أفضلية الأختيار أفضلية في الحياة

  • أحلام شاكر

لم تكن تتوقع حياة أن أحلامها الكبيرة ستصبح بين عشية وضحاها هشيما تذروه الرياح وسرابا يحسبه الضمآن ماء ،وهي اليوم تعض أناملها ندما على أيامها الغابرة تبكي ألما وحسرة على ما فرطت في حق نفسها حين أرتضت أن تستسلم لمشيئة أهلها وترضخ لضغوط والدها الذي قرر زواجها في سن مبكر وزين لها أن الزواج في سن صغيرة نعمة لا تحصل عليها الا من كانت ذو حظ عظيم ..مغريات لا حصر لها دفعتها لخوض هذه التجربة وهي تقول لنفسها ما المانع أن أقتنص هذه الفرصة ما دام الزواج لن يكون عائقا أمام دراستي ولن يؤثر على مستقبلي بل على العكس سيوفر لي حالة من الأستقرار النفسي ستساعدني على المضي قدما نحو هدفي المنشود في أن أصبح محامية أدافع عن المظلومين وأنتصر للضعفاء وأجعل من القانون ملجأ لكل من يطلب العدل والأنصاف ..كان حلمها أن تصبح محامية لتثبت أن المحامي وجد لتحقيق العدل ورفع الظلم وأظهار الحقيقة بكل تفاصيلها ..

وليس للتلاعب بالقانون وأستغلال ثغراته لتظليل العدالة والتحايل والأبتزاز والحاق الضرر بالأخرين فقط ليقال أن هذا المحامي شاطر ويستطيع كسب أي قضية مهما كان صاحبها مدان …فالمحامي الذي يستغل خبرته للتلاعب بالقانون هو أيضا مجرم لأنه يساعد المجرمين والظالمين على الهروب من العقاب على حساب الحق والعدل والقانون. كما هو حال الكثيرين من المحامين اليوم …كان هذا رأيها ودافعها لتكون محامية كما تقول بعد سمعت الكثير عن حيل المحامين وأساليبهم في التحايل على القانون وتضليل العدالة وقلب الحقائق ليصبح البريء مدان والمدان بريء وعن الظلم والقهر الذي يلحق بالأبرياء لأنهم وقعوا صحايا لهؤلاء المحامين الذين باعوا ضمائرهم واتخذوا من مهنتهم وسيلة للإضرار بالناس وتكريس الظلم والفساد.

تقول حياة كان هذا حلمي الذي تبخر فقد تزوجت وأنا في الصف الأول من المرحلة الثانوية، وبعد سنة على زواجي كنت قد أنجبت توأم فتركت المدرسة وتفرغت لتربية الأطفال وحاولت أن أكمل الدراسة عن طريق الأنتساب وقبل يوم من الأختبار كنت أنجب طفلي الثالث وهكذا ولسوء تقديري خسرت حلم حياتي وبدلا من أن أصبح محامية تدافع عن المظلومين أصبحت ربة بيت متفرغة فقط لتربية الأولاد ومحرومة من ابسط الحقوق كزوجة ووجدت ان كل ما قيل قبل الزوج كذبة كبيرة دفعت عمري وأحلامي ثمنا لها .. والوجع الحقيقي أنني اليوم أبحث عن محامي ليرفع لي قضية للمطالبة بنفقة لأولادي الخمسة بعد أن تخلا عنا أبوهم وتفرغ لزوجته الجديدة كما قال: “أنا اريد زوجه جامعية وموظفة تتحمل معي أعباء الحياة”. فما أقسى وجع الأيام للمرأة التي نست نفسها فتخلت عن حلمها وجعلت من زوجها محور حياتها كلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى