حوار الاوطان

 

✍🏻امين.اليفرسي.

البعض ربما قد يستفسر كيف حوار الاوطان او حوار بلا وطن
حوار الاوطان ان يعد كل طرف اوحزب او جماعة او هيئة ومنظمة من الاطراف المختلفة والمتحاربه تصورها
لمشروع دولة وطن تمثل كل الشعب على اساس المواطنة والانتماء الوطني بعيدا عن الاختلاف العرقي والديني والطائفي والمناطقي والارتباط الخارجي باعتبار الوطن و الانتماء الوطني هو الرابط الجامع لكل ابناء الشعب على اختلاف افكارهم وانتماءتهم
وباعتبار الدولة كيان يمثل الجميع وكل مواطني الشعب
متساوين امام هذه الدولة في الحقوق والواجبات والثواب والعقاب
وعلى هذا الاساس يتحاور المختلفون او المتحاربون
وكل يقدم مشروعه وتطرح جميع المشاريع للحوارات والنقاشات ليصل المتحاورين اخر المطاف الى الاخذ
بافضل المشاريع الوطنية التي ستحقق للوطن والشعب اعظم الاهداف والانجازات والمكاسب في كل المجالات وتحافظ على الوطن وسيادته وتحمي الدولة ومؤسساتها من اي تدخل خارجي او قوى داخلية تفرض نفسها او نفوذها او فكرها على الدولة
وعلى ان يكون الدستور والقانون الذي يتفق عليه الجميع ويوافق عليه الشعب
هو المرجعية التي تنظم سلطات الدولة وهو العقد الاجتماعي بين الشعب والحاكم وبدون اي تدخلات من اي جهة قد تطرح رايها او فكرها في تسير امور الدولة خلافا للدستور
مع تطبيق شامل وكلي لكل مواد الدستور والقانون على الحاكم والمحكوم
هذا هو حوار الاوطان
اما تاتي احزاب وجماعات وكيانات كل لديه مشروع طائفي او حزبي او مناطقي او مذهبي او خارجي ويريد ان يفرضه على الشعب بالقوة والاستيلاء على الحكم والدولة
ويقول هذا هو مشروع الوطن
والاخر يقول لا مشروعك فاسد ومشروعي الافضل وهكذا
يختلفون ثم يتقاتلون فيدمرون الوطن ويقتلون الشعب ثم تاتي الدعوات لوقف الحرب وصنع السلام والدخول في حوارات لاجل الوطن والشعب
وكل مصر وحاملا معه الى مفاوضات السلام مشروعه الحزبي او الطائفي او المناطقي
او المذهبي او الخارجي
ليتفاوضون حولها كل يقدم تنازل للاخر انا اقبل بجزء من مشروعك وانت تقبل بجزء من مشروعي ومن مشاريع الاخرين الداخلية والخارجية
ونشكل حكومة توافق وطني من كل الاطراف المتصاعة كفترة انتقالية ثم ندخل في انتخابات محاصصة انت لك النواب وانا لي الحكومة والاخر الرئاسة
وهنا تصبح الحوارات بين اطراف الصراع فقط وبعيدة عن الشعب والوطن وتصبح المفاوضات والحوارات كارثة اعظم من الحرب نفسها
وهذا هو مايحدث اليوم في اليمن الحرب غلط وكارثة والحوارات اكثر منها كارثية
لان كل طرف مصر على فرض مشروعه اما بالحرب او السلام
وهنا الكارثة التي تنتظرها
اليمن
فلا يؤمل احد على نجاح مفاوضات السويد لانها مفواضات مشاريع الاطراف المتحاربة والاوصيا على اليمن
اي مفاوضات او حوارات للسلام في اليمن لابد ان تكون حوارات مشروع دولة الوطن يقدم كل الاطراف مصلحة اليمن وشعبها على مصالحهم ومشاريعهم
مشروع دولة مواطنة لكل ابناء اليمن وهذا هو ماسيحضى بالتايد الشعبي والسياسي من كل شرائح الشعب مع اختلاف توجهاتهم وانتماءتهم فقد مس الضر الجميع بدون استثناء
اليمنين كانوا يمتلكون مشروع دولة وطن يمثل كل اليمنين حتى ٢٠١١ وكان بالامكان تصحيح الاختلالات في هذا المشروع
وازالة السلبيات فيه والبناء على الاجابيات
لان الخلل لم يكن في مشروع الوحدة و النظام الوطني الذي تاسس في عام ٩٠ باعلان الوحدة
ولكن المشكلة والخلل هو تدخل القوى الدينية والقبلية والعسكرية والمالية في اضعاف هذه المشروع و تعطيله وتجميده
فالمشكلة لم تكن في الدستور الذي يعد من افضل الدساتير العربية ولكن المشكلة في القوى والوجاهات المتنفذه والمتسلطة على الدولة والتي سعت الى تعطيل الدستور وتجميده وتعطيل مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية وتجاذب المؤسسة العسكرية حفاظا على نفوذها ومراكزها وتسلطها وحفاظا على مصالحه مما جعل الدولة ومؤسساتها هي الحلقة الاضعف امام هذه القوى المتسلطة و وهيمنة القوى المتنفذة لتكون النتيجة الكارثية باسقاطها لمشروع النظام الوطني وتساقط مؤسسات الدولية والدخول باليمن وشعبها الى اسوء حرب كارثية داخلية وعدوانية واممية
ومالم ياخذ اطرف الصراع كمتحاربين ومتحاورين مشروع الوطن والدولة الوطنية كخيار وحيد لمشروع وطني سيادي يخص الشعب اليمني بعيدا عن الحزبية والمذهبية والطائفية والمناطقية و التسلط والاستبداد الداخلي لاي قوى متنفذة وبعيدا عن اي وصايا وتدخلات خارجية
فان اليمن ستظل بركان مشتعل لن يخمد نارها ولو اتى العالم باجمعه
كل المشاريع التي فرضت على اليمن منذو ٢٠١١ وحتى اليوم هي مشاريع لا تمثل اليمن ولا شعبها سواء مشروع الاخوان او الشرعية اوالحوثين او العدوان
او الانفصال او الوصاية الاممية كلها مشاريع كانت سبب في الانفجار الكارثي لليمن لقتلها مشروع الوطن الكبير
والحل الوحيد هوباسقاط كل هذه المشاريع والانتصار لمشروع الوطن
مشروع دولة المواطنة مثل كل الشعوب دولة لكل الشعب و تضمن حقوق الجميع
دولة مؤسسات قانونية ودستورية لا تتدخل فيها اي جهة في شؤنها لا قبلية ولا عسكرية ولا طائفية ولا دينية دولة الجميع متساون فيها كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات وهذه هي الدولة السليمة عند كل الشعوب مهما اختلفت اديانهم او اعراقهم لان مهمة الدولة تحقيق مصالح الشعوب وامنها وحمايتها في الدنيا وليس ارسالها الى الجنة او انقاذها من النار التي هي مهمة وخصوصية وعلاقة صلة بين العبد وربه كل حسب عمله وصلاحه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى