تضامناً مع أنفساً وليس تعصباً مع أوليا الدم

  • شذى الصوفي

من السخف بمكان أن يحاول البعض من أصحاب النظرة السطحية قراءة مشهد التعاطف والالتفاف مع أولياء دم الشهيدين أسامه الأشعري وأشرف الذبحاني بأنه نتاج تعصب مناطقي وقبلي أو غيره لأن هذا التفسير غير منطقي ويتنافى مع العقل تماماً لأن الحقيقة أن هذا الالتفاف العفوي أو بمفهوم أخر التعاطف الشعبي الذي حظي به أولياء الدم من جميع ابناء الحجرية بكل أطيافهم وقراهم الا من أغواهم الشيطان عن رؤية الحقيقة هو في الأساس تعاطف مع أنفسهم والتفاف حول مدينتهم وحفاظاً على أمنهم واستقرارهم ودفاعاً عن حياة المواطنين الأبرياء الذين سيكونون ضحايا للعنف الذي قد تشهده مدينة التربة وغيرها من مناطق الحجرية لا سمح الله ..فتصدير العنف إلى هذه المديرية ستكون له عواقب وخيمة سيدفع ثمنه أبناء الحجرية من دمائهم ودماء ابنائهم وأقاربهم ولن يكون بمعزل عنها حتى هؤلاء الموهومون الذين يحاولون ذر الرماد على اعين الحقيقة .

أن المناطقية التي يسوقونها كلمة يراد بها باطل لأن الجميع يدرك ويعي تركيبة النسيج الاجتماعي للمواطنين في مدينة التربة بالذات وغيرها من المناطق مما يعني أن ترويج مثل هذه اللغة لن تنطلي على أبناء الحجرية المعروفون بتعايشهم وقبولهم للأخر المختلف معهم .

أعود واكرر أن الاصطفاف مع الحق والوقوف مع أولياء الدم ومساندتهم بكل الطرق المشروعة حتى تتحقق العدالة ضرورة حتمية يفرضها الواقع المعاش ,, لأننا بهذا نكون قد ساندنا انفسنا وحافظنا على أمننا واستقرارنا وحصنا نسيجنا الاجتماعي من التمزق والشتات .

نحن أمام خيارين لا ثالث لهما أما أن نكون مع الحق ونسعى نحو تحقيق العدالة لمن طالهم الظلم والانتصار للقانون وترسيخ دعائم الدولة المدنية والذي لن يتأتى الا من خلال الاقتصاص من القتلة وفقاً للقانون والشرع .

واما الرضوخ وغض الطرف  عن هذه الجريمة وما سينتج عنها من تداعيات مستقبلية تؤثر بشكل مباشر على الأمن والاستقرار وفقاً لثقافة ( ماليش دخل ) .

فهل سنقف مع أنفسنا وننتصر للحق ونصطف إلى جانب أولياء الدم حتى تتحقق العدالة المنشودة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى