المؤتمر ….تساؤلات مشروعة !

 

كتب | عبدالرحمن الشيباني

هل المؤتمر كحزب بكافة مكوناته يفكر بمعالجة جروح الماضي  بروح جديده تنظر للمستقبل ؟؟ ام ان الهرم الأعلى في  التنظيم هو من يفكر عن الأخرين بعيداً عن القاعدة حتى وهى تعانى من الشيخوخة ؟

تكاد تكون هذه الجزئية الأخيرة حال كل الأحزاب اليمنية فهي متشابه إلى حد ما في هذا الشأن ، الامر الذي خلق تشوهات و أمراض شتى في جسد هذه الأحزاب التي لم تستوعب بعد أفكار وطموحات الشباب فيها ، الذين فقدوا في خضم ذلك الأمل بالتغيير بأعاده تدوير بعض الشخصيات التي من المفترض ان تكون قد وعت ظروف المرحلة وافسحت المجال لهؤلاء، بأن يلعبوا ادوارا يرونها طموحاً مشروعً لهم واستحقاق تنظيمي تكفله اللوائح الداخلية والنظام الأساسي فيما يستكثرها هؤلاء عليهم .

يستميت المؤتمر (وهذا من حقه) على دحض فكرة ان حبله السري غير مرتبط بشخص ما من الناس محاولا اثبات زيف فكره تبلورت منذ وقت طويل لدى الآخر السياسي بأن المؤتمر سيتلاشى حالما رحل رئيسه الذي ظل متربعاً على الحزب لعقود بالرغم من أن هناك كوادر كفؤه ذات خلفيات علميه وتنظيمه يشار لها بالبنان كان بالإمكان أن تتولى القيادة التي  احتكرها على عبدالله صالح لنفسه ،و الذي كان يمسك كل شيء تقريباً بيده وهذا ما لا يخفيه المؤتمرين أنفسهم .

لا شك أن المؤتمر اليوم يدخر رصيد هايل من الخبرات السياسية والإدارية و كذا التنظيمية كونه كان حزباً حاكماً يخطب وده الكثيرين في ذلك الوقت وهو ما سهل بأن ينضوي تحت لواءه الألاف من رجالات السياسة والفكر والثقافة وغيرهم ،حتى وان ظل البعض من هؤلاء على وفاء ووفاق تام مع منطلقاتهم الأيدولوجية والحزبية السابقة والبعض منهم أحدث قطيعه مع احزابهم الأم وأنصهر في المعترك السياسي والحزبي للمؤتمر ،والذى استفاد الأخير من ذلك بشكل كبير من هذا التنوع الحاصل فيه , بالطبع مازال الكثيرين منهم على العهد حتى هذه اللحظة .

وعلى ضوء ما سبق يبدوا أن هناك اخفاق من الأعلى بحيث لم يوظف هذا الزخم لصالح ممن بقوا على ولاؤهم التنظيمي بتحريك القاعدة التنظيمية الكبيرة التي يحظى التنظيم بها واعادة تفعيل الأطر التنظيمية باستيعاب هذه الكوادر واستغلال ما لديها من خبرات في تأهيل القاعدة في الهرم الحزبي التي هي في الأساس من تحمى جبهته الداخلية ورافدا قويا للعمل التنظيمي الذي يكاد يكون اليوم مترنحا بسبب الاستمرار في الألية نفسها وضمورها وعدم تأقلمها مع المرحلة الجديدة وتحدياتها الكبيرة خصوصا وأن هناك من ينازع القيادة فى صنعاء المشروعية والتي يجب أن تعمل على تجاوز ذلك مراهنة على الوعى بعيون شاخصه نحو الغد الذي يتفيأ البديل المستحق وليس الترقيع السياسي .

يحب أن تكون هناك نظرة في أحداث التغيير لما هو قائم من الدائرة الضيقة الى الدائرة الأوسع ومعالجة الاختلالات السياسية وزحزحتها عن مساراتها التقليدية وإدخال التساؤلات الجديدة واشغال الفكر بإفساح المجال للدماء الشابة أن تكون حاضرة في الفعل والقرار والقبول بالنقد أيا كان طالما أنه يسعى لتقويم الاختلالات وتصحيح الأخطاء

.وارجو ان يبدأ ذلك فوراً من أجل المصالحة العامة الي يصبوا لها الجميع .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى