أمريكا قليلا من الأخلاق!!!
بإعتقادي لا تحتاج أمريكا إلى القوة العسكرية وحبك المؤامرات وإشعال الصراعات لفرض وجودها وأثبات مكانتها بين دول العالم ..فقط تحتاج لقليلا من الأخلاق والقيم الإنسانية في التعامل مع الشعوب الأخرى … فسلاح الأخلاق والقيم الإنسانية أكثر تأثيرا على الشعوب من أي سلاح أخر تمتلكه.
لكن ومع الأسف هذا ما تفتقده الإدارة الأمريكية في تعاطيها مع القضايا ذات الأبعاد الإنسانية والأخلاقية مما يجعلها شريك فعلي في كل الجرائم والإنتهاكات التي ترتكبها الجماعات الإرهابية من داعش والقاعدة وغيرها أو تلك التي ترتكبها الدول ذات الأنظمة القمعية والديكتاتورية المرتبطة برعاية ودعم الإرهاب كما هو الحال مع النظام السعودي والقطري والإماراتي والإسرائيلي , وما الموقف الإمريكي مما يحدث في اليمن من جرائم ضد الإنسانية إلا دليل حي على تماهيها وانحيازها إلى جانب القاتل والإرهابي والديكتاتور والمعتدي على كل الأعراف والحقوق والحريات على حساب القيم والأخلاق والمبادئ .. وهو ما يعزز قناعة كثير من شعوب العالم بأن أمريكا هي راعية الأرهاب الأولى والمدافع عنه والمتستر عن الداعمين له .. وهي أيضا وراء أشعال الصراعات والحروب في كل منطقة وهي من تعمل على تقويض كل مساع السلام والإستقرار خصوصا في منطقتنا العربية للحفاظ على مصالحها أو هكذا تعتقد . لكن الحقيقة التي يدركها الجميع بما فيهم الأمريكان أنفسهم إن تعاطيهم بهذا الأسلوب الغير أخلاقي يزيد من حالة الحقد والكراهية لأمريكا حتى لدى من تعتبرهم صنيعتها وحلفائها الدائمين وهذا يبقي المصالح الأمريكية في دائرة الخطر ويهدد أمنها القومي على المدى البعيد .
من حق أمريكا أن تحافظ على مصالحها وعلى أمنها القومي ولكن ليس عن طريق القضاء على مصالح الأخرين وزعزعت الأمن القومي لكثير من الدول وعلى أشلاء ودماء ألاف الأطفال والنساء ..من حق أمريكا أن تحافظ على أمن شعبها وأستقراره ورفاهيته ولكن ليس من حقها أن تتقتل وتدمر وتجوع ملايين البشر . كنا ولوقت قريب نعتقد أن أمريكا بلد العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية والمدافع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي لن تسمح إن تسقط أخلاقيا من أجل دعم نظام فاشي تفنن في قتل الأطفال والنساء وإرتكب أبشع المجازر في حق الأبرياء من أبناء اليمن ولازال يمعن في الإنتهاكات بكل جراءة لأننا نؤمن أن القيم والأخلاق الأمريكية لا يمكن أن تصبح سلعة رخيصة في بورصة الأموال السعودية . نعم كنا نؤمن أن القيم والأخلاق الأمريكية لا يمكن أن تدنسها أموال الخليج مهما بلغت, وإن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب التي ترفعها الإدارة الأمريكية ليست مجرد شعارات للإسترزاق الرخيص على حساب دماء الأبرياء . أما اليوم وقد تكشفت الحقائق وراينا الوجه الأكثر بشاعة للإدارة الأمريكية ليس بوسعنا كمفتونين بالحرية الأمريكية إلا أن نخفض رؤوسنا خجلا مما ترتكبه في حق شعبها قبل شعوب العالم .. فهذا الإنحطاط الأخلاقي يسيئ للمواطنيين الأمريكيين قبل غيرهم… فقليلا من الأخلاق والقيم ياسادة البيت الأبيض من أجل المواطن الأمريكي الذي أصبح عدو لكل شعوب العالم بفضل سوء تعاملكم مع الأخرين ودعمكم اللامحدود للإرهاب والداعمين له وعلى رأسهم النظام الفاشي السعودي مصنع الإرهاب الأول في العالم .