لقاء وزيري دفاع أميركا والصين.. واشنطن تسعى لتواصل “أكثر نضجا”

 

نيويورك – عين اليمن الحر – واشنطن الحرة

تعمل إدارة الرئيس جو بايدن، على تطوير خطوط اتصال عسكرية ورسمية أقوى مع بكين لتجنب حدوث أزمة، حيث يعقد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أول لقاء مباشر له مع نظيره الصيني وي فنغي، في سنغافورة، الجمعة.

وتبحث الولايات المتحدة عن خطوط اتصال أفضل بين أوستن ووي بالإضافة إلى زيادة المشاركة بين الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ونظيره الصيني، وبين قائد القيادة الأميركية لمنطقة المحيط الهادئ الهندية والقادة الإقليميين الصينيين.

وقال المسؤولون الأميركيون إنهم شهدوا “بعض التقدم” نحو إنشاء آليات اتصال مع الصين لكنهم لم يقدموا مزيدًا من التفاصيل.

وذكر مسؤولون دفاعيون أميركيون كبار في تصريحات لمجلة “فورين بوليسي” أن الصين طلبت اجتماع الجمعة بين أوستن ووي.

وكان وزيرا الدفاع تحدثا هاتفيا في أواخر أبريل.

يأتي الاجتماع في الوقت الذي تسعى فيه الصين لعقد صفقات إنشاء قواعد عسكرية في جنوب شرق آسيا وجنوب المحيط الهادئ التي أزعجت المسؤولين الأميركيين، الذين يعتقدون أن بكين لم تكن شفافة بشأن خططها الحقيقية.

وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى: “يتعلق هذا الاجتماع جزئيًا بوضع حواجز حماية للعلاقة، والاستمرار في الدعوة إلى تطوير آليات اتصالات أكثر نضجًا لإدارة الأزمات المخاطر، فضلاً عن فرصة للوزير لمشاركة بعض المخاوف المهمة لدينا بشأن قضايا الأمن العالمي والإقليمي”.

لدى الولايات المتحدة ما يسمى بمجموعة عمل إدارة الأزمات الجديدة مع الصين، لكنها تفتقر إلى الآليات اليومية للتعامل مع خطوط الصدع المحتملة في المنطقة، بحسب مجلة فورين بوليسي.

وذكرت المجلة أن الولايات المتحدة تشعر بقلق خاص إزاء المناورات عسكرية الصينية “غير المهنية والخطيرة” في بحر الصين الجنوبي والشرقي، وفي مناطق تحديد الدفاع الجوي في تايوان، وعلى الحدود مع الهند، وفي أوقيانوسيا.

كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، التقيا نظرائهما الصينيين في ألاسكا العام الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن البلدين لا تجريان محادثات طويلة الأمد للحد من التسلح. وأعرب المسؤولون الأميركيون عن أسفهم لأن الصين أقل اهتمامًا بممارسة الدبلوماسية على الطريقة الأميركية.

وأثار إعلان كمبوديا والصين الأربعاء، عن مشروع تموّله بكين ويهدف إلى تجديد قاعدة “ريام” البحرية مخاوف المسؤولين الأميركيين. وتخشى الولايات المتحدة أن يتمّ استخدامها لأغراض عسكرية صينية.

وشكّلت القاعدة هذه موضع خلاف بين كمبوديا والولايات المتحدة طيلة سنوات. ولطالما اعتقدت واشنطن أن القاعدة حُوّلت لخدمة الصين التي تسعى إلى توسيع نفوذها على الساحة الدولية من خلال شبكة قواعد عسكرية.

وتقع القاعدة في موقع استراتيجي هو خليج تايلاند، ما يتيح وصولًا إلى بحر الصين الجنوبي التي تطالب بكين بمعظمه.

وفي مطلع الأسبوع، أكّدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلًا عن مسؤولين غربيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن هناك أشغالا جارية في قاعدة رياب الكمبودية قرب سيهانوكفيل، لتستخدمها “حصرًا” البحرية الصينية.

وتنفي الدولتان الاتهامات في حين تؤكد بنوم بنه أن تطوير القاعدة “ليس سرًّا”.

وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع: “لقد رأينا الكمبوديين والصينيين يتخذون خطوات غير عادية لإخفاء النشاط العسكري لبكين في قاعدة ريام البحرية. أحيانًا يتم إخفاء أفراد عسكريين صينيين أثناء زيارات خارجية للقاعدة”.

وأكد المسؤول أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب جهود الصين لإنشاء شبكة من القواعد الخارجية.

وحدت وزارة الدفاع الأميركية طموحات الصين في متابعة إنشاء منشآت عسكرية في ميانمار وتايلاند وباكستان والإمارات، بالإضافة إلى لاستكمال قاعدتها في جيبوتي في القرن الأفريقي، على بعد مرمى حجر من القوات الأميركية في المنطقة.

وقال مسؤول دفاعي أميركي: “إحدى القواعد الأساسية التي نهدف إلى تأسيسها مع الصين هي تحديد موقف كل طرف. نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان أن يكون هذا الاجتماع (لقاء وزيري الدفاع) مهنيًا وموضوعيًا. ليست هناك رغبة من جانب الولايات المتحدة في جعله مشهدًا عامًا”.

لكن مسؤولين أميركيين سابقين قالوا إن وي، وزير الدفاع الصيني، قد لا يكون نظيرًا مثاليًا للاجتماع، حيث يحتل مرتبة أقل بكثير في الترتيب العسكري الحقيقي للصين من كبار المسؤولين في اللجنة العسكرية المركزية الصينية، التي يرأسها الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وأضاف المسؤولون السابقون: “من المرجح أن تستخدم الصين الاجتماع لإجراء محادثة للتعرف عليك، لكنهم لن يستجيبوا لمطالب الولايات المتحدة بالتخلص من السلوك الذي تعتبره الولايات المتحدة غير آمن أو البدء في اللعب وفقًا للقواعد”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى