الموت القادم من تحت أرجل اليمنين


مهما تعددت صوره وأشكاله يبقى الموت هو الحقيقة الحتمية لكل الكائنات الحية .. قانون الهي لا مفر منه ولا رادع له . وفي اليمن الذي يوزع فيه الموت مجاناًعلى أبنائه أكثر مما توزع السلات الغذائية .. نراه يأتي بأشكال عديدة

*أحلام شاكر

وصور شتى منها الموت القادم من تحت أرجل اليمنين , واقصد هنا الألغام التي تغتال عشرات الأبرياء من أبناء هذا البلد المنسي في مناطق مختلفة , فمنهم من يكون الموت رحيماً به وينقله إلى عالمه الأخر دون معاناة ومنهم من يفقد أجزاء من جسمه ويصاب بتشوهات وإعاقات دائمة يظل أسيرها ما تبقى من أيام حياته .. يبكي حظه العاثر وقدره الذي ساقه ليكون مواطناً يفتقد إلى أبسط مقومات المواطنة  في هذا البلد الذي يسمى مجازاً اليمن السعيد ومجبراً على أن يتعايش مع معاناته دون أن يجد يداً حانيةً تمسح دمعته وتمد له يد العون أو ينتظر بين هذه الملايين قلباً رحيماً يشعر بمعاناته ويتلمس أوجاعه ويعينه على بلواه ولو كان ذي قربى . قائمة متزايدة من لضحايا الألغام من الرجال والنساء والأطفال في تعز وابين ولحج وحجة وشبوة وحضرموت وغيرها من المدن اليمنية ولازالت القائمة مفتوحة لضم مئات الأبرياء الذين يغتالون من تحت أرجلهم .. ورغم الحديث عن الجهود التي تبذل لنزع الألغام الا أن تلك الجهود ضعيفة جداً ولم تصل إلى حجم الكارثة ولم تصل بعد إلى الحد الذي تحمي حياة الأبرياء من هذا الخطر الداهم مع تأكيد التقارير الدولية عن مئات الألاف من الألغام تهدد حياة المدنيين في هذا البلد المنسي من ذاكرة العالم والذي لم يعد الحديث عنه الا من باب التذكير بمأساة شعب يحتضر ووطن تقطع أوصاله وتوزع مقدراته على اللاعبين الدوليين والإقليميين والمحلين ممن باعوا أنفسهم للشيطان في مزاد علني غير معلن ,

ولا عزاء لملايين الجياع المتباكين على وطنهم .   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى