تدمير النظام التعليمي في اليمن كارثة يتحملها المجتمع الدولي

كتب | زهرة اللوتس

مع دخول حرب اليمن المدمرة عامها السادس من دون أن تلوح أي نهاية لها في الأفق، يواصل القطاع العام في البلاد تدهوره مع تسجيل معدلات تنذر بالخطر ضمن منطقة النزاع.

ومن المتوقّع أن تتفاقم حالة القطاع العام السيئة أساسًا، لاسيّما التعليم، في المستقبل القريب. وفى الوقت الذي تبدوا فيه محنة القطاع التعليمي في اليمن مشكلة ثانوية مقارنة بالتحديات الأخرى التي يعاني منها اليمن، مثل عدم توفر الغذاء والدواء الأساسي، إلا أن القطاع التعليمي لا يمكن تجاهله دون حدوث عواقب وخيمة. وإذا لم يتوفر للشباب اليمني فرص كافية للوصول إلى الفرص التعليمية، فعلى الأرجح أن يلجأ هؤلاء الشباب إلى الجماعات المتطرفة التي توفر لهم التعليم الموجه والتوظيف،او بالاصح التجنيد مما يُسهم في خلق بيئة خصبة لنمو تلك الجماعات المتطرفة في البلاد والتهديد بإطالة أمد أكثر أكثر.وينجح هؤلاء في استغلال النظام التعليمي بغية جذب جيل الشباب اليمني إلى ساحات المعركة مما يشكل تداعيات خطيرة على مستقبل اليمن. فالطلاب والأطفال الذين ينضمون إلى صفوف هذه الجماعات ويتشبعون من افكارها ، سيؤججون الحرب الدائرة أكثر فأكثر.

ولهذا السبب فإن انهيار قطاع التعليم فياليمن وبالذات المحافظات الشمالية التي تضمّ أغلبية الشعب اليمني– لا يخدم سوى مصالح الجماعات المسلحة والتنظيمات الارهابية المتطرفة في البلاد.وان توقف الدراسة يفتح الطريق لهذه الجماعات لاستقطاب الطلاب وتجنيدهم والزج بهم في أتون الحرب المشتعلة وفى إطار النزاع القائم، يتعيّن على المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ،ممارسة أقصى درجات الضغط على السعودية والدول المتحالفة معها من أجل التقيّد بالقانون الدولي الذي يجرّم استخدام الأطفال في النزاعات المسلّحة وإدانة الهجمات السعودية على المنشآت التعليمية بشكل علني. لذلك، فان اتخاذ بعض الإجراءات الداخلية والخارجية يمثل ضرورة قصوى لإنقاذ النظام التعليمي في اليمن من الانهيار. ومن ثم، فان ضمان قدرة المعلمين على أداء وظائفهم وعدم استهداف المرافق التعليمية والأطفال يمكن أن يساعد الشباب اليمني على اختيار مسار التعليم عوضا عن الانضمام للجماعات متطرفه المسلحةأو التوجه للجبهات . ومن هنا يجب على المنظمات الحقوقية اتخاذ مواقف جادة تجاه ما يتعرض له النظام التعليمي من تدمير متعمد قبل أن نجد أنفسنا أمام ملايين الشباب اليمني الذي اجبروا على الانظمام للجماعات المتطرفة بعد أن فقدوا فرصتهم في الحصول على تعليم يحصنهم من الوقوع ضحية الجماعات الارهابية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى