الغزو والإرهاب صناعة امبريالية .. ( 1 )

✍️ عبدالجبار الحاج

لسنا هنا في معرض دفع التهمة الامريكية عنا وغني عن بيان الرد ان تاريخ الحروب الاستعمارية من غرناطة الى محاكم التفتيش في اوروبا الى لعنة كولومبوس الى حروب الأبادات الجماعية بحق شعوب العالم خلال خمسة قرون ففي هذا التاريخ ما يكشف في كل مراحله من هم صناع الحروب ومن هم قادة النهب والارهاب العالمي هذا اولا ..
ثانيا لان التصنيف الامريكي بالارهاب الذي استهدف حركة انصار الله فبقدر ما تتخذ اداراة امريكا من حركة الانصار غطاء سياسيا إذ،هي بذلك تستهدف كل الشعب اليمني تنفيذا لمذهبها الرسمي القائم على مبادئ الحرب تجارة والتجارة حروب الحرب وبهما تنتهب المال وتستبيح سفك الدماء ..

فحروب الابادة الجماعية والاتجار بالبشر بارزة في بشاعة تاسيس دولة امريكا نفسها بالوان متعددة فمنها الابادة ومنها تجارة العبيد من افريقيا وماخلفتها هذه التجارة القذرة والبشعة في عشرات الملايين من ضحايا الغرق في عرض امواج المحيط الاطلسي ومنها غزوات بلاد العالم بذريعة اكذوبة الامن القومي ..

جرائم الغرب الرأسمالي على راسها تقف الامبريالية الامريكية بحروب وانقلابات دموية لاتعد ولاتحصى .. ومنها ما خلقته حروبها في الابادة الجماعية لسكان امريكا الاصليين شمالا وجنوبا ففي القارة الامريكية بشمالها وجنوبها بلغ عدد من ابيدوا مابين مئة مليون الى مئة عشرين مليون من ( الهنود الحمر ) كانوا موزعين على جبال وسهول ووديان الشمال والجنوب في القارة الامريكية وجزرها .
وعلى مدى قرنين ونصف من جرائم الغرب الاستعماري ارتكبت خلال غزوات الامبريالية الراسمالية المتوحشة من الجرائم ما يجعلنا نربأ بانفسنا بألاّ نستغرق الجهد في دفع التهمة او في سبيل درئها عنا ذلك ان موقفنا ومعنا كل شعوب العالم وحركات التحرر الوطني تضع امريكا في القفص اذ هي على راس قائمة الارهاب ..
وامريكا امام شعوب العالم لا حكامه هي الماثلة في قفص الاتهام وقد آن لها ان تدفع ثمن جرائمها سقوطا من الداخل وعلى اداراتها نفسها .
فكل دلائل السقوط الوشيك والمحتوم تتوالى متسارعة في ميادين الثورة الشعبية في شوارع امريكا وموجات الغضب منذ نهاية الستينات والسبعينات وفي ثورة احتلوا وول ستريت عام 2011 وفي ثورة 2020 ..
ثم اخيرا فان امريكا قد وضعت نفسها وكشفت بما لا يدع مجالا للبحث عن طبيعتها وديمقراطيتها في غزوة الكابيتولوما قبلها وبعدها ..
تلك مشاهد دنو منيتها بصرف النظر عن الزمن الكافي لمسلسل السقوط الاخير وبما لايحتاج الى عد سنواته ..

…..

نحن اليمنيون نقف اليوم ومعنا كثير من شعوب العالم تقف معنا وقفة واحدة لتكشف اهداف امريكا من محاولة اخفاء جرائمها بتهم تلقى هنا وهناك ..
هذا الموقف من شعوب العالم معنا يفضح مخططها في إستئناف الحرب ضد شعبنا بأسره كما هي حروبها القذرة ضد كل شعوب العالم وما ترميه من هذه التهمة هو تبرير حربها الشاملة من الان علينا وعلى نحو أضرى واشد فتكا
بحيث ينال من نار حرب التصنيف بالإرهاب كل اليمنيين دون استثناء …

…………..

امريكا لعنة كولمبوس

( كان للفتوحات الاسبانية البرتغالية نظير محلي ففي عام 1492 تم تهجير اليهود الأسبان او ارغامهم على التحول الى المسيحية وعانى ملايين المور ( والمور : هي التسمية الأوروبية لمسلمي الأندلس من البربر والعرب )- المصير ذاته .

لقد سمح سقوط غرناطة والذي ختم ثمانية قرون من سيادة المور لمحاكم التفتيش بتوسيع سيطرتها البربرية
وأتلف الغزاة كتبا ومخطوطات لاتقدر بثمن مع ماحملته من سجل غني للتعاليم الكلاسيكية ودمروا الحضارة التي ازدهرت في ظل حكم المور المتسامح المثقف وهكذا أعدت اسبانيا لانحدارها وكذلك لوحشية وعنصرية غزو العالم ..
انها لعنة كولمبوس )) ص 13

في كتابه ( 501 سنة الغزو مستمر المفكر اليساري الامريكي : ناعوم تشاومسكي )

1- (( اطلق غزو العالم الجديد اثنتين من الكوارث السكانية التي لامثيل لها في التاريخ ؛ إهلاك السكان الأصليين في نصف الكرة الغربي وخراب أفريقيا حيث توسعت تجارة الرقيق سريعا لخدمة حاجات الغزو واخضعت القارة كلها .
عانى معظم آسيا من المحنة الرهيبة ومع تغير الأشكال تحافظ الموضوعات الاساسية للغزو على حيويتها ومرونتها وستظل كذلك الى ان يتم تناول حقيقة واسباب الجور الوحشي بامانة .)) ص 13

و (( سهل احتقار مربي الابقار السلتيين القذرين في أطراف بريطانيا الطريق امام السادة الانكليز الاغنياء المستحضرين لأن يتولوا دورا قياديا في تجارة الرقيق لقد انسحب الاحتقار من ( قلوب الظلمة ) القريبة حتى اؤلئك الذين وراء البحار كما كتب توماس برادي )) ص 16

2- عانت الأمبراطورية الأيبيرية اسبانيا والبرتغال من ضربات اضافية عندما بداء القراصنة والسلابون وتجار الرقيق الانجليز يجوبون البحار وربما كان اسوأهم شهرة السير فرانسيس درايك …..

… ان الغنائم التي جلبها دريك أمكن اعتبارها حقا منبع وأصل الاستثمارات الخارجية البريطانية كما يقول جون كينز :

( لقد سددت اليزابيث من وارداتها هذه كل ديونها الخارجية وأستثمرت جزاء كبيرا من الميزانية في شركة ليفانت ومن الارباح الناتجة عن شركة ليفانت أسست شركة الهند الصينية التي كانت ارباحها دعائم للنفوذ الخارجي البريطاني .)

(( ان المغامرين الذين أرسوا أسس الإمبراطوريات التجارية في القرنين السابع عشر والثامن عشر تابعوا تقليدا اوروبيا قائما على الاتحاد بين الحرب والتجارة ..حيث قاد نمو الدولة الاوربية كمشروع عسكري إلى ظهور الصورة النموذجية للاوروبي بوصفه محاربا تاجرا …..

وفيما بعد انتقلت مهمة الحرب من أجل الاسواق من غارات النهب التي كان يقوم بها ( كلاب البحر ) الإليزابيثيون الى الدولة الانكليزية التي اشتد عودها حديثا بواسطة القرصنة والنهب في البحار .

نالت شركة الهند الشرقية إمتيازها عام 1600 وهو الامتياز الذي اتسع كثيرا عام 1609 مزودا الشركة بسيطرة احتكارية على التجارة مع الشرق باسم التاج البريطاني . وتلت حروب وحشية بين المتنافسين الاوربيين غالبا ماجرت بصورة بربرية وجر اليها السكان المحليون الذين كثيرا ماتمت الاستفادة من صراعاتهم الداخلية .

…..

و ( في عام (…….) أخرجت بريطانيا البرتغال من مضايق هرمز مفتاح الهند كلها غانمة لنفسها تلك الجائزة الكبرى وفي النهاية تمت قسمة معظم مابقي من العالم بالطريقة المعروفة جيدا )) ص 16.
……
…..

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى