الصوم عن الكلام.. عبادة منسية

 

بقلم  / زعفران علي المهنا

في زمنٍ ضج بالصخب، وتكدست فيه الحروف على الألسنة بلا وزن ولا وعي،
تغيب عنا عبادة هادئة، سامقة، لا يسمع لها صوت،
لكنها تحدث في القلب رجعا كرجع الصدى في الجبال…

إنه صوم اللسان…
صمت تسدَل فيه ستائر الكلام، لا خضوعا للوجوم، بل خشوعا لله.
تصمت عن اللغو، عن الجدل، عن البوح بما لا يرضي،
وتجعل من سكونك سجدة، ومن صمتك تسبيحا.

في الصمت عبادة، وفي السكوت طهر،
هو ليس انسحابا من الحياة، بل ارتقاءعنها،
لحظة تخلي فيها ساحة القلب لله، دون أن يزاحمه ضجيج العبارات.

قالت مريم؛
“إني نذرت للرحمن صوما فلن أُكلم اليوم إنسيا”
فكان صومها صمتا، وكان صمتها عبادة، وكان الله معها.

فيا من أرهقك كثرة الكلام…
جرّب أن تنصت لصمتك، أن تصغي لنبض روحك،
وأن تصوم عن الكلام كما تصوم عن الطعام…
فلعلّ في سُكوتك عبورًا إلى الله،
تعالوا نجرب ومن خاض التجربه يكتب لنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى