بنت الناس تتحمل !!!!

أحلام شاكر

  كلمات بسيطة لكن تحمل في طياتها خفايا واسرار وبسببها تجبر المرأة لتحمل ما لا يطاق من المعاناة والألم وبسببها تعيش المرأة سنوات من الهوان والأذلال على يد شريك حياتها ورفيق دربها وليس لها من الحقوق الأ ما يجود به عليها وسلاحها الصبر والتحمل فقط ليقال إنها بنت ناس وأهلها أحسنوا تربيتها على أكمل وجه .

واقع مؤلم تتوارثه أجيال من النساء دون أن يلتفت أحد لمعاناتهن أو يرثي لحالهن…والمؤسف أن لا تجد من تلجا اليه حين يخونها الصبر ويخذلها التحمل .. فلا زال صدأ كلمات والدتها تتردد في أذنيها وهي توصيها كيف تتعامل مع زوجها وأهله وأول هذه الوصية ( أسمعي يابنتي أوقعي بنت ناس والمرأة الصدق تتحمل وتصبر من أجل الحفاظ على بيتها وأولادها وانتي داري كم تحملت أمك )وفي المقابل يتلقى الزوج تعليمات يستفيد منها في حياته المقبلة وهي بمثابة تحريض لهذه الدخيلة على الأسرة تحت زوجة وغالبا ما تكون بضرورة التعامل معها بصرامة من اللحظة الأولى ويجب أن تظهر لها انك راجل ولابد من أطاعت أوامرك ولاتقوم باي عمل حتى زيارة أهلها أو أقاربها لأي سبب الأ بأذن منك فالمرأة اذا ربخت لها الحبل فلتت.. فتصل المرأة إلى بيت زوجها وهي منكسرة من داخلها وكل أهمها أرضا زوجها وتلبية طلباته في أي وقت ودون تذمر فهذا من أقدس واجباتها .. ويظهر الزوج الكثير من الصرامة وأصدار الأوامر فقط لترويض زوجته وتهيئتها لتحمل حياتها معه حتى لو كان على حساب صحتها وكرامتها وأنسانيتها فلا تاكل حتى يشبع الزوج ولا تنام حتى ينام الزوج وعليها أن تصحو باكرا وتجهز الفطور وتقوم بأعمال  المنزل من تنظيف وغيره قبل أن يصحو الزوج ورغم كل عذا الذي تقوم أرضاءا للرجل الزوج فأن ذلك لا يشفع لها وكثيرا ما تتعرض للعنف الأسري الذي يصل حد الضرب الجسدي وبكل وحشية … الخ والمبكي حقا أن هناك مناطق يحرم أسعاف المرأة إلى المستشفى في غياب الزوج وبدون أذنه وعليها أن تقاسي ألام المرض وتتحمل حتى يتم أخذ الأذن من زوجها وهو من يحدد من يقوم بأسعافها ولا أبالغ إذا ما قلت أنه يتم الأتصال بالزوج إذا كان مغتربا ولا يهم كم من الوقت يستغرق البحث عن رد الزوج واخذ موافقته المسبقة لان خروجها بدون أذن تمرد على زوجها وعدم أحترام له وتكسير لأوامره وانتقاص من مكانته حتى لو أدى ذلك إلى وفاتها وكم من أمراة كان الموت خلاصها من معاناتها وهي بأنتظار صدور أذن يسمح بأسعافها للمستشفى المهم أن لا تخرج بدون أذن زوجها ..وأذا ماأبتليت بزوج مدمن على شرب الخمر أو المخدرات أو حتى مختل عقليا فهذا قدرها وعليها أن تقبل دون تذمر وتصبر على كل ما تناله منه من أيذاء نفسي وجسدي.. ولا أنسى هنا أن أشير إلى كثير من الأزواج يقطعون العهود على أنفسهم بأسماح لزوجاتهم بأكمال التعليم الأ أن كل هذه العهود تتبخر وتتحول إلى سراب مجرد ما تضع الزوجة قدمها في بيت الزوجية فتحرم المئات منهن من أكمال الدراسة حتى لو كانت في السنة الأخيرة لأن الشهادة لم تعد مهمه من وجهة نظر الزوج لتبقى حبيسة رغباته ونزواته  .. حياة بائسة متخمة بالألم والمعاناة تعيشها المرأة أو بالأصح تجبر أن تعيشها  فقط ليقال أنها بنت ناس ويضرب بها المثل بصبرها وتحملها لكل أنواع القهر والأذلال والعنف الأسري…والسؤال الذي يطرح إلى متى ستبقى المرأة حبيسة هذه المفاهيم البالية ؟؟ وإلى متى سيبقى الرجل ينظر للمرأة نظرة دونية وأنها وجدت لخدمتة وأشباع رغباته ؟؟ ولماذا لا تربي  الأسرة البنت على الثقة وإن الحياة الزوجية شراكة بين الرجل والمرأة وأن كرامتها من كرامة أسراتها ولا يجب عليها السكوت في أمور تسي لها وتمتهن كرامتها ؟؟ وقبل هذا وذاك متى ستنتفظ النساء وتثور على هذا الظلم والأمتهان والأذلال ليعرف الرجل أن المرأة ليست مجرد سلعة أشتراها بماله وإن لها حقوق يجب أن تحصل عليها وتعامل بكل أحترام وتقدير ؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى