العصفورة الحزينة (77)

حسن الوريث
.. عصابات الشوارع صميل فوق الدولة ..
قالت صديقتنا العصفورة.. اليوم وانا في بداية جولتي اليومية الصباحية شاهدت منظر مزعج بل ومؤلم جدا في تقاطع السائلة قبل جولة الساعة مجموعة من الأفراد يحمل كل منهم صميل يتقطعون لأصحاب الباصات ويأخذون منهم جبايات يدعون انهم يتبعون مكتب النقل البري وعلى مرأى ومسمع من الجميع بمن فيهم طقومات الشرطة والنجدة والمرور الذين يتفرجون عليهم دون أن يجرؤ أحد على منعهم من التقطع في الشارع وعلى أمتار قليلة في جولة الساعة مجموعة اخرى يؤدون نفس الدور وخلف وزارة الصناعة والتجارة وتحت جسر جولة سبأ وفي أماكن متفرقة من العاصمة صنعاء وحتى في الخطوط الطويلة تجد أشخاص يمارسون نفس المهمة.
قالت صديقتنا العصفورة.. سمعت أحد الأشخاص يتواصل مع مكتب النقل الذي أفاد بأن هؤلاء مجرد عصابات لايتبعون المكتب وانه حاول أكثر من مرة الإبلاغ عنهم ولكن أقسام الشرطة تقوم بالإفراج عنهم فورا ليعودوا لممارسة أعمال التقطع والجباية وإخافة الناس وقد سمعت أحدهم يبلغ أفراد الضبط المروري ووجدت نفس الإجابة بأنه ليس مهمته ضبطهم رغم أنهم يقومون بالجباية من أصحاب الباصات وهكذا تجد كل واحد من هؤلاء يتنصل عن مسئوليته ويتركون العصابات تمارس مهمتها بكل اريحية وهدوء بل ان السكوت من الأجهزة الأمنية والمرورية يشجع هؤلاء على الاستمرار في التقطع واخافة الناس.
قالت صديقتنا العصفورة.. هل عجزت الدولة والحكومة في عصر التكنولوجيا عن إيجاد آلية لجباية الأموال سوى التعاقد مع هذه العصابات التي تنهي هيبة الدولة وتمرغها في التراب
فلجأت إلى أسلوب التعهدات بكل مساوئه ابتداء من ضياع مليارات الريالات على الدولة مرورا بنشر بلاطجة في الشوارع يخيفون الناس ويقطعون الشوارع وصولا إلى ضياع هيبة الدولة والحكومة وكرامتها وكرامة المواطن الذي لم يعد يجدها من العدوان الخارجي ومن بلاطجة الداخل؟ وهل تعرفون أن هؤلاء يستلمون الفلوس من أصحاب الباصات دون أي سندات رسمية وانكم بهذا الطريقة تهدرون ملايين الريالات على الدولة وما يتم توريده لا يمثل واحد بالمائة من المبالغ التي يستلمونها؟ وهل عجزت الدولة عن القضاء عليهم وهم ينهبون السائقين بل ويجبرونهم بقوة الصميل على دفع مبالغ مالية يومية تذهب الى جيوبهم وفي تحد واضح للجميع؟ والسؤال الأهم الذي يدور في أذهان المواطنين أين وزارة الداخلية بكل هيلمانها وجبروتها من هؤلاء الذين يكسرون هيبتها وهيبة النظام والفاتون؟ وأين وزارة النقل من هؤلاء اللصوص الذين ينتحلون صفتها ؟ وأين امانة العاصمة من هؤلاء البلاطجة الذين يتجولون في شوارعها دون أن يجدوا من يردعهم ويوقفهم عند حدهم ؟ وأين مانسمعه من كلام عن هيبة الدولة والحكومة والنظام والقانون ولم نتمكن من منع مجموعة بلاطجة يدوسون على كرامة البلد والمواطن ؟.
قالت صديقتنا العصفورة.. نقول لهؤلاء المسئولين اتقوا الله في الشعب والمواطن المسكين فإما تحملتم المسئولية بأمانة وحزم أو اذهبوا وعلى القيادة تكليف من هم أجدر وأحق واقدر على حماية الناس وتحقيق مصالحهم وفي مقدمتها التخلص من بلاطجة الشوارع ولصوص الطرقات .. فهل يمكن ان نرى قريبا معالجة جذرية لهذا الأمر وان نرى هيبة الدولة هي المتواجدة وان يغيب ذلك الصميل وان نرى كل مسئول يقوم بدوره وليس كما هو حاصل الان هروب وهروب ما يشجع لصوص الطرقات على الحضور بصميلهم وهذا الأمر بين يدي من يهمه الأمر لإنقاذ الناس من هؤلاء المتهبشين واللصوص وعندما ترحل هذه الدولة فستذهب غير مأسوف عليها لانها لم تقم بدورها في حماية المواطن بل غلبها صميل البلاطجة واللصوص .. وليس أمام المواطن سوى أن يقول ” لله الأمر من قبل ومن بعد”.