لهذه الأسباب.. “النهضة” ذراع الإخوان تونس تلفظ أنفاسها الأخيرة في تونس

عين اليمن الحر – تونس المرجع

تُعاني حركة النهضة التونسية -ذراع الإخوان في البلاد- من رفض في الشارع؛ إذ كشف استطلاع للرأي عن تدني مستوى الرضا الشعبي عن رئيس البرلمان ورئيس «النهضة» راشد الغنوشي، خلال أبريل 2020.

ومن خلال الاستطلاع عبر 72% من التونسيين المشاركين فيه عن رفضهم لترؤس الغنوشي البرلمان، ولا يريدون له دور سياسي في مستقبل البلاد.

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته «سيجما كونساي» وهي إحدى الشركات المتخصصة في استطلاعات الرأي، فإن ثقة التونسيين تنحصر في 3 شخصيات، هي الرئيس قيس سعيد بـ61% ورئيس الحكومة إلياس الفخفاخ بـ44%، ووزير الصحة عبداللطيف المكي بـ59%.

كما أظهر الاستطلاع أن شعبية المرشح الرئاسي السابق نبيل القروي تراجعت خاصة بعد تنسيقه مع الإخوان؛ إذ أكد الاستطلاع عدم ثقة 51% من الأصوات فيه مستقبلًا.

ومن جانبها قالت الباحثة في العلوم السياسية بتونس نرجس بن قمرة: إن تراجع شعبية الغنوشي تعود لفشله في إدارة العمل البرلماني؛ فضلًا عن عجزه عن رسم التعايش السياسي المطلوب بين مختلف الكتل البرلمانية.

وتابعت «بن قمرة» في تصريحات صحفية لها أن الغنوشي لا يتمتع بشعبية إلا في الأوساط الإخوانية فقط، مشيرة إلى فشله في إثبات توجهاته المدنية لأغلب التونسيين، وأن صورة رئيس البرلمان مقترنة في أذهان التونسيين بالتطرف والتشدد؛ ما يجعل قاعدة خصومه أكثر من حلفائه.

بينما أظهر استطلاع سابق للرأي في نوفمبر من العام 2018 أن الغنوشي، جاء بالمركز الأخير في ترتيب الشخصيات السياسية التي تحظى برضا التونسيين.

وأجرت هذا الاستطلاع مؤسسة «أمرود كونسيلتينغ» المحلية، وكشفت أن رئيس حركة النهضة في البلاد لا يحظى تقريبًا، بأي رضا من جانب التونسيين؛ إذ لم يحصل سوى على 0.5 % من أصوات التونسيين الذين شملهم الاستطلاع.

ونتيجة لهذه الاستطلاعات فإن إخوان تونس تعيش حالة من الانهيار الشعبي، خاصة في الفترة الأخيرة.

ورجح عدد من الباحثين إلى أن نسبة تدني شعبية الغنوشي وحركته يعود إلى تاريخهما المرتبط بالدماء، مثل وقوفه وراء تفجيرات سوسة والمنستير (وسط) عام 1986، واعترافه بذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في مارس 2011.

وبحسب الكاتب والمحلل التونسي بلحسن اليحياوي فإن الغنوشي يتلون في خطابه، وينكر في العلن ارتباطه بتنظيم الإخوان، ولكنه يستقبل في السر كل الشخصيات الإخوانية مثل الإرهابي «وجدي غنيم».

وتابع اليحياوي لـ«المرجع»: أن الغنوشي يغير مواقفه، وتلك تعتبر عادة إخوانية؛ إذ يتغير خطابهم بتغير الظرف السياسي.

والمعروف عن الغنوشي هو أن خطاباته دائمًا ما تكون ذات طابع طائفي للتفريق بين التونسيين، من ذلك خطابه الذي ألقاه في 25 مارس 2013، في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، حين اعتبر أن المنتمين للإخوان هم فقط المنتمون للإسلام.

كما يرجع سبب تراجع شعبية الإخوان في تونس هو ارتباطهم بالسياسات التركية التي تدعم الإرهاب في المنطقة؛ إذ كلفت العلاقات الاقتصادية مع تركيا عجزًا قياسيًّا في الميزان التجاري التونسي، قُدر بـ8 مليارات دولار في شهر أكتوبر 2018.

إضافة إلى جهاز النهضة السري؛ إذ قال المحامي «رضا الرداوي»، عضو لجنة الدفاع عن السياسيين التونسيين المقتولين في 2013، شكري بلعيد ومحمد البراهمي: إنه عثر على معلومات بشأن التنظيم الخاص لحركة النهضة، لافتًا إلى أن اسمه في البداية كان «الجهاز الأمني»، بحسب مقترح جماعة الإخوان في مصر.

وتابع «الرداوي» أن التنظيم الخاص المكون من 6 أشخاص برئاسة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، تلقى دورة تكوينية في الاستخبارات من قبل وفد إخواني مصري، وللتمويه على الأمر قيل إن الوفد وصل لتقديم دورة في الزراعة؛ ما مكن «النهضة» من التجسس على مؤسسات رسمية في الدولة لصالح جهات أجنبية من ضمنها المخابرات الإيطالية.

تسفير الشباب

وتعتبر تلك الاتهامات ليست الأولى من نوعها؛ إذ أحالت النيابة العامة في تونس إلى القضاء في يونيو 2018، دعوى جزائية قدمتها عبير موسى، رئيسة الحزب الدستوري الحر، ضد رئيس «حركة النهضة» راشد الغنوشي، وعلي العريض، وحمادي الجبالي، والحبيب اللوز؛ للاشتباه بضلوعهم في تسفير شباب تونسيين إلى بؤر الصراع في سوريا وليبيا والعراق؛ ما يعد دعمًا للإرهاب والجماعات المتطرفة، الأمر الذي تنفيه الحركة.

واستشهدت الدعوى القضائية إلى اتهامات تضمنها فيلم وثائقي بثته قناة «الشروق» الجزائرية، في مايو 2018، عن تورط قياديين من «النهضة»، في تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر والإرهاب.

وقال إرهابيون تونسيون معتقلون في أحد السجون الليبية: إن حكومة «الترويكا» (فترة حكم النهضة)، قدمت لهم تسهيلات للسفر عبر المطارات والمعابر الحدودية.

وفي سبتمبر 2018 كشفت وثيقة تداولها نشطاء تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعى، تنسب للسفارة القطرية في تونس، عن دور قطري في عمليات تسفير ما يقرب من 1800 شاب من بلاد المغرب إلى سوريا، بالتعاون مع حركة «النهضة».

وجاءت الوثيقة موقعة ومختومة من القائم بالأعمال بالإنابة نايف عبدالله العمادي، وموجهة إلى مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية بالدوحة، فضلًا عن تضمنها الدور التنسيقي الذي تلعبه حركة النهضة، متمثلًا في استقبال الشباب المتطوع، في أحد الموانئ؛ لنقله إلى ليبيا ومنها إلى تركيا ثم سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى