المشهد الأخير في آخر يوم هدنة

 

✍️عبدالقادر الجنيد

***
اليوم هو نهاية الهدنة والحوثي يريد أن يمز الليمونة ويعصر آخر قطرة.

سنراقب المشهد من كل زاوية.

**
أولا: الحوثي
**
يستمتع الحوثي بالمزايا التالية:
١- أمريكا، مصممة على تمديد الهدنة لمدة ٦ شهور.

ويظن الحوثي بأن المبعوث الأمريكي سيضغط على الشرعية والمملكة العربية السعودية لتقديم أي تنازلات.

وقد ماطل الحوثي في فتح طرقات تعز الرئيسية وغيرها من المناطق المحاصرة لأن الشرعية والسعودية قد سلمت له بفتح مطار صنعاء ودخول نفط إيران المجاني ولم يعد بيدهما أي أوراق ضغط.

أما أمريكا فهي متخصصة فقط بالضغط على حكومتي شرعية اليمن والمملكة السعودية.

**
ثانيا: ال ٤٨ ساعة الأخيرة
**
سقط المبعوث الأممي هانز جروندبيرج في فخ الحوثي عندما أعطاه الرد الأخير على شروطه بتمديد الهدنه في آخر ٤٨ ساعة.
اشتغل طاقم جروندبيرج في الحال على شروط الحوثي وعمل مسودة لإتفاقية تمديد الهدنة.
وقام المبعوث الأممي بتسليم مسودة ما اعتبره بأنه يمكن أن يكون إتفاقا لتمديد الهدنة بين حكومة شرعية اليمن والحوثيين إلى الطرفين.

الفخ
*
وضع كل من الحوثي وجروندبيرج مجلس الرئاسة اليمني تحت ضغطين هائلين: ضغط عصبي وضغط عامل الوقت.
وعليه أن يفاضل بين خيارين سيئين: القبول أو الرفض.

١- القبول
إذا وافق الرئيس رشاد العليمي ورفاقه على مسودة الإتفاق كما هي، فسيفقدون ثقة جمهورهم الذي هو الغالبية العظمى من الشعب اليمني.
وسيظهرون هم شخصيا على إنهم قد خافوا وقبلوا بتسليم الإتاوة أو الفدية أو الجزية للحوثيين مقابل ألا يضربوهم

٢- الرفض
إذا رفضت حكومة الشرعية تسليم “الجزية” أو “الإتاوة” بناء على مسودة إتفاقية الهدنة الأممية التي صاغها جروندبيرج بناء على شروط الحوثي، فستغضب أمريكا على كل من شرعية اليمن والمملكة السعودية وتتهمهم بأنهم هم الذين لا يريدون السلام.

**
ثالثا: رد مجلس الرئاسة
**

اليمن تتملص من الفخ
*
أصدرت الحكومة الشرعية اليمنية بيانا استجابة للفخ المنصوب لها على هيئة مسودة إتفاقية الهدنة التي كتبها جروندبيرج لتستوعب شروط الحوثي الجديدة التي تعتبر بمثابة “الجزية” بين طرف منتصر يهدد بالضرب وطرف مهزوم خائف من الضرب، وليست إتفاقية هدنة بين طرفين متحاربين يرغبان في تهيئة الأجواء لإتفاق على حل تفاوضي سلمي شامل للمشكلة اليمنية.

بيان الحكومة الشرعية
*
١- يجب على الحوثي رفع الحصار الفوري عن تعز.

٢- يجب على الحوثي أن يتوقف عن نهب إيرادات ميناء الحديدة.

٣- يجب على الحوثي أن يقبل بأن يتسلم مرتبات الموظفين بناء على كشوف ٢٠١٤ وهذا إذا كانوا مازالوا موجودين.

٤- يجب على الحوثي أن يتوقف عن استعمال الشعب اليمني كرهينة وعن التهديد بأنه لن يتوقف عن خنق اليمنيين إلا إذا تسلم الفدية أو الإتاوة أو الجزية.

**
رابعا: جنون الحوثي من البيان
**

الحوثي لا يصدق
*
يبدو أن الحوثي قد صدق نفسه من أن مجلس الرئاسة اليمني قد وصل إلى درجة من الانقسام بحيث لا يمكن أن يتفقوا على أي مواقف واحدة متحدة تجاه أي شأن.

وصدق الحوثي نفسه بأن مجلس الرئاسة حتى إذا كان متحدا فإنه عديم الحيلة وأنه يرتعش خوفا من بطش الحوثي وسيوافق على دفع الجزية.

الحوثي لم يصدق بأن أعداءه رفضوا تسليم الفدية والجزية.

الحوثي لم يقبل أنه قد وقع في مشكلة من يُصدق نفسه.

الحوثي أصابته تشنجات.

**
خامسا: تشنجات الحوثي
**

١- بيان حوثي مضاد لبيان حكومة اليمن
*

بيان وفد الحوثي “الوطني” المفاوض بخصوص الهدنة

يريد أن يحصل على نصيب من إيرادات النفط والغاز لأنها وحدها التي هي إيرادات سيادية تحت إسم مرتبات.

إيرادات جمارك وضرائب ميناء الحديدة واستلام النفط الإيراني المجاني ليست إيرادات سيادية عند الحوثي.
وكذلك ضرائب المصانع وكبار المكلفين والهاتف والإنترنت ليست إيرادات سيادية عند الحوثي.

يتهم حكومة اليمن الشرعية أنها هي السبب بحصار تعز لأنها رفضت اعتبار الطرق الفرعية الضيقة والترابية التي يقترحها الحوثي كافية وأن الأمر لا يحتاج لفك الطرق الرئيسية المسفلتة.

يتهم السعودية (التي هي من أغنى دول العالم) بأنها تسرق إيرادات نفط وغاز اليمن وتحرم المواطن اليمني المسكين من فلوسه.

يتهم السعودية التي هي حليف للشرعية اليمنية بأنها لا تتركه يفترس اليمن كما يشاء وبأنها دولة العدوان وأن الحوثي إنما هو حامي السيادة اليمنية ويطالب بإخراجها من أي معادلة لأنها دخيلة وتتدخل في الشأن اليمني.

٢- تغريدات ناطق الحوثي العسكري
*
تغريدة مقتضبة: “قد نعود مجددا… فابقوا معنا”.

ثم عاد أبو سريع بساعة وغرد بأنه تلقى توجيهات عليا بتنبيه
الشركات الملاحية والبحرية المتجهة للسعودية.
وبتحذير الشركات النفطية الأجنبية والمحلية العاملة في اليمن؛
بأنها كلها عليها متابعة ما سيصدر من الميليشيات الحوثية من تحذيرات وتعليمات.

ثم هدد يحي سريع الشركات بتغريدة ثالثة:
إذا لم توافق اليمن والسعودية على دفع “الجزية” فإن الميليشيات الحوثية “بصدد الاستعداد والجاهزية لأية تطورات تحمل تلك الشركات مسؤولية تجاهل ما سيصدر عنها خلال الساعات المقبلة.”

**
سادسا: كلاكيت آخر ٢٤ ساعة
**
هذا هو المشهد الأخير الذي يتم تصويره في هذه الساعات القليلة الأخيرة.

الحوثي رفع السقف ويهدد بضرب البواخر المتجهة للسعودية،
ويهدد بضرب المنشآت النفطية اليمنية والأجنبية إذا لم تدفع اليمن والسعودية الفدية أو الجزية.

الحوثي مثله الآن مثل “القارشة” التي طلعت السقف عبر درجات سلالم البيت ولا تستطيع النزول عبر درج السلالم ولا القفز من السقف إلى الشارع.

هل سيحصل على صديق يدفع جزية وينزله بهليكوبتر؟
هل سيتهور ويقفز من السقف؟
هل سيضرب أخماسا بأسداس ويحْوَص على السقف؟

راقبوا كلاكيت آخر مرة.

من صفحة الكاتب
عبدالقادر الجنيد
٢ أكتوبر ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى