الأقوياء هم من يصنعون السلام

* أحلام شاكر

منذ إنطلاق الحرب في بلدي الحبيب اليمنونحن نبتهل إلى الله تعالى في كل وقت وحين أن يجنب وطننا وشعبنا ويلات الحرب ومأساتها..وأن يلم شتات اليمنيين ويؤلف بين قلوبهم ويعيدهم إلى طريق الحق والصواب ..وكنا نتمنى أن تكون هذه الحرب سحابة صيف عابرة سرعان ما تنقشع عن سماء وطننا ونعود أخوة متآخين متحابين متعايشين في وطن يتسع للجميع.

لكن ومع الأسف طال أمدها وأتسعت مآساتها لتلتهم الوطن كله .. وها هي الحرب في عامها الرابع ولم نتعض بعد هذه الحرب المجنونة التي  دمرت الوطن وقتلت وشردت وجوعت الملايين من أبناءه وأذاقتهم مرارتها وأوجاعها ..ومع ذلك ورغم تبدد أمل السلام وأنسداد آفاق أي تقارب بين المتصارعين يقودنا إلى السلام لا زلنا نحلم ونمني أنفسنا أن يدرك المتصارعون من أبناء الوطن قبل غيرهم أن الوقت قد حان لتضع الحرب أوزارها لأنها لم تعد الخيار الذي يتمناه اليمنيون ويعملون من أجله .. لأنهم يدركون فداحة الفاتورة التي يدفعونها كشعب ووطن لهذه الحرب … كما يدركون أن ويلات ومأسيها أكبر الف مرة من مغانمها.. وأن جراحاتها ستبقى محفورة في أعماقهم ولن تندمل مهما حاولوا تسريبها من ثقوب الذاكرة .. كما ستبقى حاضرة أمامهم في كل الأطفال اليتامى والأمهات الثكالى والنساء الأرامل , وفي عجز المعاقين وأنين المرضى ودموع المشردين وصرخات الجياع والمحرومين .

فالحرب مأساة الشعوب وستبقى كذلك مهما حاول جنرالاتها تزيين بشاعتها وتجميل قبحها وإيجاد الذرائع والمبررات لأستمرارها…وهي خيار كل عاجز متحجر.

نعم ياسادة ياكرام بالسلام فقط تبنى الأمم وتتقدم وتصان الأوطان وتزدهر .. ومن يحقق السلام ويعيد الأمن والأستقرار هو المنتصر الحقيقي الذي سيخلده التاريخ ..وسيبقى حاضرا في قلب وضمير كل مواطن يمني … كما أن السلام خيار الأقوياء ولازالت الفرصة سانحة لتحقيق السلام وعلى المتصارعين أن ينتهزوا فرص السلام المتاحة وبأستطاعتهم أن يصنعوا السلام فقط نحن بحاجة لنتحرر من عقدنا وأحقادنا ونملك أرادتنا ونقدم القليل من التنازلات من أجل وطننا .. وقبل كل شيء علينا أن نعي أن حلفائنا من الدول الأقليمية والدولية لم ولن يكونوا أكثر حرصا وحبا وولاءا لوطننا منا نحن أبناء الوطن .

نحن نريد السلام ونصلي من أجل أن يعم أرجاء وطننا .. وكل مانتمناه أن يكون السلام هو الخيار الذي يراهن عليه الجميع ويعملون من أجله لأننا لا نريد أن نصحو ذات يوم وقد تسرب وطننا من بين أيدينا ولم يعد لنا وطن نأوي اليه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى