإمارات في منعطف خطير ومحرج  وفي موضع تعقيد، للتضامن الشعبي والرسمي والدولي على ما تقوم به الإمارات في جزيرة سقطرى بدورها استغلت الإمارات انشغال السعودية بحربها مع اليمن وفتح حدودها في الحرب ومقاومة الجبهات مع الحوثيين رأت أنها قادرة على السيطرة الاقتصادية لا العسكرية كما تفعل السعودية، ولكنها في الأخير وقعت في المأزق ودعت السعودية للتدخل و تركت الأمر للملكة العربية السعودية. كما أدان المجلس الدولي تصرفات الإمارات والسعودية ومحاولتها السيطرة على الجزيرة ومحاولاتهم العديدة للنيل منها( كمجتمع دولي نكون على وضوح مع التحالف بأن تلك هي الشروط التي تضفي الشرعية على عملياتهم في اليمن وأنه يجب الا يذهبوا أبعد من ذلك) أي أن عمليات التحالف محدودة بشروط معينة ومواقع محدده وعليهم الا ينظروا إلى أكثر من ذلك في اليمن .. ترى هل ستعود سقطرى اليمنية بعنفوانها لليمن، أم أن الحروب أنهكت سيادة وطنتيها اليمنية لتذهب لمن ليست له ؟! المصدر: ( سقطرى اليمنية)وثائقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى