السلام مع أنفسنا أولاً

* أحلام شاكر.

الحديث عن السلام شيء والإيمان به وتجسيده واقعاً ملموساً شيئاً ,,و بأعتقادي قبل أن نتحدث عن السلام مع الأخرين ممن نختلف معهم في أفكارنا وتوجهاتنا ومعتقداتنا علينا أولاً أن نؤمن بالسلام قولاً وعملاً ونتمثله مع أنفسنا ونجسده سلوكاً عملياً مع من نتشارك معهم في الوطن الاحد والمعتقد الواحد والمصالح المشتركة والمصير الواحد ,,ونبدأ بالأقرب قبل الأبعد وبالأخ قبل الصديق وبالحليف قبل العدو حينها فقط نكون قادرين على صناعة سلام حقيقي يستظل تحت سقفه الجميع ,, ولهذا فمن السخف أن لا يجد الشخص السلام داخل بيته وبين أهله وأفراد أسرته ويذهب للبحث عنه عند الغرباء ومن يصنفون بأنهم خصومه وأعداءه ومنافسيه . وهذا ينطبق على الدول فالدولة التي تعجز عن صنع السلام لمواطنيها هي أعجز من أن تصنع السلام مع دولة أخرى .. ونحن في عالمنا العربي والأسلامي نفتقد السلام شعوباًودولاًونختلف حد الأقتتال نعيش حالة من الشتات أنظمة ومذاهب وأحزاب رغم ما يجمعنا من مصالح وأهداف مشتركة ,,دين واحد ورب واحد ونبي واحد ومصير واحد ورغم كل هذا لا ننعم بالسلام ونعيش حالة من الفرقة والشتات . ومايجري اليوم في عالمنا العربي والأسلامي من خلافات تكشف زيف الحديث الذي نردده عن السلام مع الشعوب الأخرى فمن لا يصنع السلام مع نفسه لا يمكن أن يصنعه مع غيره , وكيف نتحدث وندعو إلى حوار الأديان ونحن عاجزين عن الحوار فيما بين مذاهب ديننا الأسلامي .. ومن ذا سيصدق أننا نرفض العنف وندعوا إلى التعايش ونحن نرفض التعايش مع بعضنا ونمارس كل ألوان العنف والإقصاء فيما بيننا ..حتى أصبح الأرهاب سمة العرب والمسلمين ,,وما نراه اليوم من قتل وتنكيل من المسلمين للمسلمين يجعلنا عاجزين حتى من الدفاع عن ديننا الذي ينبذ العنف والتطرف ويرفض الأرهاب ويدعو إلى التسامح والتعايش مع الجميع . نعم أيها السلدة أننا بحاجة إصناعة السلام فيما بيننا نحن العرب والمسلمين وبعد ذلك نبحث عن السلام مع الشعوب الأخرى .. ختاماً أقول أن من حق جميع شعوب الأرض أن تعيش بأمن وسلام كحق إنساني بغض النظر عن اللون واللغة والعقيدة ولا يمكن أن نسلبهم هذا الحق المكتسب للأنسانية على هذه الأرض .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى