دخلاء في بلاط صاحبة الجلاله

كتبت | زهرة اللوتس ..

قبل أيام كنا وصديقاتي في نقاش حول الإعلام والصحافة والدور الذي يجب أن تلعبه في توعية المجتمع وتبني قضاياه والدفاع عن المظلومين ومحاربة الفساد وكشف المفسدين وقبل كل هذا لابد أن يكون من يعمل بهذه المهنة متقيداً بشرفها المهني وأن يكون الهدف الأساسي هو نقل الحقيقة وإيصالها للقارئ وبالذات في قضايا تمس المجتمع وأمنه واستقراره بعيداً عن التضليل والتزييف والتحريف والأثارة واختلاق الأخبار الكاذبة التي تثير مخاوف المجتمع .لان العلام والصحافة هم السلطة الرابعة ولهما قدرة على التأثير في الرأي العام سلباً وايجاباً .

هذا الكلام أستفز أحدى الصديقات والتي ردت إيش من سلطة رابعة وخامسة الواقع يقول غير ذلك تماماً وأكثر ناس مطحونين هم الصحفيين , مردود مادي قليل جداً ومشاكل لا حصر لها , وأني أعرف أربعة صحفيين قدهم مجانين , ي بنات قد سموها مهنة المتاعب يعني من أولها اللي يشتي يتعب ويتبهذل هو وأسرته يشتغل صحفي وإعلامي , وباقي حاجة لازم يجيد الكذب وقلب الحقائق وفن التهويل , يعمل من الحبة قبه , وانتن تشوفين ما حصلنا الحقيقة عندهم بمرض كورونا كل موقع يجيب خبر .

صديقة ثانية تدرس إعلام تدخلت وبدأت تشرح لماذا سميت مهنة المتاعب لأن الصحفي يتعب كثيراً في الحصول على المعلومات والوصول إلى الحقيقة كما أنه يتعرض لكثير من المشاكل والاعتقال والتهديد والكثير منهم يفقد حياته وهو يؤدي عمله في نقل الحقيقة . كان ليس كل صحفي كذاب كما تتخيلين .

ما قالتاه يحمل الكثير من الصدق والفرق كبير بين ما يجب أن يكون وما هو كائن وما نراه ونسمعه في وسائل الإعلام التي تخلت عن شرف المهنة وابتعدت عن المصداقية وتحري الحقيقة في نقل لدرجة جعلت المتابعين يشككون في الجميع , وكم هو مؤسف الاستخفاف بعقل المشاهد والقارئ بعد أن اصبح الإعلام في خدمة السياسية وأهدافها ومن أجل المصالح الشخصية على حساب الحقيقة وأحياناً على حساب قضايا وطنية كبرى .

وهذا بفعل الدخلاء على المهنة الذين يسخرون أقلامهم لأغراض شخصية وحزبية ويعتمدون على الأخبار المثيرة وأن كانت زائفة أكثر من اعتمادهم على نقل الحقائق وما أكثرهم هذه الأيام وخصوصاً في المواقع الإخبارية التي أصبحت مصدراً للشائعات وبرائي هذا انحراف في المهنة وتشويه للعاملين في المجال الإعلام والصحفي وهو ما يجعل المعلومة مشكوك بها وخاضعة للأخذ والرد قبل تصديقها .

نحن بحاجة لتنقية الوسط الإعلامي والصحفي من المتسلقين على هذه المهنة التنويرية واحترام عقل القارئ والمستمع , كما أننا بحاجة أكثر لقانون ملزم يحمي حياة الصحفيين والإعلاميين وحقوقهم وتسهيل حصولهم على المعلومة قبل أن نلوم الصحفي ونتهمه بالكذب والتهويل ونشر الشائعات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى