حرب إسرائيل على غزة- هل نجح ناتانياهو في تفجير الصاعق من القنصلية الإيرانية في دمشق؟

أ د / دخان النجار

منذ بداية الحرب الاسرائيلية على غزه والكل يتوقع الحدث الكبير في جبهة الشمال وحاولت الولايات المتحدة الأمريكية اطفائها قدر الامكان اما بارسال حاملات الطائرات والمدمرات لإظهار العزم في الرد ان اقدم حزب الله وهاجم من الشمال او عن طريق الدبلوماسية التي تمثلت بارسال مندوب خاص إلى لبنان بالإضافة الى التواصل بين الولايات المتحدة وايران عبر اطراف اخرى من اجل ذلك الهدف وكانت إسرائيل تدفع بعدم التفجير كي تتفرغ لاجتثاث حماس والمقاومة المسلحة في غزه.

بعد ان بداء التعثر الاسرائيلي في غزه كان من الواضح ان حكومة نتانياهو تعمل على تفجير معركة الشمال كي تجر اليها الولايات المتحدة وبالتالي يتم خلط الأوراق والتغطية على فشلها في تحقيق اهدافها المعلنة في القطاع ، مع العلم ان فشل اسرائيل في القطاع بداء واضحا في ٧ اكتوبر عندما تعرضت لهجوم فشلت في درئه مخابراتها المختلفه وجيشها الذي لا يقهر ( كما كان يوصف) وتقنياتها الحديثة وكلما حاولت رد الاعتبار لجيشها واستخباراتها وقعت في مطب اكبر من سابقه حتى وصل الأمر إلى خسارة سمعتها دوليا بل واصبحت ملاحقة في المحافل الدولية لولا الرعاية الأمريكية والغربية المنحازة.
طول زمن المعركة في غزه خارج الحسابات الاسرائيلية والأمريكية وأعمال الابادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي بما في ذلك استهداف أطقم المنظمات الانسانية الدولية وكان اخطرها قتل سبعة متطوعين غربيين تابعين للمطبخ العالمي الامر الذي احرج المدافعين عنها في الغرب وكان لابد من تغيير مواقفهم تجاه حكومة ناتانياهو بالاضافة إلى التغير في الرأي العام الغربي لصالح القضية الفلسطينية( أظهرت نتائج استقصاء الرأي العام في الولايات المتحدة حسب مركز “بيو ” لقياس الرأي العام ان ٦٦٪؜ من الأمريكيين يرون انه من حقهم التعبير عن رأيهم تجاه القضية الفلسطينية في اقامة دولتهم المستقلة و٥٨٪؜ يرون بان لهم الحق في التعبير عن رأيهم تجاه حق اسرائيل في الوجود وهذا على سبيل المثال )وهو ما اقلق حكومة نتانياهو وجعلها تتخبط وتبحث عن عملية تعيد خلط الأوراق وجر الولايات المتحدة إلى المواجهة المباشره مع شعوب المنطقة وايران بالتحديد وتمثل ذلك التصرف بضرب القنصلية الإيرانية في دمشق وهو الاعتداء المباشر ضد ايران ضمن سيادتها الوطنية دون مراعاة الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية وهو بمثابة مغامرة خطيره لايمكن لإيران إلا ان ترد ولو لم تفعل فسوف تتعرض للكثير من الاعتداءات المباشره حتى في مدنها ومراكزها الحساسة ، وتصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي والقادة العسكريين في الحرس الثوري والاستخبارات وكان اخرها تصريح وزير الخارجية عبد اللهيان اثناء افتتاح القنصلية الجديده في دمشق امس الثلاثاء ٩ ابريل ٢٠٢٥م حول ضرورة الرد على الاعتداء بدون تحفظ ويدل على ان ايران حسمت امرها في الرد الانتقامي لسيادتها .
واضح ان الادارة الأمريكية لم تكن على وفاق مع نتانياهو في مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق وقد صرح المسؤلًين الأمريكيين بذلك صراحة وبداء الضغط الامريكي على نتانياهو يزداد كردة فعل على هذا التصرف الاخرق حتى ان الرئيس بايدن يتكلم غاضبا وبصراحة عن سؤ ادارة نتانياهو للمعركة ضد حماس وبالتأكيد انه يقصد ملابساتها الاقليمية . في حالة الرد الإيراني وهو شبه المؤكد الكل ينتظر رد اسرائيل فان امتصت الضربة فهذا معناه المزيد من خسارة نتانياهو وحكومته وان ردت فقد تفجر الحرب الاقليمية وهنا سوف تكون الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي لإسرائيل والضامن لأمنها بل وتفوقها في المنطقة في حالة حرجة فان هي دخلت المعركة فتكون هنا قد وقعت في فخ ناتانياهو وان تغاضت فقد تتعرض هيبتها للضرر . ايضاً ايران ليس من مصلحتها ان تتوسع المعركة وتصل إلى اراضيها واكيد ان هناك تواصل بينها وبين الولايات المتحدة للبحث عن مخارج تجنب الجميع الانفجار الشامل الذي لا تحمد عقباه للجميع وهذا التواصل في الغالب يتم عبر السفاره السويسرية في طهران التي ترعى المصالح الأمريكية في ايران.
قد يكون الرد الإيراني موجه ضد احدى البعثات الدبلوماسية الاسرائيلية في الخارج وهو اخف الضررين على ايران والولايات المتحدة الأمريكية وعلى اسرائل نفسها وانا ارجح ذلك او تكون هناك ضربه مؤلمه لإسرائيل عن طريق اذرع محور المقاومة. وبالرغم من ان ايران تتهم الولايات المتحدة بانها شريك في العمليه من خلال استخدام إسرائيل للسلاح الأمريكي وكذلك الرعاية الكامله الأمريكية لإسرائيل لكنني لا ارجح ان تقوم ايران بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة كون المشاركة الأمريكية المباشره في الهجوم لم تُثبت بعد.
أما إذا وصل الأمر إلى توجيه ضربه إنتقامية الى العمق الإسرائيلي وهذا يظل احتمال وارد واسرائيل ترد عليها إلى العمق الإيراني فان الوضع في المنطقة سيكون على حافة الهاوية وانا ارجح ان يتطور الوضع بما يضمن ماء الوجه لكل الأطراف في بلدانها وخارجها وتضل حكومة نتانياهو هي الخاسر الأكبر في هذه المعركة مهما عرضت عضلاتها ومهما حاولت تجر الأوضاع من سيء الى اسواء .
د. دحان النجار ميشجان ١٠ أبريل ٢٠٢٤م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى