ويبقى الأرهاب واقعا

نجلاء ناجي البعداني

التبرء من الأرهاب وأنكار الصلة به ليس هو الحل الأمثل ولا يؤدي إلى كبح جماح الجماعات الأرهابية أو يحد من مخاطرها على الأمن والأستقرار الدوليين .. بل على العكس من ذلك فأن مثل هذا الطرح من قبل الدول الكبرى المعنية بمكافحة الأرهاب يصب في مصلحة الجماعات الأرهابية ويعزز من تفوقها ويدعم وجودها على الأرض قد يكون هذا التنصل مخافة أن تلحق تلك الدول تبعات الجرائم  الأرهابية التي ترتكب وربما أيضا لحقيقة أن هذه الدول بما فيها أمريكا وبريطانيا لا علاقة لها بدعم الأرهاب وأنتشاره وليس لها يد بما وصلت الية الجماعات الأرهابية من داعش والقاعدة إلى هذه القوة العسكرية والتكتيك والأمكانيات التي هي عليها اليوم لدرجة تجعلها أكثر خطرا على السلم والأمن الدوليين وتهديد حقيقي للأستقرار العالمي ..واذا ما سلمنا بهذا المبرر الذي يدفع تلك الدول لشن حرب ناعمة على الأرهاب تعزز من وجودة أكثر مما تضعفه وتعمل على أجتثاثه فأن ذلك يشكك بمصداقيتها ويربطها بالأرهاب أكثر في ظل غياب الأجراءات العملية الحازمة والصارمة في مواجهة الأرهاب وتجفيف منابع تمويلة على مستوى العالم وفق ألية ملزمة لجميع الدول وتحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي .. لأن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن هناك دول كثيرة معروفة بارتباطها وعلاقتها بالأرهاب ودعمه وأنتشاره وبقاءه في أكثر من منطقة في العالم.. ورغم أن هذه الدول تنفي وبأستمرار علاقتها بالأرهاب وترفض أي حديث عن أرتباطها بالأرهاب بغض النظر عن الدلائل التي تؤكد تورطها المؤكد بدعم الأرهاب كما هو الحال مع السعودية وقطر وتركيا وبشهادة خبراء دوليين وتقارير صادرة عن أجهزة أستخبارات دولية تابعة لدول كبرى على رأسها أمريكا وبريطانيا وروسيا والسؤال الملح الذي يبحث عن أجابة ما الذي يمنع تلك الدول من مكافحة الأرهاب بالشكل المطلوب والمفروض ؟؟ وما الذي يمنع تلك الدول من وضع حد للجماعات الأرهابية التي تسرح وتمرح في سوريا واليمن والعراق وليبيا ومصر ؟؟ وما الذي يمنع تلك الدول من المطالبة بتسليم قيادة للجماعات الأرهابية متواجدة في تركيا وقظر والسعودية ؟؟ وما الذي يمنع تلك الدول من الضغط على الدول  والهيئات والمؤسسات التي تمول الأرهاب ؟؟ فبدون هذه الأجراءات سيبقى الأرهاب العدو الأكثر خطرا على السلم والأمن الدوليين وتهديد حقيقي لأمن الشعوب وأستقرارها. أما البرير والتنصل وطمس الحقيقة لا يغير من الواقع شي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى