الخامسه والخمسون وعبادة الجهد الصادق

✍️ بقلم / زعفران علي المهنا
كتب لي اقربهم لفكري: منتظر ماذا ستكتبين في عيد ميلادك الخامس والخمسون…؟! تاملت رسالته طويلا فإستفساره كان يحمل الامر المعجون بالاستفهام والترقب… شعور غريب ومتظارب ….
وجدت نفسي ابحث عن حديث خاتم النبيين افضل الصلاة والسلام عليه “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها”،
فالخامسه والخمسون من عمري تحمل أبعادا تربوية وإنسانية نتيجة تراكم خبرات لكني أخترت هذا الحديث النبوي سوف اختم به عامي لاكلل به حصيلة تجاربي لبدء عام جديد يحث على العمل المستمر حتى النهاية.
فالفسيلة (النخلة الصغيرة) رمز للعمل الصالح والبناء…برغم أن الساعة علامة نهاية العالم لكن نبينا افضل الصلاة والسلام عليه يوجهنا إلى الاستمرار في العمل دون الالتفات إلى النتائج، لأن الجهد الصادق عبادة في ذاته.
فقيمة العمل ليست في نتيجته الآنية، بل في نية الخير والعطاء والجهد الصادق .
في الخامسه والخمسون زرع الأمل والإيجابية فالحديث هنا يشجع على نشر التفاؤل وعدم الاستسلام لليأس، مهما كانت الظروف صعبة أو التحديات كبيرة حتى في أحلك اللحظات وهي (قيام الساعة) يظل الإنسان مكلفا ببث روح البناء والإصلاح .
في الخامسه والخمسون القيم الإنسانية العليا هي الطريق الذي يعكس حب الإسلام للبناء والعمارة وإعمار الأرض، حتى في الظروف التي تبدو فيها العمارة مهدده ومحاطه بالحروب لنعزز قيم العطاء والإيثار
في الخامسه والخمسون النية هي الأساس فديننا يؤكد دائما على أهمية النية، والحديث دليل على أن النية الطيبة والعمل الصالح لهما قيمة كبيرة عند الله حتى إن لم يكتب للإنسان رؤية ثمرة جهوده.
في الخامسه والخمسون التفاعل مع البيئة والطبيعةفغرس الفسيلة ليس مجرد عمل رمزي، بل يعبر عن علاقة الإنسان بالطبيعة ومسؤوليته تجاه البيئة.
في الخامسه والخمسون لا نتوقف عن الإبداع والبذل مهما كانت الظروف… مهما كانت الضروف …مهما كانت الضروف … ولا تجعلها تعيقك عن مد يد العون أو بذل الجهد للتواصل في التعليم أو المشاريع أو الرياده واستمر حتى لو بدا المستقبل غير مضمون
أخيرا:
أدق باب السادسه والخمسون بهذا الحديث النبوي الذي يعكس روح ديننا الإيجابي، ويعلمنا أن الحياة تستحق الجهد الصادق دائما، وأن الإنسان المؤمن يظل دائم العطاء بعد كل هذه المحطات التي مر بهاومرت به ومن خلاله
من صفحة الكاتبه على الفيسبوك