حلم الأباء وواقع الأبناء

كتبت |زهرة اللوتس

كان الأباء وما زالوا يستبشرون ويتفاخرون بكثرة الأبناء ويراودهم حلم بأن يرزقهم الله ذرية طيبة حسنةالخلق والخلقة، يتحلون بعقيدة سليمة صلبة وعبادة خاشعة وخلق أصيل وبعقول متفتحة واعية ونفسيات مستقرة وأجسام قوية ومعرفة بواقع الحياة وظروف العصر وبنفس تفيض خيراً وطهراً وعطاءً. فهل يحقق الأبناء ذلك ؟

إن واقع الأبناء نستشفه مما نرأه بأعيننا وما نسمعه من أغلب الأباء فاليوم لا تكاد تجلس إلى أحد إلا وهو يشكو سلبية سلوك أبنائه ويخشى عليهم من هجمة الفساد وأهله، وأصبح الأبناء مصدر قلق في كثير من الأسر وانطلق كثير من الأباء يبحث عن الوقاية والحل ويسأل هنا وهناك. ومما يمكن أن تلمسه من سلوكيات الأبناء وتسمعه من شكاوى مريرة من الكثير من الأهالي ما يلي: – ولدي / ابنتي لا تفهمني. – لا يطيعني. – شخصية غير جادة. – يميل إلى الشلل ويصدق أقوالهم. – لا يحب العمل. – لا يقيم وزناً للعلم والدراسة. – لا يحرص على أداء الصلاة. – يتعلق بتوافه الأمور ويسير في الحياة بدون هدف. – لا يتذكر ولا يتعظ. – يهتم بمظاهر الترف. – يسهر في الليل وينام في النهار. – عنيف على إخوانه. – كثير الصراخ سريع الغضب. – لا يجلس مع الرجال ولا يخدم الضيف. – كثير الكذب والتحايل. – يرى نفسه في البيت كأنه غريب فلا يكاد يدخل حتى يخرج .

كثير يعتبر طلباته ملزمة لوالديه ولا يصرح لهم بشيء عند مناقشته. – لا يثق بقدراته بل لا يعرفها. – يستهتر في الناس. – يكثر من الحديث في الهاتف. – لا تهتم بالحجاب. – تحاكي الغرب في لبسها وفكرها. – تمضي كثير من الوقت في زينتها. * إذا كان هذا هو واقع الأبناء بناءً على شهادة والديهم، فما هو واقع الوالدين؟ إذا تفحصنا أسباب فساد الأبناء وجدنا أن عامته بسبب الوالدين أو لهم اليد فيه.فالأبناء ما بين محروم من متع الحياة وضرورياتها، وأخر ربما حصل على حاجته الجسمية فقط وحرم ما عداها لانشغال والديه أو أنانيتهما أو لعدم وعيهما بأهمية دورهما وأثرهما في حياة أبنائهم.. قال ابن القيم – رحمه الله -: “كم ممن أشقى ولده، وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحمه وقد ظلمه ففاته انتفاعه بوالده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة”.

فيا أيها الأباء والامهات أحسنوا تربية أبناءكم وبناتكم فهم أمانة في أعناقكم واحذروا أن تتركوهم دون رقابة في ظل توفر أدوات الأنحراف من تلفونات ونت وقنوات وغيرها .. اعطوهم بعض الاهتمام وراقبوا تصرفاتهم قبل أن تندموا حين لا ينفع الندم وما هذه الصورة الا تعبير عن الواقع الذي وصل اليه الاطفال لأن الأم والأب تخلوا عن دورهم وشغلوا أنفسهم بأمور أخرى بينما أطفالهم ينغمسون في الانحراف وينجرفون في طريق الضياع منذ نعومة اظفارهم .

وتذكروا أن النقش في الصغر كالنقش في الحجر.. فنقشوا في نفوس وعقول أطفالكم القيم والفضائل والأخلاق الحميدة فأنتم محاسبون عنهم أمام المجتمع وأمام الخالق سبحانة وتعالى .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى