اضعناها في صنعاء لنبحث عنها في السويد

 

اضعناها في صنعاء لنبحث عنها في السويد

✍🏻امين.اليفرسي

بالامس كانت اليمن وطنا وبرا وبحرا وثروة وقرارا وسيادة وشرعية بيد كل ابناء الشعب اليمني دون غيرهم من العالم اجمع
وحينما دعاهم صالح رحمه الله للحوار والمصالحة في صنعاء ليس من اجل نفسه وحزبه وسلطته
ولكن من اجل ان يتنازل الفرقاء لصالح وطنهم وشعبهم مع الحفاظ على القرار الوطني السيادي بيد الشعب
وليس بيد احد من قوى ودول العالم
فالامور اذا خرجت من يدك
اصبح امرك بيد غيرك
حينما كنا صغارا
كنا نسمع جدتي اذا حدث شجار بين والدي والدتي تقول
صالح
زوجتك وبوس يدها وهي ببيتك ولا تصالحها وتبوسها براسها وهي عند عمتك
ولاني كنت طفلا فلم افهم ماتغزي اليه جدتي
وكنت اقول مو الفرق يبوسها في بيتها او بيوت ابوها
ادركت بعد ان كبرت وبعد ان رايت ما يحدث لبعض الناس حينما تحنق (تزعل زوجته وتغادر الى بيت ابوها
كان باستطاعة الزوج او الزوجين معا ان يصلحوا اخطاءهم وان يتراضوا بينهم وان يقر كل منهما بغلطه ضد الاخر
لان معنى حنقها وذهابها بيت اهلها بان القرار ومصير زواجهما سيخرج من يدهما ويصبح صاحب القرار هم اهل الزوجة بكل تشكيلاتهم وحتى الذين لم يزوروا هذا الزوجة ابدا او يعطوها شيئ سيجعلون من انفسهم اصحاب قرار
وبدل ما كان الزوج يراضيها في بيته ويطيب بخاطره ويبوسها في يدها او رجلها
يرجع يبوس رجل عمه وعمته ويتودد لاخوانها واخواتها وعماتها واعمامها واخوالها
وكل من له صلة بها حتى الجد الثامن
واهل القرية كلهم وكل واحد يحلف يمين والله مارجعة
وهو سارح راجع قد قطع سبعة رقوص احذية
انا ربيعكم الجهال وحدهم والبقرة ما بوش منه يحلبها ويرعيها وما بوش من يسبر يصنع طعام للعيال وقدهم بحالة محزنة

والزوجة في حالة تجدم تعض اصابعها ندما لماذا تعقدت الامور ولم يعد باستطاعتها التدخل وتقول لهم
انه حلى وطيب وزوج مابوش منه
لانها قد خرجت لهم العامي والدامي يوم حنقت وكانت محروقة القلب منه الان اصبحت تحن لعيالها ومشفقة على زوجها الذي كل واحد من اهلها يعمل له سيب
نشتي هجر ووصلة ونشتي حقها الذهب (باليمن ٩٩٪ من الازواج قد باع الذهب على زوجته بعد الزواج من طيب واصالة وعظمة المراة اليمنية )
وكسوة لها ونشتي ضمين والتزام من اجل لا عاد تعود لهذا
يعني زواجة من جديد وسنة يالله حتمة يرجعوها له ونخسه قده خرج خرج والمشكلة كانت بسيطة جدا يمكن حلها بسهوله لكن العناد واصرار كل واحد من الزوجين انه على صح والاخر غلط فاذا كنت على صح فاصلح غلط الغلطان بالصح ولا تجعل من صحك غلط في مواجهة غلط الاخرين
اليمنين كان من السهل يتنازل بعضهم للبعض ويتحاورون ويخرج الوطن للنور ويقر كل طرف بغلطه قبل ان يدعي غلط الاخرين اوانه على الصح والاخرين خطا وحين ذالك تتفكك الاخطاء والمشاكل
اليوم اليمنين يريدون وطنهم
وكل طرف موقن انه قد اخطا
وكان بالامكان معالجة الامور يمنية يمنية ولكن العناد والتشنج وشعور كل طرف انه على الحق والاخر غلط جعل الامور تخرج من يد الجميع
ويصبح امرهم وامر ووطنهم وشعبهم وقراره بيد العالم
اين يبحث اليوم اليمنين عن وطنهم فقد اصبح قراره بيد اطراف عدة في العالم
هكذا هو حال اليمنين اليوم واطراف الحرب
الذين كان الاجدر بهم ان يقدموا اعظم التنازلات لشعبهم ووطنهم لانهم بهذا يجعلون قرار و مصير وطنهم بيدهم ويد شعبهم
لكنهم ابوا الا ان يلغي احدهم الاخر ويمحيه ويزيله وعدم الاعتراف و القبول به او حتى التنازل عن رايه ومطلبه
لتكون النتيجة هي التنازل للاجنبي والخضوع له والقبول
باناس لاتربطك بهم اي رابطة ورفضك لاخيك اليمني الذي تربطك به كل روابط الدين والدم والنسب والارض والتاريخ والثقافة وهذه احدى اهم اشكاليات اليمنين والعرب عموما
لايقبل بعضهم ببعض ولا يقبل او يعترف بالاخر بل لا يؤمن اصلا بوجوده
لتصبح الحروب هي الوسيلة لتحقيق هذا الهدف .

كل يريد يزيل الاخر من الارض لتخلوا له الاجواء ليكتشف الجميع انهم قد خسروا انفسهم ووطنهم وكل منجزاتهم
مشكلتنا اجتماعية قبل ان تكون سياسية فلدينا موروث اجتماعي سيئ بعدم القبول ببعضنا وعدم اعترافنا باخطاءنا واعتذارنا عن تلك الاخطاء واصرارنا الدائم اننا على الصواب المطلق والاخرين غلط مطلق وهذه اعظم كوارثنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى