تحالف اليمن مع السعودية “يجب” أن يبقى. أسئلة للمملكة

 

(✍️ عبدالقادر الجنيد)

***

نحن؟
من هم نحن؟
نحن، جمهور الشرعية والمرجعيات والوحدة اليمنية.
نحن، في حالة حرب والمحارب يحتاج إلى حليف.

**
أولا: نحن والسعودية
**

السعودية، تتعرض لمخاطر هي الأقرب للموقف الخطير الذي قد وقعت فيه اليمن فعلا منذ الانقلاب الحوثي في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، والمملكة هي الوحيدة المؤهلة لأن تكون حليفا لنا.
وقد قالت السعودية بنفسها عن نفسها أنها:
“قائدة التحالف العربي لدعم الشرعية”.

للمرة المليون، لا أحد يذهب للحرب بدون حليف.
حتى الدول العظمى لا تفرط في الحلفاء.

وعلى هذا، يمكن أن تقترب درجة تأييد جمهور الشرعية للمحافظة على تأييدنا للتحالف مع السعودية لمكانة قريبة من درجة تأييدنا للشرعية والمرجعيات والوحدة.

لأغراض چيوسياسية عملية براجماتية بحتة- وليس بسبب شعارات تراحم وتآخي- فإن قدرنا نحن جمهور الشرعية أن تكون السعودية حليفتنا ويجب أن نحاول أن نستعيدها ونستدعيها إذا هي حاولت التملص.

استدعاء الحليف، ليس عيبا.
اقرؤوا التاريخ وعن الصراعات التاريخية والمعاصرة، والتحالفات المتينة، والتحالفات الزئبقية، والتحالفات الهلامية.

هذا وضعنا وهذه ظروفنا التي تستدعي أن يكون التحالف مع السعودية الركن الرابع- بجانب الشرعية والمرجعيات والوحدة- الذي يحظى بتأييدنا.

في هذا الشهر، تعرضنا لإشارة بأن السعودية لم تعد ترغب بالاستمرار بدور “الحليف” وتريد أن تتحول إلى دور “الوسيط”.
هذا كابوس.
الكابوس، قد حصل وقد شعرنا- مع المرارة- بأن السعودية تحاول التملص من التحالف مع اليمن.

كابوسان، جثما على أنفاسنا وأخافانا على الشرعية والمرجعيات والوحدة والحلفاء، وهما المصالحة السعودية الإيرانية في الصين وزيارة السفير السعودي إلى صنعاء للتفاوض مع الحوثيين.

نحن- وجمهورنا- لا يمكن أن يهتز تأييدنا للشرعية والمرجعيات والوحدة، مهم تعرضنا لكوابيس ونكسات وهزائم في معاركنا مع الحركة الحوثية والتمدد الإيراني الشيعي.

لكن ماذا إذا تأكد لنا فعلا، أن السعودية قد حسمت أمرها ولأسباب عملية براجماتية نفعية بحتة، أن تتوقف عن أن تكون حليفة لنا وللشرعية وللرئاسة اليمنية الضعيفة المفككة التي قد فككتها السعودية بيديها إلى مجلس برئيس وسبعة نواب رئيس وإلى ثمانية أقسام؟

إذا تأكد لنا- فعلا- رغبة السعودية بالتخلي عنا، فإننا سنحاول التوضيح للمملكة عواقب السير في هذا الطريق الجديد المفاجئ بالنسبة لهم وبالنسبة لنا.

سنوجه أسئلة للمملكة، وسنحاول أن نجيب.

**
ثانيا: أسئلة للسعودية
**

نحن- بطريقة نفعية براجماتية- سنوضح للسعودية احتمالات نهايات الطريق الذي قررت أن تسلكه بالتفاوض مع الحوثيين والإيرانيين.

١- ڤييتنام
*
هل ستقبل السعودية، أن تنتهي مفاوضاتها مع الحوثيين مثلما انتهت إليه مفاوضات كيسنجر مع وفد “هوشي منه” في باريس باكتساح هانوي لسايجون واختفاء ڤييتنام الجنوبية من الوجود؟
أمريكا، تعايشت مع جراح الهزيمة وفضيحة إخلاء طاقم سفارتها بسايجون المعلقين بهليكوبتر، لأن ڤييتنام بعيدة.

وحتى هذا، لو حصل بين السعودية والحوثيين:
هل يناسب المملكة أن يكتسح الحوثيون جارتها الجنوبية اليمن ويصبحون الحكام المطلقون؟

٢- أفغانستان
*
هل ستقبل، أن تنتهي مفاوضاتها مع الحوثيين مثلما انتهت إليه مفاوضات بومبيو مع وفد طالبان في الدوحة، باكتساح طالبان لكابول وانتهاء حكومة وجيش افغانستان من الوجود؟

أمريكا، تعايشت مع جراح الهزيمة وفضيحة مطار كابول، لأن أفغانستان بعيدة.

وحتى هذا، لو حصل بين السعودية والحوثيين:
هل يناسب المملكة أن يكتسح الحوثيون جارتها الجنوبية اليمن ويصبحون الحكام المطلقون؟

٣- كامب داڤيد
*
نحن لا نعتقد بإمكانية أن تنتهي مفاوضات السعودية مع الحوثيين بوضع شبيه بمفاوضات أنور السادات مع مناحيم بيجن، التي حققت ما يسمى “السلام” مع بقاء الاحتلال الاسرائيلي للعرب واستمرار ضياع الحق الفلسطيني.

وحتى هذا، لو حصل بين السعودية والحوثيين:
هل يناسب المملكة أن تستمر اليمن مضطربة وبؤرة صراع إلى الأبد؟

٤- حسن نصر الله
*
نحن لا نعتقد بإمكانية أن تنتهي مفاوضات السعودية مع الحوثيين بوضع يشابه سيطرة حسن نصر الله الذي تصرف عليه إيران من الألف للياء ويعين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ويرسل المقاتلين اللبنانيين الشيعة ليحاربوا لخدمة أهداف إيران التوسعية في اليمن وسوريا والعراق.
ظروف عبد الملك الحوثي والحوثيين في اليمن أفضل بكثير من ظروف حسن نصر الله وشيعة جنوب لبنان، وإذا انسحبت السعودية، سيسيطرون أكثر.

وحتى هذا، لوحصل بين السعودية والحوثيين:
هل يناسب المملكة أن يكون معها نسخة من حسن نصر الله على حدودها الجنوبية؟

٥- قُم وطهران
*
إذا قررت السعودية أن تدير ظهرها بالكامل لنا نحن جمهور الشرعية والمرجعيات، فإن وضع اليمن سينتهي مثلما انتهت إليه مفاوضات أمريكا مع “هوشي منه” و “طالبان”.

ستكون هناك سيطرة حوثية كاملة على كل اليمن.

وستكون اليمن، هي النسخة العربية الأقرب لنموذج ملالي إيران من وجود “قائد المسيرة” المقيم في صعدة ( نسخة طبق الأصل من “المرشد العام” المقيم في قُم)، وتراتبيات رئاسة الجمهورية والحكومة في صنعاء (نسخة طبق الأصل من الدولة في طهران).

وحتى هذا، لوحصل بين السعودية والحوثيين:
هل يناسب المملكة أن يكون معها نسخة من ملالي إيران و “نصرة المستضعفين” و “تصدير الثورة الإسلامية الشيعية” على حدودها الجنوبية؟

**
ثالثا: إجابات من عندنا
**

١- نحن- جمهور الشرعية اليمنية- لا نعتقد أن نهاية اليمن المجاورة للسعودية التي تشترك معها في الجغرافيا والتاريخ والجوار بطريقة مشابهة لأي من نهايات ڤييتنام أو أفغانستان أو كامب داڤيد أو نصر الله أو قُم وطهران، تناسب المملكة العربية السعودية.

٢- نحن- جمهور الشرعية اليمنية- نعتقد أن السعودية كانت على حق وعلى صواب عندما شكلت وقادت التحالف العربي لدعم الشرعية والمرجعيات والوحدة، في ٢٦ مارس ٢٠١٥.

٣- نحن- جمهور الشرعية اليمنية- نعتقد بأن السعودية، في هذه الأيام حليفة طبيعية لليمن وتحتاجنا نحن جمهور الشرعية كحلفاء.
وبنفس الدرجة نعتقد بأننا نحن شرعية اليمن وجمهورها هم حلفاء طبيعيون للسعودية، ونحتاج المملكة كحليف.

٤- نحن- جمهور الشرعية اليمنية- نعتقد بأن هناك اختلالات وعيوب في أدائنا وأوساطنا ويجب أن نفصح عنها ونتخلص منها بأنفسنا وبمساعدة السعودية والإمارات.

ولكن هذا موضوع آخر ليوم آخر ومقام أخرى.

٥- نحن- جمهور الشرعية اليمنية- نعتقد بأن هناك اختلالات وعيوب في أداء وأوساط حلفائنا في السعودية والإمارات، ويجب أن يفصح عنها السعوديون والإماراتيون بأنفسم وبمساعدتنا نحن جمهور وقيادة الشرعية اليمنية.

ولكن هذا موضوع آخر ليوم آخر ومقام أخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى