الحرب الروسية الاوكرانية- افديفكاء على وشك السقوط وتململ داعمي أوكرانيا:

 

✍️ أ د / دحان النجار

بعد ان تمكن الجيش الروسي من صد الهجوم الاوكراني المضاد في صيف وربيع العام الماضي وبعد امتصاصه لنتائج تمرد فاغنر بداء يستعيد عافيته وينتقل إلى الهجوم .
بغض النظر عن الضربات الاوكرانية في العمق الروسي التقدم على الارض لا زال لصالح روسيا ولو بوتيرة بطيئة.
التقدم البطىء للجيش الروسي يؤسس لهجوم متواصل ومدروس مستقبلا حيث يتوقع ان فصول الربيع والصيف والخريف القادمة ستكون فصول روسية بامتياز حيث من المتوقع ان تدفع روسيا بمأتي الف جندي إلى ساحة القتال وهو ما يعني تغطية الجبهات بالعنصر البشري اللازم للهجوم والدفاع.
الجيش الاوكراني يعاني من نقص الذخائر بدرجة رئيسيةً ذخائر ١٥٥ ملم اللازمة للمدفعية والتي وعد الناتو بتوفيرها.
الناتو بدوره ومعه البنتاجون يرون بان إمدادات السلاح والذخائر إلى أوكرانيا بدون حدود أدى إلى خروجها إلى السوق السوداء وبيعها في الأسواق العالمية واحيانا تقع بيد أعداء الناتو مثل روسيا وايران. المعلومات تقول بان عدد من المدافع الفرنسية المتطوره وقعت بيد الروس وصواريخ هايمرت وصلت ايران واما الذخائر فتوزعت إلى عدد من البلدان التي تعاني من حروب اهلية عبر مافيات السلاح الاوكرانية ونظيراتها العالمية.ونتيجة لذلك بداء الداعمين من الناتو بالتحفظ على ارسال كميات كبيره من السلاح والذخائر. قضية الفساد في أوكرانيا ليست جديده والناتو يعي ذلك منذ البداية وكان يحث القياده الاوكرانية على محاربتها إلا انه في الاخير مضطر لتقديم الدعم رغم التململ الحالي لان انتصار روسيا بالنسبة له يشكل كارثة سياسية وعسكريه.
وعلى ما يبدو ان حرب إسرائيل على غزه ايضا كلفت الناتو وبالذات الولايات المتحدة التزامات كبيره من السلاح والذخائر إلى اسرائيل الامر الذي قلل من ارسالها إلى أوكرانيا وعجز مصانع السلاح عن تلبية الطلبات الكبيره.
معركة افديفكاء على ما يبدو سوف تقسم ظهر القوات الاوكرانية في اقليم دونيتسك الذي لا زالت تسيطر على اكثر من ٤٠٪؜ من مساحته وسيكون انتصار مادي ومعنوي للجيش الروسي يعطيه ميزات هجومية قادمة وفي نفس انتكاسة القوات الاوكرانية التي دافعت عن المدينة بشراسة ولفترة طويله. ايضاً القيادة الاوكرانية تعاني من تناقضات داخلية تضعف ادائها في الجبهات ، حيث ان قائد أركان الجيش الجنرال زالوجني يحضى بشعبية كبيره وربما يطمح للرئاسة الامر الذي دفع بزلينسكي لتقليم أضافره وتغيير البعض من قادت الألوية المواليين له وهو الأمر الذي قد يؤثر على الجبهات سلبا وليس هناك من خيار امام زالوجني إلا ان يحقق مكاسب على الجبهات لتعزيز موقفه امام الرئيس زيلنسكي وكذلك محاربة الفساد في الجيش وفي حالة سقوط افديفكاء قد يعمل زلينسكي على عزله.
الحروب دائما تحمل المفاجئات ومن يدري قد تستطيع القوات الاوكرانية من لملمة صفوفها وتحقيق بعض المكاسب وقد يعمل الناتو على تعزيز تسليحها وبالتالي تعزيز صمودها كي تظل حالة حرب الاستنزاف قائمة وإغراق روسيا فيها ان لم تتعرض للهزيمة، لكن من الواضح
وحسب المعطيات من الميدان وفارق التسليح ان الكفة تميل لصالح روسيا وربما يكون هذا العام هو الفاصل في المعركة لصالحها.
تظل روسيا ايضا تحت علامة استفهام ايضا بسبب وضعها الداخلي هل مأساة فاغنر غير قابله للتكرار؟ والمقصود هنا هذه المره الجيش الروسي هل سيكون محصن ضد الاختراقات الخارجية؟ إذا استمرت الجبهة الداخلية الروسية موحده بالتاكيد ان كفة المعركة ستكون لصالحها.
من المحتمل ان روسيا والناتو كل منهما يعد خططه العسكرية والسياسية والاستخباراتية ضد الآخر لإضعافه بما في ذلك فتح او دعم جبهات اخرى في مناطق عالمية مهيئة للصراع .
د. دحان النجار ميشجان ٦ فبراير ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى