رسالة إلى الوالي

 

✍️. حسن الوريث

.. من المسئول (1)..

قررت التوقف عن الكتابة عدة مرات وسأعيد هنا ماقلته سابقا أنني تعرضت لضغوط هائلة وكبيرة وقوية منها الإقصاء من العمل والتهديدات المبطنة على شكل نصائح والكثير من الأساليب التي انتهجها البعض تهديدا ووعيدا ومنها التهديد بلقمة العيش ووصلت إلى حد التهديد بالقتل وأيضا أبعاد أبنائي واقصائهم من أعمال معينة ولو بطريقة غير مباشرة وهناك الكثير من الأساليب التي تم استخدامها لمنعي من الكتابة وكما تعلمون فإن كل ذلك لم يمنعني من قول كلمة الحق والاستمرار في الكتابة لايماني المطلق بأن هذه رسالتي تجاه بلدي وأبناء وطني مهما كانت الضغوط والتهديدات لكنهم اتجهوا إلى أشخاص اعزاء عليا للضغط عليهم وتهديدهم بطرق مباشرة وغير مباشرة لمعرفتهم بان ذلك سيجعلني اتوقف فورا من اجل أولئك الأعزاء الذين لايمكن ان اتسبب في ان يلحق بهم أي ضرر بسببي.
سيدي الوالي..
التساؤل هنا من يريد بناء دولة حقيقية نظيفة يدرك أن تكميم الأفواه ليس هو الطريقة السليمة والصحيحة لبناء الدولة بل أنه يعمل على أحداث خلل في ذلك البناء على اعتبار ان التسلط والديكتاتورية يهدم أركان الدولة ويقوضها ؟ وهل يدرك هؤلاء الذين يتغنون ليل نهار برؤية وطنية قادمة ان تكميم الأفواه ضعف وليس قوة وان من شروط بناء الدولة هو كفالة حرية التعبير عن الرأي ؟ وهل يدرك هؤلاء أنهم نقموا على من سبقهم بسبب قمع الحريات والصحفيين وحبسهم والتضييق عليهم لكنهم سرعان ما اتخذوا نفس تلك الأساليب وانتهجوا نفس السياسات ؟ وهل سيدرك هؤلاء معنى ان تناقض افعالهم مع أقوالهم في هذا الأمر ليس في صالحهم فهم يتحدثون عن حرية الرأي والشعوب الحرة التي تثور ضد الظلم والطغيان ودعم حرية الكلمة في مواجهة الأنظمة القمعية والظالمة لكنهم هم من يقمع الأصوات الحرة والأقلام الشريفة ؟.
سيدي الوالي..
ساقول لكم .. الضغط عليا والإقصاء والتهميش والتهديد بالقتل لم ولن يجعلني اتوقف .. الضغط عليا عن طريق إقصاء الأولاد لم ولن يثنيني عن قول كلمة الحق .. لكن الاتجاه إلى أشخاص اعزاء عليا للضغط عليهم لإيقافي ومنعي من الكتابة ربما نجح إلى حد ما أتدرون لماذا ؟ لأني لا اريد ان اتسبب في إلحاق الضرر والأذى بهم؟ ولان كل ذلك يؤكد عجز الدولة والحكومة وفشلهما على اعتبار أن كل من يخاف كلمة الحق أو يخشاها اما فاشل أو عاجز أو فاسد وربما كلها مجتمعة وان التضييق على حرية التعبير والكلمة يبث رسائل سلبية إلى الناس عن ذلك التناقض الكبير بين الأقوال والأفعال عن حرية الكلمة والتعبير والحرية والكرامة لكنهم يقمعون كل من يتحدث ويقول كلمة الحق ويقدم النصح لهم ويؤكد عجز وضعف وليس قوة .
سيدي الوالي..
اعتذر من أولادي الذين تسببت في اقصائهم وابعادهم من أعمالهم .. واعتذر من كل الأشخاص الأعزاء الذين تعرضوا للضغوط والتهديد بسببي.. واعتذر من كل الأعزاء القراء والمتابعين بأني توقفت عن الكتابة ومواصلة رسالتي ليس خوفا ولكن حفاظا على سلامة أولئك الأعزاء.. ولتعلموا ان كل ما اكتبه واقوله يعبر عن رايي ووجهة نظري وانا مسئول عنه لوحدي واتحمل تبعاته.. وساقول.. لاعزاء لأولئك الضعفاء والفاشلين والفاسدين الذين يحاربون كل من يقول كلمة الحق خوفا وهلعا منها .. ولا عزاء لكل من يقول للناس بأنه يريد بناء دولة حديثة بينما يخاف من كلمة الحق بل ويحاول تدميرها وتجميع كل من يتبنى الباطل حوله .. والأكيد ان كل تلك التصرفات هي رسائل سلبية عن رؤى وهمية وصورية وليست حقيقية .. ومن يريد بناء دولة نظام وقانون عليه ان يسمح بحرية التعبير لا تكميم الأفواه.. فهل وصلت الرسالة ويكون هناك من يوقف هؤلاء عند حدهم وتكون دولتنا نموذج في المنطقة خاصة بعد أن استعدنا قرارنا وتخلصنا من الوصاية ام ان الوضع سيبقى ويستمر كما يقول المثل الشعبي ” ديمة خلفنا بابها “؟ وختاما نقول سيدي الوالي.. من المسئول عن قمع الحريات هل هم أولئك العاجزين والفاشلين والفاسدين ام أنه توجه الدولة والحكومة والنظام حتى نعرف من يتحمل المسئولية فإذا كان الأمر يتعلق بالفاشلين والعاجزين والفاسدين فإن الأمر سيكون سهلا اما لو كان توجه الدولة والحكومة فاننا سنقول على الدنيا السلام وتفقد الأمل في بناء دولة حقيقية وسيكون موضوع التغيير الجذري مجرد استهلاك اعلامي وتخدير للناس لان اهم أساسيات هذا التغيير هو حرية التعبير والكلمة ؟.. وفي الاخير لابد أن نعرف من هو المسئول حتى نقرر اما التوقف عن الكتابة نهائيا أو الاستمرار اذا كانت لدى الدولة والحكومة النية في بناء دولة حقيقية أساسها الايمان بحرية التعبير والكلمة والرأي ؟..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى