حوار جدة إلى أين؟


أ د ✍️ عادل الشجاع

تلقيت العديد من الأسئلة والاستفسارات حول رأي في الحوار الجاري في جدة بين المجلس الانتقالي والشرعية. رأي الشخصي أن هذا الحوار سيفضي إلى الفشل . ولن يخرج عن سياق إتفاق السلم والشراكة عام 2014 الذي أكسب الحوثيين شرعية الاعتراف بهم .

وجهة نظري أنه لا مبرر لأي حوار ثنائي إذا لم ينطلق من الهواجس الوطنية الكبرى . أي حوار من هذا النوع لن يكون سوى محاولة لإضفاء شرعية وتحسين المواقع المناطقية على حساب المصلحة الوطنية الجامعة .

من غير المفهوم إستمرار عدم بذل جهد هادف ومركز من أجل بناء كتلة وطنية شعبية تحمل عبء ومسؤلية الكفاح من أجل مشروع وطني حقيقي ، خاصة من قبل أولئك الذين تضرروا من هذا الوضع .

لست بحاجة للقول إن الوضع اليمني لم يعد بحاجة إلى ذلك النوع من الحوار الذي يشبه إتفاق السلم والشراكة الذي منح عصابة الحوثي الشرعية .

نحن في اليمن لم نطرح أسئلة حقيقية على أنفسنا من مثل: ماهي طبيعة الأزمة التي تعاني منها اليمن ؟ ماهي أسبابها ؟ ماعلاقة ذلك باختطاف الشرعية ؟ لماذا تواطأ الجميع على تعطيل الدولة ؟ كيف اقترن التنافس والصراع الداخلي بذهنية الاستقواء والتبعية للخارج ؟ كيف يمكن إعادة بناء العقد الاجتماعي وتكوين مؤسسات الدولة ؟ كيف يمكن النهوض بالاقتصاد والتنمية الشاملة ، والعبور من الطائفية والمناطقية إلى دولة المواطنة المتساوية ، دولة القانون والمؤسسات والحريات .

بدون الانطلاق من هذه الأسئلة ، فإن أي حوار سيبقى في إطار المصلحة الخاصة بعيدا عن المصلحة الوطنية . لذلك فإن الحوار بين الشرعية المختطفة للدولة والمجلس الانتقالي المعطل لهذه الشرعية هو هرطقة لا معنى لها . ما هو المبرر أن تتحاور الشرعية مع جزء منها خرج عنها تحت غطاء تحالف دعم الشرعية . والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يجري حوار داخل مكون الشرعية بحيث يضم جميع الأطراف المناهضة لعصابة الحوثي .

من الطبيعي أن يفشل هذا النوع من الحوار ، لأنه حوار يهدف إلى تحسين الحصص والمواقع والنفوذ السياسي والشعبي والإداري .

الحوار الحقيقي لابد أن يتحرر من المصالح الصغيرة والآنية وينطلق من جذر المشكلة بهدف المعالجات الضرورية . وهذا النوع من الحوار يستدعي تشخيص الأزمة وتحديد أسباب غياب الشراكة الوطنية التي أدت إلى الانقسام وإضعاف الدولة لمصلحة الجماعات والمليشيات وتكريس التبعية على حساب السيادة والوحدة الوطنية .

من المخزي لشرعية أطلقت معركة إستعادة صنعاء منذ خمس سنوات واستعانت بالتحالف العربي لهذا الغرض تحاور اليوم على عدن . ومن المخزي جدا ألا يكون بين الثلاثين مليون يمني من يقود مشروعا وطنيا يكنس كل مختطفي الدولة إلى مزبلة التاريخ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى