‏الفتى حسين إلى روض ( افتهان )

 

بقلم  / حمود خالد الصوفي

‏الفتى حسين إلى روض ( افتهان )

‏لم تكد تعز تلتقط أنفاسها من وجع رحيل افتهان المشهري حتى عاد الحزن ليطرق بابها من جديد.

‏رحل الفتى حسين الصوفي، ابن التاسعة عشرة،
‏طالب الأمن السيبراني بجامعة العطاء،
‏شابٌ كان يحلم بمستقبلٍ آمن، ويكتب خطواته الأولى نحو الغد…
‏لكن رصاصةً غادرةً قطعت عليه الطريق، حين تواجد في المكان الخاطئ..
‏أصابه الموت وهو يعبر الحياة كما تعبر النسمة نافذة الصباح،
‏فصار اسمه قصيدةً مبللةً بالدمع،
‏وصدىً يوجع القلوب في مدينةٍ كانت تُنشد الحب،

‏كان قلبه مليئًا بالحياة، بعطر الشباب، بضحكةٍ تعرفها شوارع مدينته،
‏إلا أنّ الحلم انطفأ فجأة،
‏كما تُطفأ الكهرباء عن مدينةٍ بأكملها،
‏وتركت روحه وراءها صمتًا ينوح في صدورنا.

‏يا تعز… يا مدينة النور والعلم،
‏ما بالُكِ تُشيّعين أبناءكِ واحدًا تلو الآخر؟
‏كيف صار شبابك هدفًا، وطرقكِ مرمىً للرصاص؟
‏أين الأمان الذي وعدنا به الوطن؟

‏حسين لم يكن مجرمًا ولا مقاتلًا،
‏كان فتىً يسعى لحياةٍ كريمة،
‏لكنّ نفس العصابة وذات القاتل سرق عمره وتركنا أمام سؤالٍ موجع:
‏كم حلمًا آخر سيسقط قبل أن نصحو؟

‏أيها المسؤولون، أيها الغافلون،
‏هذا ليس خبرًا عابرًا،
‏إنه وجعُ أمٍ لن تجفّ دموعها،
‏وأبٍ سيبقى يسمع صدى خطواته في الممرّ ولا يراه.

‏رحم الله حسين الصوفي…
‏فتى الأمن السيبراني، وحارس الحلم الذي لم يكتمل.
‏رحل تاركًا وراءه وصيةً خفية:
‏أن نحمي أبناءنا قبل أن تبتلعهم فوضى المدينة،
‏وأن نحرس ما تبقّى من إنسانيتنا،
‏قبل أن تغتالها رصاصةٌ أخرى.
‏——————–

من صفحة محافظ محافظةً تعز الأسبق على منصة X

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى