ممانعة تعز الحوثي يعرف ما يريد ونحن نعرف ما نريد

 

✍️- عبدالقادر الجنيد

هذه أيام عجيبة في تاريخ تعز.
الحوثي، يريد رأس تعز بطرق أخرى.
وتعز تريد المحافظة على رأسها وعلى رأس كل اليمن.

فتح طريق في تعز له أسباب حوثية وأسباب إيرانية.
سنبحث في هذه المقالة الأسباب الحوثية.

سنبحث في كل الأهداف “الإفتراضية” المتداولة لأغراض الحوثي من فتح “معبر آمن” لدخول الناس لمدينة تعز وللخروج منها، الذي ايتدأ قبل أمس في 13 يونيو 2024 بعد أن حاصرها وقام بالتبول على الماء الذي يدخلها وبعد أن قصف أحياءها السكنية وقنص الأطفال والمارة في الشوارع لمدة تسع سنوات.

**
أولا: “فرضيات” فتح الطريق
**

تم فتح الطريق لدخول تعز من شرق شمالها عند جولة القصر لمدة ١٢ ساعة من النهار.
هذا ليس “فتح طريق” ولكنه “معبر آمن”.

١- فرضية الخلايا النائمة
**

هل يريد الحوثي زرع خلايا نائمة بفتح الطريق؟
الإجابة: لا.
الخلايا النائمة موجودة
يجب الإفتراض بأن الخلايا النائمة موجودة فعلا قبل فتح طريق جولة القصر إلى داخل مدينة تعز.
كانت هناك- وما تزال- خلايا نائمة حتى في تلك الأيام التي كان يقصف فيها الحوثي أحياء تعز ويقنص أطفال في الشوارع وعابري سبيل.

صناعة الحوثي للخلايا النائمة، لا تحتاج لفتح طريق.
كل ما يحتاجه الأمر لإنشاء خلية نائمة، هو شوية تدريب وشوية فلوس وشوية وسائل اتصال وشوية “زنابيل” وشوية “طابور خامس”، وهذا كله موجود داخل تعز وبدون الحاجة لطريق.

ثم كيف سيستفيد الحوثي من الخلايا النائمة؟
هل مازال الحوثي- هذه الأيام- يريد تفخيخ سيارات بجانب باب موسى داخل المدينة؟

٢- فرضية حصان طروادة في تعز
**

هل فعلا يستطيع الحوثي أن يدمر تعز عسكريا من داخلها بفتح الطريق؟
الإجابة: لا.

قد جرب الحوثي حرب المدن وخربها ودمرها وفي النهاية اندحر وانهزم وتم طرد كل ميليشياته وكل طابوره الخامس الذين استعملهم.
واكتفى بحصار المدينة من خارجها وتعذيبها.
لا مجال لحصان طروادة في تعز.

٣- فرضية القيمة العسكرية للمدينة
*

لن يحصل الحوثي على مزايا عسكرية إضافية بدخوله أحياء سكانية.

ولن يحصل الحوثي على مزايا جيوسياسية إذا دخلت قواته مدينة تعز؟

مدينة المخاء ومدينة تعز
*
الإستيلاء على مدينتين في تعز.
يمكن القول أن استيلاء الحوثي على مدينة المخاء يمكن أن تحقق للحوثي مكاسب مالية نقدية فورية من التهريب ومن دخل جمارك الميناء أكبر من أي قيمة مادية للإستيلاء على مدينة تعز.

وبالتأكيد فإن استيلاء الحوثي على ميناء المخاء ومضيق باب المندب- بوابة مدخل البحر الأحمر- سيحقق لإيران مكاسب چيوسياسية واسترتيجية وسترفع من مكانة وقيمة الحوثي.

يمكن القول بأن الحوثي يريد رأس “طارق” أكثر مما يريد رأس “سالم”.
وطبعا الحوثي يتمنى القضاء على الرأسين.

المفروض أن يكون كل من “سالم” و “طارق” رفاق سلاح، ولكن لا نرى الكثير من هذا على أرض الواقع.

٤- فرضية القيمة الإقتصادية
**
لا توجد جوائز مادية من اقتحام تعز.
السكان الذين داخل المدينة، هم أفقر وأكثر نحولا من الذين يسكنون خارجها في الحوبان.
البقرة الحلوب داخل تعز، هي تلك المصانع في شمال تعز “الحوبان” وفي غربها “حذران”، وهي تحت سيطرة الحوثي يرتوي منها ويتغذى بها.

والأرزاق مقطوعة في تعز.
من الأفقر من أهل تعز؟
الذين يسكنون داخل المدينة؟
أم الذين يسكنون الحوبان؟

٥- فرضية الإستمتاع بحلاوة تعز
**
حلاوة تعز وفتنتها المرئية وغير المرئية هي فقط في قلوب وخيال وذهن أهلها أو من عاش بداخلها وعاشر سكانها في فترة من فترات حياته.
جزء من حب كل الناس لتعز هي قبولها لكل الناس.
أهل تعز يقبلون بالآخرين من كل أنحاء اليمن وحتى من كل أنحاء الدنيا.
لا أحد يشعر بأنه غريب في تعز.
الحوثي لا يعرف تعز ولم يزر تعز ولا يعرف حلاوة تعز.

قيمة مدينة تعز هي عندنا فقط- نحن أهل تعز ومن عاش فيها-
أما الحوثي فلا يعرف تعز ولا يعرف حلاوتها ولا يحبها.
الحوثي، يعرف فقط ممانعة تعز للمتشرنقين والأئمة من أهله.

**
ثانيا: ممانعات تعز
**

تعز، قد تعرضت لهذا الموقف كثيرا من قبل.

وهو يحدث أيام انهيار الدول والممالك عند وصول “إمام” أو “سيد” وخلفه قبائل يدخلون المدينة ويحكمونها، بدون ممانعة

دخول تعز بلا ممانعة
*
أحيانا يدخلونها فقط ويبدأون بحكمها بالحديد والنار .
أقرب مثل لهذا كان في في ٩ سبتمبر ١٩١٩ عند انهيار الدولة العثمانية وانسحاب الأتراك من تعز.

تعز قد يتم خمدها
*
وأحيانا تكون هناك ممانعة ولكنها تخمد.
يتغلب المهاجمون فيقتلون ويدمرون ويخربون وينهبون ثم يستقرون قليلا أو كثيرا وحتى يتوطنون.
وكل هذا ينتهي بظهور إحدى الدول أو الممالك التاريخية المعروفة فيذوب القبائل بين السكان أو يعودون من حيث أتوا.

نبذة صغيرة عن أحوال القبائل والسيد المتشرنق
*
“السيد” يبيض ويفقس بصورة مستمرة.
في فترات وجود “الدولة” في اليمن يدخل “السيد” في شرنقة وفي حالة فترات سبوت وبيات شتوي قد تمتد لمئات السنين.
في فترات الفوضى وغياب الدولة يخرج “السيد” من طور الشرنقة ليجد القبيلي بانتظاره ويتحول إلى طور “الإمام”.

يحتاج “القبيلي” لدور السيد في شرعنة الغزو و “الفيد”.

ويحتاج “الإمام” للقبيلي ليهاجم بقية اليمنيين ويخضعهم لحكمه.

العلاقة بين “السيد” المتعصب و “القبيلي” المتعصب هي علاقة تكافلية تكاملية Symbiosis لا يستمر أي منهما على قيد الحياة بدونها.

هناك جدل غير محسوم بين الباحثين اليمنيين وحتى الأجانب على من هو الأهم في هذه العلاقة:
هل هو “السيد”؟
أم هو “القبيلي”؟

آخر أخبار “السيد” و “القبيلي”:
*
قبل أسبوعين أعلن “السيد” عبد الملك الحوثي عن استكمال تدريب أكثر من 300.000 ثلاثمائة ألف “قبيلي” في حركة تعبئة عامة لإرسالهم للحرب في غزة.
لا أحد يصدق أنهم سيذهبون إلى غزة.
يمكن التفكير باحتمالات استعمالهم في سيناريوهات لها علاقة بإلغاء أمريكا ل “خارطة الطريق” السعودية / الحوثية أو احتمالات استعمالهم للإستيلاء على نفط وغاز مارب أو استعمالهم لكسر ممانعة تعز مرة واحدة وإلى الأبد أو الإستيلاء على ميناء المخاء ومضيق باب المندب.

**
ثالثا: الفريد الجديد في تعز
**

هذه هي أول مرة في فترات الفوضى تستطيع تعز أن تمانع وتصد.
في غياب الدولة اليمنية وفي غياب مملكة يمنية وفي غياب جمهورية يمنية، عملت تعز ما لم تعمله من قبل.
تعز تصمد لحصار الحوثي الإمامي القبائلي للعام التاسع على التوالي.

١- حررت ساحة الحرية
أن يدخل ناس مواطنين عاديين من صنف “الرعوي” من قرى المخلاف المحيطة بتعز في 3 يونيو 2011 لتحرير ساحة الحرية المحروقة في تعز، هذا عمل فريد لم يقم به أحد من قبل في تاريخ ممانعات تعز.

٢- صمدت تسع سنوات
أن تصمد تعز لمدة تسعة سنوات للحصار والقصف والقنص، هذا شيئ فريد في تاريخ تعز وفي تاريخ اليمن وفي تاريخ كل المدن المحاصرة في كل العالم وعلى مدى التاريخ.

هذه أعظم ممانعة في تاريخ تعز وبين كل ممانعات العالم.

شيطنة الممانعة
*
وهناك “شيطنة” و “تسفيه” للممانعة.

البعض يقول: إنه فقط شخص “حمود” وإنهم شوية مخالفة وشوية شراعبة.
البعض يقول: إنهم أصحاب جبل حبشي.
البعض يقول: إنهم من جبل صبر.
البعض يقول: إنه فقط شخص “سالم” وشوية “إخونج”.

والبعض فقط بداخله “حوثي صغير”، ويشيطن ممانعة تعز شريحتين وخطين سارح وجاي.

والبعض يستشهد بنموذج “غزوان” وممارسات بعض المقاومين بابتزاز الأسواق وفي المتاجرة بالتعليم والكهرباء، وغيرها من الأشياء.

البعض يقول: أنه لا يوجد تنظيم ولا ترتيب ويريد ممانعة “شغل يد” و “تفصيل” من محترفين وبأهداف عالمية أو إسلامية أو قومية أو بروليتارية.

هل نمانع أم نشيطن؟
*
هذه هي من أيام الفوضى في اليمن.
وكتابة أهداف شغل يد ومضمونة التنفيذ و “تفصيل”، من المستحيل.
هذا هو ما حدث لنا كلنا في تعز.

ويمكننا أن نختار:
أن نمجد الممانعة أو نشيطنها.
أن ندخل في الممانعة أو نخرج منها.
أن نُحَسِّن ونرفع الممانعة من داخلها أم ننقرها كما تفعل الدجاجة لأختها.

هذا وضع من نبت الأرض في تعز وهي ما استطاعت تعز أن تجود به، فهل يجوز شيطنته

تعز، هي قلعة الممانعة الأعظم.
تاريخيا، كانت تمانع وقد تسقط وقد تصد وقد تحكم وتتحكم.

**
رابعا: حل مشكلة تعز هي حل مشكلة اليمن
**

ممانعة تعز، هي حل لمشكلة “السيد” و “القبيلي” و “الرعوي”.
ممانعة تعز، هي حل لمشكلة العصبيات: السلالية والطائفية والقبلية والمذهبية
ممانعة تعز، هي حل لغياب المساواة وغياب القانون والدستور.
ممانعة تعز، هي حل لمشكلة “انفصال الجنوب”.
ممانعة تعز، هي حل

ممانعة تعز، هي حل لمشكلة تعز.
ممانعة تعز، هي حل لمشكلة اليمن.
ممانعة تعز، هي حل لمشكلة نفوذ إيران على اليمن والبحر الأحمر.

فتح الطريق أو المعبر الآمن في تعز، هو:
١- لتغذية نقر الدجاجة لأختها في تعز.
٢- لشيطنة فكرة الممانعة في تعز.

على أهل تعز وعلى أهل كل اليمن العمل على فتح كل الطرق مع الإحتفاظ بممانعة تعز.

من صفحة الكاتب على فيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى