البنك بالبنك والميناء بالميناء والمطار بالمطار ، تعود مرة أُخرى إلى سطح خطاب الإنقلاب ، في لغة تصعيدية تبحث عن تنفيس الضغط الشعبي ،لما بعد وقف حرب غزة، وتضع الحوثي وجهاً لوجه أمام استحقاقات ملزم بأدائها، للسكان الواقعين تحت سيطرة إنقلابه.

بقلم / خالد سلمان
الحوثي بلا حرب هو في مأزق حقيقي ، يضرب جذر نظامه المذهبي ، حيث يمتلك ذهنية مادون الدولة ، تكتفي بالجبايات ونهب البيوت التجارية ، وتوزيع الثروة وفق مسطرة سلالية ، لاعلاقة للفقراء المنتجين للثروة بحصة من أسهمها.
المطار بالمطار الذي اعاد اطلاقها احد رموزهم التنظيرية القيادية محمد مفتاح ، هي محاولة لاستيلاد أزمة مع الداخل والجوار ، إذ يحمل هذا العنوان رسالة مبطنة فحواها إما شرعنة الإنقلاب وإدماجه في دورة الإقتصاد العالمي ، وتطبيع العلاقات مع صنعاء ، أو تفجير أزمة تدفع بالأمور مرة ثانية إلى حافة الحرب.
لايمكن للحوثي بمثل هكذا تهديد ووعيد، أن يكسر العزلة من حوله ، وأن يفرض نفسه كنظام طبيعي ، وبالتالي بقاء حكمه محكوم بالضرورة بحتمية الزوال ، فالدول لاتبني شرعيتها على الحروب بل على الانجاز ، وسياسة التجويع والقمع الممنهج والإنتهاكات التي تدمر حياة الواقعين تحت حكمه كرهائن ، ستقتلع الحوثي من جذوره ، وتؤسس على انقاض عنصريته للبديل ،حيث المواطنة ودولة كل الناس.




