لا تسيؤا الظن بالأطباء !!!!!

 

* شذى الصوفي.

* كلنا يعلم يقينا أن بعض الظن  أثم ومع ذلك كم نسيء الظن بالأطباء ونشكك بقدراتهم وهم ملائكة الرحمة الذين سخروا حياتهم لخدمة مرضاهم وسهروا على راحتهم والتخفيف من أوجاعهم.. وكم نآثم حين نقول أنهم حولوا الطب من مهنة إنسانية إلى أستثمار وتجارة يتنافسون فيها على سلعة أسمها المريض ( إذا ما جاز لي التعبير )..ولأننا ناكرين الجميل وجاحدين المعروف فبدلا من أن نمجدهم ونقدم لهم الشكر الجزيل على خدماتهم الجليلة نتحامل عليهم ونكيل لهم التهم فنقول أنهم جردوا مهنة الطب من قيمها وأخلاقياتها الإنسانية النبيلة بعد أن غيبوا ضمائرهم وأصبح جمع المال والتلاعب بالمرضى هو حرفة يجيدها معظم الأطباء وبمهارة عالية تفوق مهارتهم في تشخيص المرض وعلاجه .. حتى أن المستشفيات الحكومية تحولت على أيديهم إلى أماكن لأستقطاب الزبائن عفوا المرضى وتحويلهم إلى عياداتهم الخاصة أو إلى المستشفيات الخاصة التي يعملون بها مهما كانت أمراضهم بسيطة كل ذلك مقابل عمولات يحصلون عليها على كل رأس ..أخطئت مرة أخرى أقصد على كل مريض.

* وكم ندعي زورا حين نتهم الطبيب الذي يرسلك لمستشفى معين أو يطلب منك شراء العلاج من صيدلية محددة ويصر أن تعمل الفحوصات التي طلبها منك في مختبر بذاته هو في الأساس مستفيد ويحصل على عمولات متفق عليها مسبقا مع المستشفى والصيدلية والمختبر ونظن أيضا أن الطبيب يصف لك أكثر من صنف من الدواء وارد شركة معينة وتكون هذه الأصناف لا علاقة لها بمرضك فقط لترويج هذه الأصناف ويحصل على عمولات وإمتيازات تصل إلى تزويد عيادته بمعدات وإجهزة طبية مقابل هذه الخدمة التي يدفع ثمنها المريض المسكين الذي لا حول له ولا قوة.. أستغفروا الله كم نحن سيء الظن .. لأن الحقيقة أن كثرة الفحوصات وتحديد أسم المختبر والصيدلية والمستشفى هو فقط من باب الحرص على سلامة المريض ولا علاقة له بالعمولات وغيرها كما نظن ..فلماذا نتجنى عليهم ونبالغ في أتهامهم ؟,, .فعلى سبيل المثال نقول أنه لا يوجد تشخيص دقيق للمرض وكل يوم يتم أقتراح مرض معين ولجهلنا نعتقد أن هذا أهمال وتقصير وقلة خبرة وعدم دراية كافية وفشل وغير ذلك وهذا غير صحيح وكل ما هنالك أن هذا من باب الأحتياط أو بعبارة أخرى تشخيص أستباقي لمرض قد يصيبك في المستقبل فلا تستعجل وتتهم الأطباء باطلا.

* ولهذا لا تستغرب عزيزي المريض ويوسوس لك الشيطان إذا ذهبت يوما إلى الطبيب تشكوا من ألم في أصباع قدمك التي دست بها علىمسمار وطلب منك عمل فحوصات للدم والبول والبراز ووظائف الكلى والسكر وجهاز تلفزيوني والطبقي المحوري والرنين المغناطيسي وتخطيط للقلب فهذا واجب الطبيب تجاه مرضاه ..كما لا تتذمر أذا قرر أن يبقيك لعدة أيام في العناية المركزة أو تم أحالتك لمستشفى متخصص لأجراء عملية فأنت لاتدرك خطورة المسمار الذي أصاب أصبعك ؟؟

* كما أنصحك ألا تتذمر من حملة الأدوية التي وصفها لك الطبيب وتقول أن لا علاقة لها بمرضك .. فكل ما يعمله الطبيب من أجل صحتك فأنت كنز لا يجب التفريط فيك . ..والطبيب مجرد وسيط وفاعل خير همه الأول والأخير أن تتعافى وتحصل على خدمات طبية متميزة وهو ما يدفعه لتحديد المختبر لعمل الفحوصات والصيدلية التي تشتري منها الدواء والمستشفى الخاص الذي تذهب اليه

* فالمستشفيات الخاصة نعمه لأصحابها والأطباء العاملين فيها…لا لا أستغفروا الله أقصد نعمة للمرضى البسطاء فهي توفر لهم أرقى الخدمات الطبية ويعمل فيها أمهر الأطباء والممرضين وبأسعار زهيدة .. فمن  يصدق أن تكلفة الولادة الطبيعبة في مستشفى خاص داخل أمانة العاصمة مئة الف ريال فقط . أما بالنسبة للولادة بعملية قيصرية مع العناية بالطفل ووضعه داخل الحاضنة.. أسف أفضل  عدم ذكر المبلغ حتى لا تصر كل النساء على الولادة القيصرية من أجل التمتع بالخدمات والعناية الطبية التي تحظى بها الأم وطفلها وذلك الأهتمام الذي لا يوصف .. لكن ماذا نفعل دائما نسيء الظن حتى أطباء الأسنان لم يسلموا من ألسنتنا ..وكثيرا ما نصدق  أن أحد المرضى ذهب لقلع ضرس متسوس ألا أنه أكتشف أن الطبيب قلع الضرس السليم .. فما أدراه أن بقاء هذا الضرس السليم  أخطر من المتسوس  ومن الأفضل التخلص منه باكرا .

* نعم أيها السادة أن ما يقال عن الأطباء والمستشفيات الخاصة أفتراء لا أساس له من الصحة وما يحصل من أخطاء طبية تؤدي إلى الوفاة جراء زيادة جرعة التخدير وغيرها أو تلك الأخطاء التي تتسبب بأعاقة دائمة أو مرض مزمن ..لا علاقة لها بالتقصير والأهمال والأستهتار ..أنما هو قضاء وقدر لا يتحمل وزره الطبيب أو المستشفى ..

* أخيرا وبراءة للذمة ونظرا لشعورنا بالظلم الواقع على الأطباء والممرضين والحملات المغرضة التي تستهدف المستشفيات الخاصة وتقول أنها مستشفيات للاتجار بألام المرضى ليس إلا .. قررت ومعي عدد من الزميلات والزملاء تأسيس جمعية أو منظمة للدفاع عن الأطباء والمستشفيات الخاصة .. تكون من أهدافها تعريف المرضى أن الأخطاء الطبية قضاء وقدر وأن التشخيص غير السليم يصب في مصلحة المريض ..وأن أعطاء الطفل الوليد دواء غير مناسب يكسبه المناعه  ويعتاد على المرض من أول يوم ..وأن هذه المستشفيات من أهم المنجزات الوطنية التي يجب أن يفتحر فيها المريض حتى الموت .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى