بأي ذنب شردوا ؟؟؟؟
* أحلام شاكر
مئات الأطفال من الجنسين هجروا مدارسهم وغادروا منازلهم ونزلوا إلى الشارع للتسول مجبرين تحت وطأة الحاجة وشضف العيش .. أما لعجز أسرهم عن توفير متطلبات حياتهم جراء الأوضاع المعيشية الصعبة وأما لفقدهم من يعولهم بعد أن أصبحوا يتامى لا حول لهم ولا قوة ولم يعد لهم من ملجأ غير الشارع للحصول على لقمة عيش يابسه مغمسة بالعرق والدموع لتمدهم بأسباب الحياة من أجل البقاء.
لا خيار أمام هؤلاء ولا طاقة لهم بتحمل الجوع والصبر على معدة فارغة ولهذا فالنزول إلى الشارع بحثا عن الطعام ومقاسمة الكلاب الضالة والقطط المتشردة فضلات موائد الميسورين وما يتركة الأخرين من بقايا طعامهم أمام المطاعم والمنازل وحتى في براميل القمامة هو قدرهم الذي لا يملكون دفعه أو الأعتراض عليه .
حياة بائسة مليئة بالوجع والقهر والذل والهوان فرضت على مئات الأطفال اليمنيين أن يعيشوها ويتعايشوا مع أوجاعها مهما بلغت في صراعهم من أجل البقاء ولا أمل لهم بغيرها في ظل أستمرار هذه الحرب المجنونة التي تدور رحاها منذ أربع سنوات وما دام أطراف الصراع اليمني وأصحاب القرار في أيقافها ماضين في غيهم يعمهون وعجز المجتمع الدولي وضع حد لهذه الحرب التي خلفت الاف القتلى والجرحى والمعاقين وألاف اليتامى والأرامل والثكالى … ومع مطلع شمس كل يوم جديد يستقبل الشارع وجوه جديدة من الأطفال والنساء وكبار السن والعجزين الذين تقطعت بهم السبل وفقدوا لقمة العيش الكريمة التي تتوفر لهم ذات يوم دون الحاجة لمد أيديهم للأخرين . فكم هو مؤلم أن ترا أطفالا تركوا أحلامهم البريئة وحقهم في التمتع بطفولتهم ليحملوا فوق كاهلهم هم البحث عن لقمة عيشهم ممزقي الملابس حفات الأقدام ينبشون أكوام القمامة بحثا عن شي ذو قيمة بالنسبة لهم وغالبا ما يكون علب بلاستيك او قطع حديد يجمعونها ثم يبيعونها للحصول على مال زهيد لا يكفي لأشباع واحد منهم .. والمؤلم أكثر حين ترا طفلا في السادسة من العمر أرهقه التعب فيلقي جسده النحيل في ظل جدار بأحد الشوارع الفرعية ويغط في نوم عميق فراشه الأرض ولحافه السماء غير مكترث بما قد يتعرض له من خطر تشفق عليه لكنك تتردد في إيقاضه وتقول لعله يحلم بحضن أمه التي أفتقدها وفراشه الدافئ فر منزله الذي كان يأوي اليه .. ولا يبدو أن هناك من كانوا سببا في هذه المأساة من تهزه مثل هذه المشاهد وتحرك أنسانيته ويشعر بأنه قد حان الوقت لوقف هذه الحرب رحمتا بهؤلاء الأطفال البؤساء المشردين .. لا احد يرثي لهم لأن من كانوا سببا في معاناتهم تزخر موائدهم بأصناف المأكولات ويتعلم أطفالهم في ارقى المدارس وينامون في أفخر القصور ..وما يصرفونه في حفلة واحدة يكفي لأطعام الف طفل مع أسرهم لأكثر من شهر .. والمؤسف أتتحول دموعهم وعريهم وجوعهم وخوفهم وشقائهم إلى أرصدة وفلل وسيارات وشركات أستثمارية للمتاجرين بأوجاعهم.. والمؤسف أيضا غياب المنظمات الإنسانية المعنية بحماية الأطفال والدفاع عن حقوقهم وتجاهلها لمعاناتهم التي تفوق الوصف ..