الحوثيون والإيرانيون- الانفصاليون والإماراتيون- الشرعية والسعوديون كيف نوصف وضع اليمن الحالي؟

عبدالقادر الجنيد
***
٢٧ يونيو ٢٠٢٣
هل نحتاج لإعادة توصيف أوضاع اليمن من وقت لآخر؟
الإجابة: نعم.
لأنها تتغير وتتطور وتتبلور، وتصبح واضحة بعد أن كانت مستترة:
بفعل مرور الوقت، وبفعل الهزائم والانتصارات، وحتى بفعل تغير مفهوم القيم والأخلاق.
الاستقطابات، واضحة.
الانتماءات، واضحة.
التمويل، واضح.
الدعم العسكري، واضح.
في البداية، كانت هذه أشياء معيبة، وتدل على نقص الأخلاق، وتدرج أصحابها في خانة العمالة.
الآن، قيادة الحوثيين واضحة في ولائها لإيران، وطهران مستعدة لدعم الحوثي ماديا وحمايته بالحديد والنار.
الآن، قيادة الانفصاليين واضحة في ولائها للإمارات، وأبو ظبي تعمل أكثر من جهدها لتمويل وتسليح الانفصاليين.
الآن، قيادة الشرعية واضحة في ولائها للسعودية، ولكن السعودية أصبحت لغزا في موقفها من الشرعية.
وعلى هذا، نستطيع أن نتكلم عنهم كلهم بدون أن نشعر بالحرج والاستحياء، لأنهم يقولون هذا بأنفسهم عن أنفسهم.
١- هل يستطيع الجانب المحلي البقاء بدون دعم خارجي؟
٢- هل يمكن أن يتخلى الداعم الخارجي عن جماعته اليمنية؟
٣- ماذا يريد الداعم الخارجي من عميله ومن اليمن؟
**
أولا: الحوثيون وإيران
**
١- هل يستطيع الحوثي البقاء بدون دعم إيران؟
*
أ- إيران، هي التي أخرجت كل من السعودية والإمارات من حرب اليمن بسبب ضربات المسيرات والصواريخ الإيرانية على منشآتهم المدنية.
ب- إيران، هي التي فكت حصار السعودية عن الحوثيين في مطار صنعاء وميناء الحديدة مقابل التوقف عن قصف منشآتها.
ج- إيران، تزود الحوثيين بالسلاح المهرب والخبرات العسكرية والنفط والغاز المجاني.
{{ من الصعب تخيل بقاء الحوثيين بدون الدعم الإيراني }}
٢- ماذا تريد إيران من الحوثيين؟
*
لا يمكن فهم دور إيران بدون استيعاب:
*كراهية نظام ملالي إيران للسعودية.
*نزعة الامبراطورية الفارسية.
*نزعة إعلاء المذهب الشيعي.
الحوثيون، يقدمون لإيران ثلاثة جواهر ثمينة، وهي:
دغز أو طعن خاصرة السعودية الجنوبية- توسع امبراطوري جديد في المنطقة- تغيير هوية اليمن بإتجاه المذهب الشيعي.
{{ الحوثيون، يقدمون أشياء ثمينة لإيران }}
٣- ماذا تريد إيران من اليمن
*
إيران، تريد تكملة طقم “محور الممانعة”، بضم اليمن إلى أخواتها في العراق وسوريا ولبنان.
٤- هل يمكن أن تتخلى إيران عن الحوثيين؟
*
أ- الحوثيون، يقومون بدور مجيد في خدمة الأمن القومي والمصلحة العليا لنظام الحكم في إيران.
ب- لا تتعرض إيران لأي مخاطر أو دمار ولا تحتاج لإرسال جيوش إلى اليمن ولا تسيل دماء أبنائها.
ج- تنقل إيران ساحات معاركها الحيوية خارج البلاد وهذا يردع محاولات أعدائها من الهجوم عليهم.
(هم يقولون هذا)
د- تكلفة مساعدة إيران للحوثيين، تعتبر ضئيلة بالنسبة لإمكانيات إيران.
{{ إيران، لن تتخلى عن الحوثيين }}
**
ثانيا: الانفصاليون والإمارات
**
١- هل يستطيع الانفصاليون البقاء بدون دعم الإمارات؟
*
أ- الإمارات، هي التي مكنت الانفصاليين من إحكام قبضتهم الأمنية والعسكرية على مدينة عدن وميناء عدن بالمدرعات والسلاح والمال.
ب- الإمارات، هي التي حرثت الأرض بالطول والعرض داخل عدن، وأعلت مكانة عيدروس الزبيدي وأصحاب الضالع ويافع، وطردت أصحاب أبين، واجتزت كل الأحزاب والقوى.
{{ من الصعب تخيل بقاء الانفصاليين بدون دعم الإمارات }}
٢- ماذا تريد الإمارات من الانفصاليين؟
*
ما هي مصلحة الإمارات من الانفصاليين؟
الإمارات، هي إحدى أغنى دول العالم ومن أشطر البلاد في التجارة والاستثمار، ولن يزداد ثراءها بتقطيع أوصال اليمن.
واليمن، لا يمكن أن تشكل أي تهديد على الإمارات.
يطرح الناس الكثير من التفسيرات لسياسة الإمارات ورغبتها بتدمير اليمن، ولكني أجد صعوبة في فهم رغبات الإمارات في اليمن.
{{ أنا، لا أفهم ماذا تريد الإمارات من الانفصاليين ولا ما مصلحتها من تفكيك اليمن }}
٣- ماذا تريد الإمارات من اليمن
*
الذي يعرف ماذا تريد الإمارات بالضبط من اليمن، يا بخته ويا حظه.
لكن بلاش حكاية الجزر والموانئ وثروات اليمن، لأنها لا تحتاج ولأنه يمكن طردها بغمضة عين عندما تستقر البلاد.
٤- هل يمكن أن تتخلى الإمارات عن الانفصاليين؟
*
نعم.
١- إذا صممت السعودية على إنهاء دعم الإمارات للانفصاليين، فإنها تستطيع ذلك.
٢- إذا أراد الحوثيون والإيرانيون إنهاء دعم الإمارات للانفصاليين وطردها من جزيرة سقطرى، فهذا سهل للغاية بإرسال طائرة مسيرة على سوق دبي.
{{ الإمارات، يمكن أن تتخلى عن الانفصاليين }}
**
ثالثا: الشرعية والسعودية
**
الشرعية اليمنية الحالية، هي من صنع السعودية.
لكن علاقة السعودية بربيبتها الشرعية اليمنية، أصبحت هي اللغز.
سنستعمل المجلس الرئاسي القيادي اليمني- مجازا- كمرادف للشرعية.
١- هل تستطيع الشرعية البقاء بدون السعودية؟
*
لا.
الإجابة المختصرة والكافية: لا.
{{ لا تستطيع الشرعية البقاء بدون السعودية }}
٢- ماذا تريد السعودية من الشرعية؟
*
هل يعرف أي أحد ماذا تريد الشرعية- على وجه التحديد- من مجلس الرئاسة القيادي اليمني، المقيم عندها في الرياض؟
هل يستطيع مجلس الرئاسة، أن يقدم خدمات للسعودية على أرض الواقع بدون أمر أو تكليف، أو مساعدة مباشرة، أو تمويل من السعودية نفسها؟
أنا، لا أعرف ماذا تريد السعودية- على وجه التحديد- من مجلس الرئاسة.
ولا أعرف ماذا يمكن أن يقدمه مجلس الرئاسة للسعودية.
ربما أن كل ما تريده السعودية من الشرعية، هو أن تسمع الكلام، وتغير مفهومها للشرعية وتغير تصرفاتها وسياساتها مع كل تغيير في سياسة السعودية، مع الوضع في الاعتبار أن السعودية لا تتوقف عن تغيير مواقفها.
{{ علاقة السعودية مع الشرعية: لغز }}
٣- ماذا تريد السعودية من اليمن؟
*
اليمنيون، منقسمون بين:
أ- نظرية المؤامرة
*
يقولون بأن السعودية، تريد إطلالة على المحيط الهندي وتريد الاستيلاء على حضرموت والمهرة.
(هذا كان زمان، وهي لن تستطيعه وأيضا لا تحتاجه الآن)
يقولون بأن السعودية لا تريد دولة يمنية حداثية قوية على حدودها الجنوبية.
(هل الأفضل لها تواجد إيران والحوثيين؟)
يقولون بأن السعودية الفائقة الثراء تريد ثروات اليمن.
(بدون تعليق)
يقولون بأن الحوثيين والإيرانيين (الذين يكرهونها) أقرب إلى السعودية من اليمنيين العاديين (الذين يفكرون بالسعودية كلما اغتربوا أو احتاجوا).
(بدون تعليق)
ب- نظرية العجز
*
يقولون أن السعودية، عاجزة عن الدفاع عن نفسها وعن الشرعية أمام الهجمة الحوثية-الإيرانية.
يقولون أن السعودية، عاجزة عن بناء دولة لربيبتها الشرعية.
يقولون أن السعودية، تتظاهر بالعجز عن حماية الشرعية من الانفصاليين والإماراتيين لأنها لا تريد مشاكل خليجية-خليجية.
يقولون أن السعودية، مرتبكة بسبب كل هذا العجز،
ولا تدري بالضبط ما يجب أن تفعله بربيبتها وصناعة يدها: الشرعية.
يقولون أن السعودية، قد وصل ارتباكها بشأن ما تريد وبين ما لا تريد لدرجة أنها تغازل الحوثيين والانفصاليين والشرعية في نفس الوقت.
يقولون أن السعودية، متبلبلة متقلبة بسبب عجزها فتقوم بتغيير مفهومها لأمنها القومي ولمصلحتها الحيوية العليا في اليمن كل سنة أو عدة سنين.
{{ السعودية لا تدري ما هي مصلحتها العليا في اليمن }}
٤- هل ستتخلى السعودية عن الشرعية؟
*
السعودية، مربوطة بحبال وسلاسل تتجاذبها في اليمن من جهتين متضادتين متعاكستين.
أ- لا تتحمل التخلي عن ربيبتها الشرعية بوضوح، لأن هذا يعني تغوُّل وتَوَحُّش الحوثيين والإيرانيين.
ب- لا تستطيع الدفاع عن ربيبتها الشرعية اليمنية بوضوح، لأن هذا يعني التعرض لضربات الحوثيين والإيرانيين.
{{ السعودية لا تستطيع التخلي عن الشرعية ولا تريد مواجهة الحوثيين}}
**
رابعا: رسالة للسعودية ورئيس الشرعية
**
نهنئكم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
ونتمنى بأن يأتي العيد القادم وقد استقرت مفاهيم الأمن القومي والمصالح الحيوية العليا لكل من السعودية واليمن.
بعدها فقط، يمكننا أن نقرر كيف نحمي كل من السعودية واليمن وكيف ندافع عن البلدين وكيف نضحي من أجل الشعبين.
من صفحة – الكاتب على الفيسبوك