أرهابي ومن قرح يقرح !!!!!

* أحلام شاكر

          لم يعد الأرهاب في نظر الكثيرين ممن عمت بصائرهم على رؤية الحقيقة تهمة تلاحق صاحبها وتدفعه للعيش وحيدا طريدا خائفا كما لم تعد وصمة عار تجبر مرتكبها على التفكير الف مرة قبل أن يختار هذا الطريق المليئ بالدم والأشلاء والدمار ..بل اصبح وظيفة تدر الكثير من الأموال كما انها مصدر فخر وأعتزاز سليم أحد هؤلاء الذين عمت بصائرهم وأبصارهم وأختاروا أو ربما أجبروا على أحتراف الأرهاب وأتخاذه وسيلة عيش ومصدر رزق .. ولهذا فهو لا يتردد بالتعريف بنفسه لكل من سأله عن عمله بالقول وهو يضحك ( أنا أرهابي ومن قرح يقرح ) أجابة لا يأخذها البعض بعين الأعتبار ويعتبرونها من باب الدعابة والمزح لكنها الحقيقة بكل أبعادها. يقول أحد أصدقائه والحسرة تعتصر قلبه كنت من أشد المعجبين بذكائه وقدرته على التعامل مع الجميل بدماثة أخلاق وحب ..وطوال اربع سنوات جمعتنا الدراسة الجامعية لم يحدث وسمعت أنه أختلف مع أحد ..كما لم يظهر عليه أي تشدد أو ميول لهذه الجماعات بل العكس من ذلك فقد كان يعتبرهم منحرفين ومدفوعين لتشويه حقيقة الأسلام والمسلمين .. والأهم من هذا كان شغوفا بالعمل التجاري وكان يملك محلا لبيع الهواتف والأدوات المكتبية ولديه طموح أن يصبح رجل أعمال مشهور ولم نتوقع له غير ذلك وهو يمتلك كل المقومات التي يحتاجها ليصبح رجل أعمال .. لكن الحقيقة أن الحادثة التي  تعرض لها في ابريل 2015م حين تم نهب محله والإعتداء عليه وتم زجه في السجن لأكثر من 4 أشهر بتهم باطلة من قبل بعض الأصلاحيين وهذه كانت لحظة التحول في حياته .. رغبته في الأنتقام وشعوره بالإهانه حوله إلى شخص أخر لا يفكر إلا في إيذاء الأخرين وأذلالهم… يقول صديقه التقيت بعد خروجه من السجن بثلاثة أيام وكان يومها يصفي ماتبقى من محله .. رفض كل العروض التي حصل عليها بالدعم ليعود محله كما كان .   سألته وما الذي ستفعله هل لديك مشروع أخر أو تفكر بالإنتقال لمحافظة أخرى … فأجاب أن  أهم مشروع في حياتي هو الإنتقام ممن كانوا سببا في تدمير مستقبلي وسرقة حلمي .. ومن أول يوم عاهدت نفسي وأنا في السجن أن أنتقم منهم ولا طريق لذلك قررت أن أيصبح أرهابيا والتحق بأحد الجماعات المعادية لهذا التيار الإصلاحي . حاولت أن أخفف من غضبه وأقول له أن كل شيء يمكن أن يصلح ويعود كما كان وبالإرادة تحقق كل طموحاتك ..لكن إذا خسرت نفسك فمن المستحيل أن تعود وقد تلطخت يدك بالدم وأنت تعرف هؤلاء.         وأفكارهم وأهدافهم أكيد أنت تمزح ولا يمكن أن تهرب. من الرمضاء إلى النار ….لكن المفاجئة ردت فعله وهو. . يقسم بأنه جاد جدا وهو ويقول حتى البنت التي أحببتها وأحبتني وتعاهدنا على الزواج سرقوها مني وأحرموني حب حياتي والأمل الذي كان يدفعني للحياة والتفاؤل .. قضينا أكثر من 8 ساعات في حوار ولكن دون جدوى .. فقد كان مصرا على موقفه وجاد جدا في الطريق الذي أختاره رغم علمه بأنه طريق الضياع الأبدي .. الأحداث التي شهدتها اليمن منحت سليم فرصة مثالية ليثبت فعلا أنه أرهابي وينفذ رغبته في الإنتقام شكل جماعةمسلحة وتأمر عليهم وبدأ بمطاردت خصومه بالسطو على محلاتهم وسياراتهم وصولا إلى أختطاف كلمن أعتقد أن له يد فيما حصل له وكان هدفه الأول البحث عن زوج حبيبته لكنه لم يجده لانه خارج اليمن أصيب في أحد المواجهات لكنه تمكن من الفرار والإلتحاق بجماعة الكازمي في أبين … هو اليوم أحد القيادات المعروفة إلاإنه لم ينسى رغبته بالإنتقام ولهذا فقد عمم أسماء المطلوبين لديه على عدد من النقاط  التي يشرف عليها والخاضعة لسيطرة جماعته على أمل أن تسوق الأقدار اليه من كانوا وراء هذا التحول الخطير في حياته وسببا في أنحرافه عن الطريق السليم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى