إلى أبناء تعز ..؟!

طه العامري ..
(3)

إلى أبناء تعز المتناحرين والمتحاربين الرافضين لبعضهم الحاقدين على بعضهم الكافرين ببعضهم المحرضين على بعضهم الواشيين ببعضهم المتأمرين على بعضهم الكارهين لبعضهم المنتقمبن من بعضهم القاتلين لبعضهم المدمرين محافظتهم بريفها والحضر ..إلى كل هؤلاء أقول ولنفسي ولكل عاقل وحر من أبناء تعز ..لقد أثبتت الأحداث وتداعياتها منذ فبرائر 2011م وحتى فبرائر 2019م أي ثمان سنوات عجاف ..ثمان سنوات توزعت بين أزمة ثم حوار .ثم حرب داخليه .ثم عدوان خارجي..عدوان أصبح عمره خمس سنوات ..ماذا جنت تعز ؟ وماذا حقق أبناء تعز ؟ وما هي المكاسب التي حققتها تعز وعلى مختلف المستويات ..؟!
أعرف أن لخروجكم للساحات عام 2011م كان له دوافعه ومبرراته وكانت نواياكم صادقة في التغير والتصحيح ..نعم أثق بدوافعكم البرئية برأة محافظتكم الحاضرة السبئية ومركز الوجود الحميري والحاضنة الوطنية التي لم تخذل يوما وطنها ..بل كانت دوما ولاتزل رأس حربة في الذود عن الوطن كل الوطن ونقطة إشعاع حضاري وثقافي لكل الوطن ..لكن ما يؤسف له أن برأتكم لم تمنع أصحاب المصالح وسماسرة الأوطان من تحريف مساركم وتجيير انتفاضاتكم باتجاه غير الذي كنتم تسعون للوصول إليه ..وعليه وبعد كل هذه السنوات فأن منطق العقل يطالبكم بالوقوف والتأمل ومراجعة المواقف والعودة لجادة الصواب ووقف هذا النزيف المؤلم والذي لن يتوقف إلا بتصفية القلوب وتنقية العقول وتصويب القناعات والبحث عن كل ممكنات التقارب بين بعضكم.وبما.يعزز.الثقه.فيما.بينكم.ويوحد.مواقفكم وكلمتكم ويحقق السكينة والاستقرار لمحافظتكم التي تعيشوا عليها جميعكم وأبسط مقومات العيش المشترك هو أن تحترموا بعضكم وتقبلوا ببعضكم وتتعاونوا مع بعضكم لإخراج محافظتكم مما هي فيه ومما يجري فيها وعليها ..!!
يا أبناء تعز أن قوتكم في وحدتكم ومكانتكم على الخارطة الوطنية مرهونة بتكاتفكم واصطفافكم أيا كانت خلافاتكم الداخليه فأن الأخطار إذا احدقت يجب أن تكون عامل وحدة وتكامل وتكافل فيما بينكم ..في وحدتكم فقط تتمكنون من تغير كل شي وبالطريقة التي تريدون وترغبون ..
يا أبناء عليكم أن تدركوا أن خصومكم يراهنون على خلافاتكم ويخشون حد الهلع اتفاقكم وتوافقكم ويسعون جاهدين وبكل قدراتهم على تغذية كل ظواهر الخلاف والتنافر فيما بينكم ..!!
ففي خلافكم وتناحركم تكمن مصالح خصومكم ومن يتمنون بقائكم ممزقين متناحرين لأن دوام مصالحهم في دوام وديمومة تمزقكم ..
يا أبناء تعز لقد حان الوقت لكي تعودو لبعضكم وأن تستوعبوا حجم المؤامرة _ اللعبة التي تدور والتي يراد أن تكون تعز ( كبش الفداء) لها عقابا لتعز ولأبنائها ولادوارهم الوطنية قديما وحديثا ..
لقد سمعت كثيرا يتحدثون عن ما يجري لتعز وبلغة لا تخلوا من التشفي ..سمعت من يقول ( سيجعل أبناء تعز يتقاتلون فيما بينهم 20 عاما) واصفا أبناء تعز بكل الأوصاف المقذعة ..؟!
وسمعت من يقول ( أن ما يجري في تعز عقابا لها لأن أبنائها زرعوا الفتن في كل المحافظات والأن جاء الدور عليهم )..؟!!
لكل ما سلف فأن تاريخ تعز ومكانة تعز ودور تعز الريادي والوطني ..كل هذا أصبح مرهون بوحدة واصطفاف أبناء تعز واحترامهم لبعضهم ..علينا أن نحترم رموزنا وأن اختلفنا معهم وأن نحترم بعضنا وأن تباينت مواقفنا وقناعتنا السياسية والفكرية ..وعلى رموز تعز أن تحترم ذاتها وتحترم رغبات وتطلعات أبناء المحافظة وقبل هذا على رموز تعز أن يحترموا بعضهم البعض وأن لا ينتقصوا من بعضهم وأن لا يذهبوا كل باتجاه بحثا عن ذاته ومصالحه متجاهلا واجباته تجاه المحافظة وأبنائها ..
في ختام هذه الحلقة أتقدم بجزيل الشكر للأخ الشيخ / أمين البحر محافظ ( الشطر الشرقي من المحافظة ) أقولها أسفا ..لكني أشكره على نبل مواقفه وتمسكه بكل ما يمكن أن يؤدي لوحدة تعز وتطبيع العلاقة بين أبنائها ..
يتبع غدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى