رجال الدين لا يصنعون السعادة
فكري قاسم
شبان عاطلون وجدوا – في غياب مشروع الدولة الحاضن للكل – من يستدرجهم بسهولة، وذهبوا لأسابيع وربما أشهر في مهام تدريبية باسم الله، وأطلقوا اللحى وحفوا الشوارب وعادوا إلى مجتمعاتهم الفقيرة، وهات ياشغل فوق خلق الله.
“عبده” قلب اسمه “أبو مصعب”، ومُقبل رجع اسمه “البتار”، وفارع قدهو الزبير بن صقر، وشادي يصيحوا له “البراء”، وحمادي بن شرف قد اسمه “أبا عُلثمه”، و سيف الفرداع يصيحوا له في الحارة كلها “أبا سراقة”، ومهيوب يكنى بـ”قرمطة بن الورد”، وحليمة قلبت اسمها “أم زُهير”، والشيخة “زوزو” قد اسمها “نسيبة بنت كعب”، والحاجة “لول بنت شمسان” قد بيصيحوا لها في القرية: ياذات النطاقين.. يااااو والحلا. والخالة “صفية” الملقبة بـ”أم الفضل بن العباس” تنصح جيرانها من النسوة يرقدين بدري عشان يصحين الصباح بدري ويروحين يسأبين ماء وهن مشدودات. و”ناجي” الملقب بالمهلهل بن ربيعة يعتبر قناة mbc2 ومجلة “سيدتي” والفيس بوك وتويتر حرام ويفتي في علوم الأجنة، ياجناااه علينا احنا وناجي.
و”قائد” الملقب بـ”ذي النورين” عاده كضاك سد كل نوافذ البيت حقهم ولاخلى حتى خزقي يدخل منه الضوء عشان محد يتخاوص، وخرج يتحدث إلى الناس في الحارة عن الضوء وعن الطاقة الشمسية، و”غالب” اللي لم ينه تعليمه الابتدائي يكتب لجاره “عقلان” وصفة أعشاب طبية قال إنها شفاء لكل أمراض العصر والمغرب والعشاء.
وتكلم الواحد منهم عن الشهادة الأكاديمية، يقلك أكاديمية موه؟ ويحدثك عن الشهادة في سبيل الله. تقوله والعلم في سبيل الله عاده أطعم، وتحصلهم يتحادفوا عند اللقاء وأهلا أبا سراقة قال أهلا يا أبا علثمة، من أبا علثمة هذا؟ والله مالي علم.
وكله كوم والحوثيين كوم لحالهم، خرجوا لنا في آخر الزمان وقالوا إن النبي محمد (ص) جدهم من دم ولحم، وهم أولى بدكان الله وأولى بتصريف بضاعته؟! واسألكم بالله واحد زي هذا يشوف التقويم اللي خلف ظهره يؤشر أننا الآن في العام2018، وهو متحمل بندقه، وموهو ياعبده، مو حصل؟ يقلك جدي رسول الله، ويشتي يخرج حق علي وعائشة من عيون ابتنا وإلا حرام ما سبرت لنا حياة.
طيب يا أخي أنا جدي الذي عرفته في الحياة كان مجرد عسكري في فرن الكدم؟ فين أروح؟ أنام في الشارع يعني؟ طيب والمسلمين الذين لايتمتعون بصلة قرابة مع آل البيت ايش يكتبوا في بطائقهم الشخصية؟ الديانة مسلم بالأجر اليومي؟! طيب والمسلمين اللي عاشوا على بركة نبي أخبرهم أن الناس سواسية كأسنان المشط فين يروحوا بعد ان يكتشفوا أن السيرة النبوية عملت لهم كاميرا خفية وأخبرتهم أن سلالة آل البيت التي ظهرت في القرن الواحد والعشرين جاءت لتقول لنا بأنهم “الأصل” والبقية مجرد شقاة لم تزكهم نطف السماء.
في كل الأحيان وكل الظروف رجال الدين لايصنعون السعادة ويصلحون للعب دور الدراكولا في أفلام الرعب. باسم الصلاة قطعوا الصلات بين الناس وأصبح هذا سني وهذا شيعي وذياك مدري ماهوه.. وفي سبيل إعلاء راية الإسلام تم تهشيم قيم الإسلام الحنيف وأحالوه من دين سمح يدعو إلى المحبة والرحمة إلى دين جلف ومخيف.. دين أصوات القوارح فيه أكثر من أصوات التسابيح.
فكري قاسم