دماء نساء حيس تراق في يوم المرأة العربية

*كتبت ..هناء حمنه..خاص ..

في الوقت الذي لازالت جريمة صالة حواء للأعراس بتعز التي سقط ضحيتها العديد من القتلى والجرحى من نساء الساحل الغربي تعشش في ذاكرة الكثيرات ممن عشن تفاصيل تلك الجريمة المروعة التي كان ابطالها مليشيات مسلحة استباحت كل الاعراف والتقاليد وتجاوزت كل القوانين والشرائع بمهاجمتها صالة أعراس مكتظة بمئات النساء والأطفال وامطرتها بوابل من رصاص الكلاشنكوف والمعدلات والقنابل الهجومية دون وازع من دين أو رداع من ضمير.

تتكرر اليوم نفس الجريمة وتستباح دماء النساء من جديد ولكن هذه المرة في مديرية حيس وعلى يد مليشات أخرى هي المليشيات الحوثية التي امتهنت القتل واستباحت دماء الأبرياء من النساء والأطفال الأمنين في مساكنهم .

اختلف الزمان والمكان الا أن الجريمة تبقى هي الجريمة مهما حاول مرتكبيها التنصل منها أو تبريرها وتبقى النساء والأطفال والمدنيين ضحايا لعصابات القتل والإجرام التي لا تتردد أن ترتكب أبشع الجرائم وأكثرها دموية وارهاباً فقط لتغطية عجزها وفشلها وخيبتها.

وها نحن اليوم نحاول لملمت جراحنا ونشاطر اخواتنا في العالم العربي احتفالهن بيوم المرأة العربية الذي يصادف الأول من فبراير تأكيدا على وحدة المصير المشترك للمرأة العربية التي لازالت تعاني أصناف العنف والتمييز الجنسي والاضطهاد والقمع , وتناضل من أجل الانتصار لقضاياه واثبات وجودها وتحرير كيانها من عبودية شقيقها الرجل الذي لا يرى منها أبعد من جسدها .

نعم أن معاناة المرأة العربية تكاد تكون هي القاسم المشترك لكل النساء العربيات من المحيط إلى الخليج , وما احتفالهن بهذا اليوم الا تذكيرا بمأساتهن ومعاناتهن والجرائم والانتهاكات التي يتعرضن لها على مدار العام .

ولأننا جزءاً من النسيج الاجتماعي النسوي العربي فكان لزامن علينا التذكير بمحنة نساء اليمن وما يعشنه من أوضاع في غاية الصعوبة على المستوى المعيشي والأمني منذ ما يقارب الثمان سنوات في ظل صراع دموي يتصاعد يوماً بعد يوم ودون أن يلوح في الآفق بارق سلام يكون لهن طوق نجاة يتشبثن به .

وليست القذائف والصواريخ والرصاص الخطر الوحيد الذي يتهدد حياة النساء والأطفال فهناك الخطر الجاثم تحت الارض والمتمثل بالألغام الذي سقط ضحيتهن العديد من النساء وبالذات في الساحل الغربي .

أننا نناشد كل نساء العالم الحر أن يقفن إلى جانب أخواتهن في اليمن من أجل الخلاص وايقاف هذا الإرهاب الممنهج الذي راح ضحيته المئات من النساء اليمنيات طوال هذه السنوات في ظل صت دولي يصل حد الرضى على ما يتعرضن له نساء اليمن .

والسؤال الذي يتكرر كل عام متى تتحقق العدالة لضحايا صالة حواء ؟

ومتى يرتدع المجرمين من استهداف النساء والأطفال والمدنيين الأمنيين في بيوتهم ؟.

ومتى يتحرك الضمير العالمي بكل جدية من أجل وقف المجازر التي تطال النساء والأطفال والمدنيين في اليمن وغيرها من البلدان ؟

*مسؤولة قطاع المرأة والطفل بمديرية حيس

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى