مأزق اليمن وما نتوقعه من رشاد العليمي

 

✍️ عبدالقادر الجنيد

***
١١ أبريل ٢٠٢٢

قد حدث لنا ما حدث قبل أربعة أيام- سواء برضانا أو عدمه- لا يهم.

ولقد دخلنا في طور جديد من مأزقنا اليمني المزمن المستمر المتواصل طوال المئة السنة الماضية منذ انتهاء الحكم العثماني لليمن.

المأزق اليمني، يعبر عن نفسه دوريا كل عدة عقود من الزمان، برفض وغليان يتطور إلى حلقات دورية من التمرد والعصيان واغتيال الرؤساء والانقلابات والثورات والحروب الأهلية والتدخلات الإقليمية.

نحن شعب، لم نستطع أن نتوصل إلى قاسم مشترك نوافق عليه ونرضى به بميزاته وعلاته.

كل شعوب العالم، لا يوجد معها نظام حكم يرضي به كل الناس طول الوقت، وهذا أمر طبيعي جدا.

وما يحدث لكل شعوب العالم، هو أحد أمرين:

١- أن يتم إخضاعهم وترويض أي رأي مختلف.
ولا يتم التغيير- إذا حدث أي تغيير- إلا بإرادة أعلى السلطة أو من يستولي عليها.
وهذا شائع في بلاد كثيرة.

٢- أن يتم التعامل وفقا لطريقة تسمح بظهور الرأي الآخر، مهما كان، وتتيح له الفرصة أن يعمل على تغيير الوضع إذا أقنع أغلبية معقولة.
ويتم التغيير دوريا وسلميا كل ٤-٦ سنوات بالانتخابات.

**
أولا: مأزق الحركة الحوثية
**

استعملت السلاح والقوة وقد تمكنت بالترويع والمثابرة من فرض تغييرات جذرية غير مقبولة على الإطلاق من اليمنيين، أبرز ما فيها:
١- تغيير هوية اليمن واليمنيين.
٢- احتكار حصري للسلطة.
٣- الاستيلاء على الثروة.

وقد عجز شعب اليمن عن التخلص من الحوثيين.
وقد عجزت السعودية عن مساعدة اليمن للتخلص من الحوثيين.
وقد عجزت أمريكا عن مساعدة اليمن للتخلص من الحوثيين.

والقوى الخارجية، تطلب من اليمنيين الآن القبول بالحوثيين على مضض واستعمال حبوب مضادة للغثيان أثناء التعامل معهم.

**
ثانيا: أفكار مجموعة الأزمات الدولية لتسكين اليمن
**

هذا مركز تفكير أمريكي- وله تأثير على صناع القرار في إدارة الرئيس الأمريكي الحالي چو بايدن- يقول بأنه ضد الحروب وقد تفتق ذهنه عن مشروع لليمن- حوالي عام ٢٠١٧ لإنهاء الحرب باستعمال مسكنات وحبوب ضد الغثيان تسهل ابتلاع أفكار خبراء الأزمات الأمريكان.

١- توصلوا إلى ضرورة التعامل مع الأمر الواقع الذي هو أن اليمنيين والتحالف بقيادة السعودية قد فشلوا وسيفشلون في التخلص من الحوثيين.

٢- اعتماد الأمر الواقع بالموافقة على أن الحوثيين مسموح لهم بتغيير هوية اليمنيين وإحضار النفوذ الإيراني إلى اليمن.
واعتبار المناطق التي تحت سيطرتهم- بمساعدة إيران- كيانا فرضه الأمر الواقع ويمكن “إقناع” اليمنيين بالقبول به ببعض الغصب وبعض الإغراء وبعض الحبوب المضادة للغثيان.

٣- اعتماد الأمر الواقع بتقبل النفوذ الإيراني في اليمن مع السماح بتغلغل المذهب الشيعي

٤- اعتماد أن لوردات الحرب الذين نشأوا ذاتيا أو أنشأتهم دول خليجية، حقائق لا حاجة للتخلص منها.

٥- اعتماد الكانتونات الأربعة التي قد بسطوا سيطرتهم عليها بمساعدات خليجية كيانات أمر واقع ويمكن إقناع اليمنيين بالقبول بها ببعض الغصب وبعض الإغراء وبعض الحبوب المضادة للغثيان.

٦- المجتمع الدولي والإقليم، يقدمون للحوثيين مغريات ومكاسب تجعلهم يقنعون بالأمر الواقع.

٧- المجتمع الدولي والإقليم، يُلمع لوردات الحرب المرتبطين بقوى خارجية ويمنحهم مزايا لا يمكن رفضها.

٨- ضخ مساعدات لا بأس بها لانقاذ الاقتصاد وتحسين أحوال الناس لكي يقبلوا بالأمر الواقع الذي سيبدو مقنعا وجذابا عند مقارنته بالصراع والحرب.

**
ثالثا: سَعْوَدَة أفكار الأزمات الدولية لليمن
**

هذا ما حدث قبل أربعة أيام في مؤتمر التشاور (٢٩ مارس- ٧ أبريل ٢٠٢٢).
وخلقت لنا السعودية مجلس القيادة الرئاسي لليمن قبل ٤ أيام يوم ٧ أبريل.

١- ما يحدث الآن، هو “سَعْوَدَة” لأفكار مجموعة الأزمات الدولية الذي تم بسهولة عن طريق استعمال مؤتمر تشاور يمني- يمني تأليف وسيناريو وحوار وإنتاج وإخراج سعودي تحت يافطة خليجية لمدة ١٠ أيام.

وفي اليوم العاشر استعملت المملكة السعودية كل قوة تأثيرها على اليمنيين لنقل صلاحيات رئيس الجمهورية لمجلس رئاسي قيادي من ٨ أعضاء يترأسهم رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي.

٢- في الحقيقة فإن معظم أعضاء مجلس الرئاسة السبعة ما هم إلا لوردات الحرب الذين أطلقت عليهم هذا الوصف مجموعة الأزمات الدولية والكيانات الأربعة التي وصفتها بالكانتونات أو المقاطعات.

بعض الأعضاء، هم زيادات كان لا بد منها بحسب رأي المؤلف والسيناريست والمخرج والمنتج.

والمطلوب من هذا المجلس القيادي الرئاسي بكانتوناته الأربعة ولورداته التعامل مع الكانتون الحوثي/الإيراني الخامس ولورد الحرب الحوثي… بالسلام طبعا.

٣- هذا يوضح قدرة السعوديين الفائقة على تغيير أوضاع اليمن عندما يريدون.

**
رابعا: دور أمريكا في اليمن
**

١- هذا يوضح أننا- في اليمن والسعودية على حد سواء- يجب أن نفكر خطوة أو خطوتين قبل أمريكا وسنة أو سنتين قبل أمريكا وإلا فإنهم سيأتون إلينا بعد شوية أو شويتين بأفكار صعبة البلع والهضم ولكننا سنزدردها بمساعدة حبوبهم المضادة للغثيان.

٢- ويوضح القابلية لاستنساخ الأفكار والإرادات الأمريكية الواضحة أو المقنعة والتي نتقبلها بعد مرور بعض الوقت بالغصب أو بالاقتناع على مضض أو بمساعدة الحبوب المضادة للغثيان.

**
خامسا: معضلة رشاد العليمي
**

أصلا الدكتور رشاد العليمي، سعة صدره فسيحة وصاحب مزاج معتدل ولا يصاب بالغثيان بسهولة.

وهذا هو ما نتوقعه من رئيس مجلس القيادة الرئاسي:

١- السعودية
*
نتوقع منه أنه سيكون في حالة انسجام مع السعودية.
وهذا تغيير هام في الحالة اليمنية.

إذا استطاع رشاد العليمي خلق حالة رؤية مشتركة بين اليمن والسعودية والتعامل مع المصاعب والمشاكل بجهد واحد، فهذا سيكون عملا غير مسبوق وخير كبير لليمن والسعودية.

٢- مجلس الرئاسة
*
نتوقع منه أنه سيستوعب خلافات أعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
وأنه سيتغاضى عن حالة معظم أعضائه الذين هم في حالة استنفار للظهور والبروز والحصول على مظاهر زيادة القيمة والاعتبار.

٣- لا حرب لا سلام
*
نتوقع منه أن يراضي ويداري الحالة الإقليمية السائدة وطلباتهم “الغامضة” جدا بضرورة أن تكون المرحلة القادمة هي حالة مائعة من “لا حرب ولا سلام”.
ويحاول في نفس الوقت ألا “يقترف” الدعاية وبيع الأوهام لنا.

٤- تحسين الأمن وأوضاع الناس
*
نتوقع هذا التحسن، بل نحن متأكدون منه.
ونتوقع المتابعة والمساءلة والمحاسبة والمراجعة والتدقيق.

٥- المستقبل
*
نتوقع من رشاد العليمي أن يكون معه خطة “ب” و خطة “ج” في مسألة الحرب والسلام والمستقبل.

يجب أن تكون الصورة واضحة لفهم ما يحدث الآن.
يجب البناء على ما حصل.
يجب الانتقال من درجة إلى درجة أعلى طوال الوقت.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى