اليمن من الخارج

✍️ انور الحيمي

تلقيت عدد من الرسائل من بعض الأصدقاء العرب بشأن أحد المواطنين اليمنيين، والذي رفضت إحدى سفارات دول الإتحاد الأوربي منحه فيزا للدخول للمشاركة في إحدى الفعاليات الرياضية..

في البداية أعرفكم بنفسي أنا “آرثر ” مواطن فرنسي وسأحاول أن أتحدث بإيجاز عن بعض أسباب رفض دخول اليمنيين مؤخراً إلى أوروبا:

-لأننا عندما نقوم بمشاهدة أخبار اليمن في القنوات الفضائية العالمية لا نرى فيها إلا أخبار الحرب والصراع المسلح فقط، وعندما نقوم بالدخول لصفحات الأنترنت ونبحث عن اليمن لا نجد في نتائج البحث إلا أخبار الإقتتال الطائفي والمناطقي وصور وإحصائيات تتحدث عن المجاعة وإنتشار الأوبئة..
وبالتالي فإن أي شخص قادم إلينا من هذه البلاد، بغرض السياحة أو الدراسة أو حضور مؤتمر أو غيره، سيكون قدومه إلى غير رجعه، كغيره ممن دخلوا قبله ولم يخرجوا..

-وعندما نقوم بالدخول لشبكات التواصل الإجتماعي ونقوم بمتابعة محتوى بعض الحسابات اليمنية الأكثر متابعةً من قِبل اليمنيين، ونقوم بترجمتها، نجد أن أصحابها أشخاص غير واعيين وعشوائيين والبعض منهم حمقى.. ولديهم جمهور كبير من المؤيدين لهم ولمحتواهم..
فإذا كانت هذه هي النخب منهم، فكيف بالعامة..!؟
نحن لانحتاج للحمقى والعشوائيين..

-هناك كثير من اليمنيين ممن إعتنقوا المسيحية أو أصبحوا بلا ديانة ملحدين، أو إختاروا أن يكونوا مثليين الجنس، لغرض تقديم اللجوء، وادعوا أنهم مضطهدين فكرياً ومجتمعياً.. وإذا ماحصلوا على الإقامة الدائمة أو المؤقته، تراهم يخالفون الأنظمة ويتهربون عن دفع الضرائب، ويطالبوننا بالتعامل معهم وفق النظام والقانون في بلداننا، في حين أنهم لم يستطيعوا تطبيق النظام والقانون في بلدهم ولم يسعوا لذلك..

-وسنكون مترددين أكثر في قبول دخولهم إلى أوروبا عندما نرى أن الدول المجاورة لهم والتي يتشاركون معها نفس اللغة والدين والهوية العربية، تفرض السلطات في هذه الدول قيوداً وشروطاً لدخولهم إليها.. أكثر من شروطنا..!
ومع ذلك فنحن نتعامل معهم ومع غيرهم من العرب أفضل من تعاملهم فيما بينهم كعرب..

-أعلم أن البعض من اليمنيين قد يرى أن نظرتنا مجحفة في حقهم، وقد يقولون بأنه ليس كل اليمنيين كما وصفتهم.. ولكن كيف وأين بإمكاننا أن نرى نماذج مشرفة لهم؟

-إذا كان بعض اليمنيين يمارسون العنصرية والمناطقية فيما بينهم داخل أوروبا فماهو الضامن لعدم ممارستهم للعنصرية ضدنا!؟

-إذا كانت القنوات الفضائية اليمنية تمثل اليمنيين بصورة سيئة في المسلسلات على أنهم أشخاص عشوائيين غير منضبطين غير واعيين، وصفحات وسائل التواصل الإجتماعي تتصدرها أخبار الدمار والإقتتال، وخطابات الكراهية والعنصرية، وبعض المشاهير الذي لا ادري ماسبب شهرتهم..
فأين سنجد النماذج المشرفة!؟

أعلم أن تاريخهم عريق وشامخ وغني بالكثير من الحضارات والكثير من الأدباء والمفكرين والنماذج المشرفة، ولكن الماضي لايعنينا اليوم.. إننا نتحدث عن الحاضر.. أين نجد الصورة الإيجابية عنهم والتي تبعث فينا الطمأنينة وتجعلنا نقبل بدخولهم!

صدّر اليمنيون في وسائل إعلامهم وفي شبكات التواصل الإجتماعي محتوى سيء عن اليمن واليمنيين، وعكسوا صورة سلبية عنهم وعن بلدهم أمام العالم..
فلماذا يلوموننا على عدم قبولنا بدخولهم إلى بلداننا!؟


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى