اضرار الامية و الجهل على الفرد والمجتمع وكيف يمكن القضاء على الأمية والجهل؟

 

أ  /  فوزية الخبثاني

تعاني الدول العربية من الكثير من المشكلات، ما بين مشكلات إجتماعية من فقر وبطالة، ومشاكل سياسية من حروب وصراعات داخلية وعدم استقرار، ومشاكل اقتصادية من نقص الصادرات وعجز الموازنة وغيرها، كل هذه المشكلات ناتجة عن الجهل والأمية، وهذا ما أكدت باقي الشعوب التي كانت تعاني من مثل هذه المشكلات وربما أكثر، وعندما اهتمت بالتعليم وحاربت الأمية، تمكنت من القضاء على كل هذه المشكلات، بل صارت الآن من أكبر دول العالم.

التعليم هو أساس أي نهضة، فلا يمكن لأي دولة أن تحقق نهضة حقيقية بدون علم ومعرفة، وهذا هو الفرق الوحيد بين الشعوب العربية والشعوب الغربية، قديماً اهتمت الشعوب العربية بالعلم والدراسة، وكان الحكام العرب يقدرون العلماء ويكرموهم ويعطوهم قدرهم بين الناس، كما أنهم كانوا يرسلون بعثات للخارج لدراسة العلوم الجديدة، وكان العلم هو سبب النهضة التي عاشتها الدول العربية.

في الوقت الحالي، تراجعت الدول العربية عن الإهتمام بالعلم والمعرفة والثقافة، وكانت النتيجة هي ما نراها من تخلف وجهل وأمراض، في نفس الوقت استفادت الدول الغربية من حضارتنا القديمة، وطورت وبدأت في اختراع أشياء جديدة، ودعمت العلماء ووفرت لهم كل مقومات النجاح، حتى حققوا نهضة عظيمة غير مسبوقة، وهذا دليل على أن العلم وحده يبني الأمم.

أسباب انتشار الأمية في الدول العربية
العلم هو السلاح الوحيد القادر على حل المشكلات، لذا يجب على الحكومات العربية أن تقف ولو لحظة واحدة وتبحث عن سبب انتشار الجهل والأمية، وتراجع نسبة المتعلمين، والعمل على إيجاد حلول علمية وجذرية وسريعة للقضاء على الجهل، ومن خلال هذا المقال سنلقي الضوء على أسباب انتشار الأمية والطرق التي تمكنا من القضاء عليها.

يعد الفقر من أهم أسباب انتشار الأمية في الدول العربية، فمعظم الأسر العربية تعاني من إنخفاض مستوى المعيشة، الأمر الذي يجعلهم غير قادرين على دفع مصاريف التعلم لأبناءها، خاصة بعد أن أصبحت جميع المدارس والجامعات بما فيهم التابعين للحكومات، تحتاج إلى مصاريف ليست بقليلة.

غياب الوعي، وعدم معرفة أهمية التعلم، فالبعض يفضل أن يعلم أبناءه حرفة معينة أو”صنعة” كما يقولون من أجل الحصول على المال، بدلاً من التعلم لإعتقادهم أن الشهادة الجامعية لن تنفعهم بشئ، ولن يتمكنوا من الحصول على وظيفة حكومية أو خاصة بعد التخرج، هذا الأمر يجعلهم يرفضون ذهاب أبناءهم للمدارس.

في بعض البلدان، يقوم الأهل بتعليم الابن ويرفضون ذهاب البنت إلى المدرسة، لأنهم يروا أن البنت لا يمكنها العمل بعد ذلك، وبالتالي تصبح البنت فيما بعد أم جاهلة غير قادرة على مساعدة أبناءها في الدراسة، الأمر الذي يجعلهم طلاب فاشلين في العلم، غير قادرين على فهم واستيعاب ما يقدم لهم بالمدرسة، في الوقت نفسه لا تتمكن الأم من مساعدتهم في الدراسة أو شرح المواد الصعبة لهم.

كيف يمكن القضاء على الأمية؟
التغلب على الأمية والقضاء على الجهل ليست مهمة سهلة ولكنها ضرورية، وحتى نتمكن من القضاء عليهم لابد من الوقوف على الأسباب الحقيقة لها، فالأسباب تختلف من دولة لآخرى، وعلى الحكومات أن تدرك أن الجهل يقف حائلاً أمام كل محاولات النهوض أو التقدم، وأن العلم هو السبيل الوحيد للنمو والاستقرار.
للتغلب على الجهل، على الحكومة أن توفر مدارس وجامعات بكل منطقة سكنية، كما يجب إعادة مبدأ التعليم المجاني أو على الأقل تقليل مصاريف التعليم حتى تكون في متناول يد الجميع، ومن الممكن أن يكون العلم مجاني للفقراء فقط.

يجب تنظيم الكثير من حملات التوعية، سواء من خلال التليفزيون أو في الصحف، ومن الممكن الإستعانة بشخص مشهور يجبه الجميع ويثقيون به، حتى يتحدث معهم عن الضرر الذي سيقع عليهم وعلى أبناءهم نتيجة الجهل، ويدعوهم للسماح لأبناءهم بالذهاب إلى المدرسة.

حتى نقضي على الجهل تماماً، يجب الإستعانة بأدوات وأساليب تعلم جديدة، حتى يمكنا تطوير التعلم، كما يجب إعادة كتابة المناهج الدراسية، والإستعانة بكبار العلماء والمثقفين في كتابة المناهج الجديدة، للتأكد من أنها تحتوي على المعلومات الهامة فقط والتي يحتاجها الطلاب.

إختيار ارسال الطلاب المتميزين في بعثات تعليمية إلى الخارج بعيد عن المحسوبية والمجاملات ، حتى يتمكنوا من الجمع بين المعلومات الموجودة لديهم والتكنولوجيا الحديثة والمتطورة الموجودة بالخارج، هذا الأمر سيساعد في الإستفادة من النهضة التي يعيشها الدول الآخرى، ونقلها إلى الدول العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى