بين ما نريد وما يراد لنا

  • أحلام شاكر

هناك فرق شاسع وكبير بين ما نريده نحن معشر النساء ونكون عليه في مجتمعنا وبين ما يراد لنا أن نكون.فنحن لدينا طموحاتنا وأحلامنا الكبيرة إذ أننا نريد أن نكون شركاء فاعلين فعليين في صنع كل التحولات والمتغيرات لأننا إلى جانب أنه حق من حقوقنا المشروعة، نرى أيضا أننا نستحق هذه المكانة وبكل جدارة ما دمنا نمتلك المؤهلات والمقدرات التي تجعلنا شركاء في صنع المتغيرات وبما يساهم في رقي مجتمعنا وتطوره فنحن كما يقال نصف المجتمع.ألا أن مايراد لنا على العكس تماما فهناك الكثير من التحديات والمعوقات المفتعلة التي تعترض طريقنا وتحول دون وصولنا إلى الغاية التي نريدها ونأمل تحقيقها خدمةً لمجتمعنا وأمتنا .

يقول أحد الباحثين أن الحقيقة المرة التي توصل اليها حول علاقة الرجل الزوج والمرأة الزوجة علاقة تحكمها العادات والتقاليد المجتمعية أكثر من علاقة الحب والتفاهم والثقة والتكامل الأسري وتزداد العلاقة توترا عندما تكون الزوجة متعلمة وتمتلك مؤهلات عليا وبالذات عندما تكون موظفة ولها مكانتها الأجتماعية، لأن هذا الوضع وبحكم العادات والتقاليد يشعر الرجل الزوج بأنه أقل سلطة وهيمنة على الزوجة أو هكذا يتوهم. وبحسب الدراسة التي أجراها فإن 80% من الرجال المتزوجين من نساء متعلمات وموظفات لديهم شعور بأن هيمنتهم على زوجاتهم أقل بكثير من هيمنة الرجال المتزوجين بنساء غير موظفات ولهذا فأن أكثر الرجال لا يكونون راضيين عن أي نجاح تحققه المرأة.ويضيف الباحث أن 82% من المتزوجين من موظفات يخافون من نجاح زوجاتهم ويكونون غير راضين لشغل الزوجة منصب أكبر من المنصب الذي يشغله ولهذا يلجأ الأزواج إلى خلق أشكاليات أسرية والقاء اللوم على الزوجة التي أعطت وظيفتها أولوية أكثر من بيتها وأولادها فنجاحها في عملها ثمنه فشلها في بيتها كما يصور لها , والملفت أيضا وبحسب الباحث أصرار الزوج على أنجاب أكبر عدد من الأولاد فقط لكبح طموح الزوجة ودفعها للتخلي عن أحلامها والبقاء في المنزل لتربية الأولاد إذا ما خيرت بين الوظيفة والأولاد، وهذا مرده لثقافة مجتمعية سائدة وغير قابلة للتغيير الأمر الذي يضاعف التحديات التي تواجه معشر النساء وتقف في طريقهن. ويخلص الباحث إلى أن الشعور بالنقص من نجاح المرأة  سيظل يلازم الرجل بسبب العادات والتقاليد التي تعشعش في مخيلته مما يجعل وقوفه أمام المرأة أنتصارا له وحفاظا على مكانته وهيمنته أو هكذا يتوهم.

ونرى هنا أن الباحث أغفل دور الزوجة الموظفة وهل لها دور في تنمية هذا الشعور السلبي عند الزوج ؟؟ ولماذا تجاهل في بحثه مدى التجانس أو العلاقة بين  الزوج والزوجة الموظفة وهل تحاول فعلا التقليل من مكانة زوجها بين أفراد الأسرة ؟… ومع ذلك أرى أن رفض المرأة وعدم القبول بها له أبعاد أخرى ليس فقط خوف الرجل من فقد مكانته وهيمنته وأنما تتعلق بثقافة المجتمع ووعيه أخيرا ..ما يهمنا. هو أن تكون خيارات المرأة والقرارات المتعلقة بمصير حياتها لابد أن تكون بيدها وحدها حتى تكون مسؤولة عن خياراتها وقراراتها، ولا يعني هذا تمردا أو أخلالا بعادات وتقاليد المجتمع كما قد يتوهم البعض بقدرما هو حق من حقوقهاالمشروعة التي يجب أن تحصل عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى