أميركا وحماية الممرات الدولية: رسالة من باب المندب

ضبط شحنة صواريخ وذخائر قرب باب المندب

 

خاص – هيثم جسار- عين اليمن الحر

في توقيتٍ حساس يشهده البحر الأحمر، أُعلن عن ضبط قارب يحمل صواريخ وذخائر مهرّبة بالقرب من مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم. هذه الحادثة ليست مجرد عملية تهريب عسكرية، بل مؤشرٌ واضح على حجم التهديدات المتصاعدة التي تواجه حرية الملاحة الدولية في هذا المعبر الاستراتيجي، الذي يربط بين المحيط الهندي والبحر المتوسط، ويُعد شريانًا حيويًا لتجارة الطاقة العالمية.

دور أميركي ثابت في مواجهة الفوضى

تأتي هذه الحادثة في وقت تقود فيه الولايات المتحدة جهودًا متواصلة لضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، بالتنسيق مع حلفائها الدوليين والإقليميين. إن تكرار عمليات التهريب التي تستهدف زعزعة استقرار هذا الممر الحيوي، يعزز من شرعية الدور الأميركي المتصاعد في المنطقة، ويفرض واقعًا جديدًا: غياب الردع الأميركي يفتح الباب أمام فوضى مسلحة، تتهدد مصالح العالم بأسره.

ومن المعروف أن تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر يُعد أحد الأذرع العسكرية التي تستخدمها أطراف إقليمية موالية لطهران لتعزيز نفوذها في المنطقة. وبهذا المعنى، فإن كل عملية ضبط ناجحة، تمثل ليس فقط نزع فتيل خطر، بل ضربة مباشرة لمحور يهدد الأمن الإقليمي والدولي.

رسائل سياسية متعددة الاتجاهات

القبض على القارب المهرّب يحمل أبعادًا تتجاوز الميدان العسكري. إنها رسالة سياسية واضحة:
• لإيران: بأن مراقبة أميركية صارمة تحاصر تحركاتها البحرية المشبوهة.
• للدول المطلة على البحر الأحمر: بأن التحالف مع واشنطن لا يزال هو الضمان الأول للاستقرار.
• للمجتمع الدولي: بأن تأمين الممرات البحرية ليس ترفًا، بل ضرورة أمنية واقتصادية.

البحر الأحمر: ساحة اختبار للسياسات الدولية

بات البحر الأحمر اليوم مرآة دقيقة لاختبار جدّية القوى الكبرى في حماية النظام العالمي. ومع تصاعد تهديدات الحوثيين المدعومين من إيران، وامتداد تأثيرهم إلى الملاحة الدولية، تبرز الولايات المتحدة كقوة توازن، لا تدافع فقط عن مصالحها، بل عن حرية التجارة العالمية بأسرها.

هذا الواقع يعيد التأكيد على أهمية التواجد الأميركي البحري في هذه المنطقة، ويضع على الطاولة ضرورة تعزيز التحالفات العسكرية البحرية، وتوسيع نطاق التنسيق الاستخباراتي لمواجهة تهديدات التهريب والإرهاب البحري.

عملية ضبط القارب المحمل بالصواريخ قرب باب المندب، ليست حادثة معزولة، بل جزء من معركة استراتيجية على مستقبل الملاحة الدولية. وفي هذه المعركة، تثبت الولايات المتحدة مرة بعد أخرى أنها الطرف القادر على فرض الاستقرار، وردع التهديدات، وضمان حرية المرور في أهم شرايين التجارة العالمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى